ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العاصفة التي أثارتها قصيدة نثرية كتبها الأديب الألماني غونتر غراس عن التهديد الصهيوني للسلام، لم تخمد رغم محاولة الكاتب لاحقا التخفيف من حدة الأزمة بالقول إنه كان ينتقد الحكومة الراهنة وليس الكيان الصهيونى ككل. وكانت قصيدة غراس تحت عنوان "ما ينبغي قوله" التي نشرت الأربعاء على صدر صفحات القسم الثقافي بصحيفة تسودويتشي تسايتونغ الألمانية، وصفت تل ابيب بأنها تهدد السلام العالمي نتيجة تلويحها بشن ضربات استباقية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. واعتبر الأديب الألماني -الذي نال جائزة نوبل في الأدب عام 1999- أن بلاده تجازف "بالتواطؤ" فيما وصفها ب"الجريمة المنتظرة" لدى تقديمها الدعم العسكري -بما في ذلك الغواصات- لتل ابيب. ومما كتبه غراس في قصيدته: لماذا أقول الآن، وقد بلغت من العمر عتيا وجف قلمي، بأن القوة النووية الصهيونية تعرض السلام الهش في العالم للخطر؟ لأن ما ينبغي قوله الآن ربما يكون قد فات أوانه غدا. وقال الأديب الألماني في مقابلة مع تسودويتشي تسايتونغ نشرت الجمعة إنه لم يقصد الهجوم عتل ابيب، بل على سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مضيفا "كان ينبغي أن أشير إلى ذلك في القصيدة". وتشير نيويورك تايمز إلى أن القصيدة واجهت جملة من المقالات التي يصف بعضها الكاتب بعدائه للسامية، ويعتبر البعض الآخر القصيدة بأنها "هراء". كما جاءت الإدانة الصهيونية على نطاق واسع، حيث أصدر نتنياهو بيانا الخميس يعتبر فيه مقارنة غراس بين إيران وتل ابيب بأنه "مخجل" قائلا إن إيران، وليس تل ابيب، هي التي تهدد بمحو الدول الأخرى. وكانت صحيفة هآرتس التي تميل إلى اليسار في تل ابيب قد خصصت افتتاحيتها عن غراس تحت عنوان "العمى الأخلاقي لغونتر غراس". وتقول الافتتاحية: إن العقل والمنطق يصبحان بلا جدوى عندما لا يفهم رجل ذكي وحاصل على جائزة نوبل بأن عضويته في منظمة (وحدة عسكرية) خططت ونفذت مذبحة شاملة بحق ملايين اليهود تفقده الأهلية لانتقاد أحفاد أولئك اليهود بشأن تطوير سلاح الملاذ الأخير الذي يعد بوليصة التأمين ضد من ينهي عملا كانت منظمته (غراس) قد بدأته.