على الرغم من الانتقادات التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي ووفد الكونجرس المرافق لها لزيارتهم إلى سوريا إلا أن بيلوسي أصرت على لقاء الرئيس بشار الأسد اليوم في العاصمة "دمشق" غير عابئة بمحاولات عزل سوريا وقيادتها عن المجتمع الدولي . وبحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية فإن مباحثات الأسد وبيلوسي تناولت العديد من الملفات الهامة على رأسها العلاقات السورية الأمريكية والأوضاع في كل من لبنان والعراق وفلسطين. وقد التقت بيلوسي قبيل اجتماعها مع الأسد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم الذي كان في استقبالها خلال زيارتها لسوريا. ولاقت زيارة بيلوسي والوفد المرافق ترحيبا شديدا من وسائل الإعلام السورية الرسمية حيث اعتبرت أن الزيارة تأتي في إطار جهود استئناف الحوار بين البلدين مؤكدة أهميتها أيضا في حل الأزمات بالعراق ولبنان. وكانت بيلوسي دافعت عن زيارتها التي أثارت استياء البيت الأبيض وأشارت في هذا السياق إلى توصيات مجموعة دراسة الوضع بالعراق (لجنة بيكر هاميلتون) بإجراء أمريكي مع سوريا. وقالت بيلوسي إنها ستنقل رسالة إلى دمشق بشأن القضية الرئيسية وهي مكافحة ما أسمته بالإرهاب والدور الذي يمكن أن تلعبه سوريا في هذا المجال.مضيفة أنها والوفد المصاحب لها ليس لديهم أوهام بل آمال كبيرة بشأن الزيارة. وتتزامن زيارة بيلوسي مع تصاعد حدة الخلاف فيما بين الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون والرئيس جورج بوش بشأن تمويل القوات الأمريكية في العراق وهو ما يكرس لكسر سيطرة بوش عل اتخاذ القرارات في الولاياتالمتحدة برغم صلاحياته الواسعة . وعلى الرغم من التأييد الفج والعلني من قبل الديمقراطيين للكيان الصهيوني غير أن الديمقراطيين يسعون إلى الحد من حجم الخسائر التي تتكبدها بلادهم ليس على المستوى العسكري فحسب بل والسياسي أيضا خاصة بعد الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية على القوات الصهيونية واستمرار تصاعد علميات المقاومة في العراق . كذلك تأتي الزيارة كمحاولة لكسر عملية الجمود الذي يسيطر على الملف اللبناني الذي يعني سوريا بدرجة كبيرة باعتبارها أحد الاطراف الرئيسية الفاعله فيه . وكان بوش قد وجه في تصريحات بالبيت الأبيض أمس انتقادات شديدة إلى الزيارة التي قال إنها تتسبب في توجيه رسائل أميركية متناقضة إلى المنطقة وتسهم في رفع ما أسماها العزلة الدولية عن سوريا. وجدد بوش اتهامات بلاده لسوريا بتسهيل أو على الأقل عدم منع المقاتلين الأجانب من التسلل عبر الحدود السورية إلى العراق إضافة لعدم بذل الجهد المطلوب لوقف أنشطة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني والسعي لزعزعة الاستقرار في لبنان.