أكد وزير الخارجية التشادي أحمد علامي أن بلاده تريد تسوية سلمية للنزاع مع السودان بعد توتر العلاقة بين البلدين مؤخرا. وسلم الوزير التشادي للرئيس السوداني عمر البشير رسالة من نظيره التشادي إدريس ديبي لشرح ملابسات الاشتباكات على حدود البلدين في التاسع من الشهر الجاري. وقال علامي إن تشاد اعتذرت عن الحادث وإنها تريد السلام وترغب في طي صفحة الخلاف وأضاف أن بلاده شكلت لجنة للتحقيق في هذه الاشتباكات وتحديد المسئولين عنها. إلا أنه أكد مجددا أن القوات التشادية دخلت الأراضي السودانية لملاحقة المتمردين التشاديين واتهم مليشيات الجنجويد بالمشاركة في الهجمات على تشاد. واقترح الوزير في هذا السياق إبرام اتفاق بين البلدين يسمح للجيش التشادي بملاحقة من وصفهم بمتمردين يتخذون من الأراضي السودانية قاعدة. وقال إنه إذا ضربنا هؤلاء المرتزقة مرة أخرى فسوف نلاحقهم أينما ذهبوا ونأمل أن يسمح الأشقاء السودانيون لنا بملاحقتهم إلى داخل السودان. وأضاف علامي أن الرئيس السوداني أبدى تفهما وجدد رغبته في العمل مع الرئيس ديبي لإنهاء خلافات البلدين. وكانت السودان أعلنت مقتل 17 من جنودها في الاشتباكات وطالبت باعتذار من تشاد. وتصاعدت خلافات البلدين خلال السنوات الماضية على خلفية تبادل اتهامات بدعم المتمردين، وألقى ذلك بظلاله على جهود إنهاء أزمة إقليم دارفور غرب السودان. ويؤكد مسؤولو الاتحاد الأفريقي أنه لا يمكن إنهاء الصراع في دارفور دون توقف العمليات المسلحة على الحدود التشادية السودانية. وتدخلت ليبيا مرات عدة لتخفيف التوتر بين البلدين حيث رعت طرابلس اتفاقا بين البلدين في فبراير 2006، واتفق أيضا الرئيسان البشير وديبي في اجتماع بطرابلس في فبراير الماضي على منع تصاعد العنف بدارفور. وفي هذا الإطار تجري الخرطوم ونجامينا مفاوضات مع الأممالمتحدة فيما يتعلق بخطط نشر قوات حفظ السلام الأممية في دارفور وشرق تشاد، كما أعلنت ليبيا مؤخرا أنها وإريتريا تعتزمان إرسال مراقبين أمنيين إلى حدود تشاد والسودان.