أسئلة "النقل" على "تليجرام" بعد فتح اللجان فصل 4 طلاب ومعلم فى الجيزة .. وغرامة 200 ألف جنيه للمخالفين    رئيس النيابة الإدارية يُكرم أسماء أعضاء الهيئة الراحلين بسوهاج    أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم الإثنين 13 مايو 2024    غدًا.. إطلاق منظومة التقاضي الإلكتروني فى محاكم مجلس الدولة    «فخ مميت»..عائلات الجنود الإسرائيليين تطالب بسحب القوات من رفح الفلسطينية    حسام حسن: بندعي كل يوم نلاقي لاعب في الدوري ينفع للمنتخب    العثور على 3 غرقى في نهر النيل بقنا    السحر والشعوذة.. مرافعة نارية للنيابة بقضية مقتل مواطن علي يد عامل بشبرا الخيمة    إجازات يونيو 2024 الرسمية في مصر: 15 يوم عطلة تنتظر الموظفين الشهر المقبل    المؤبد لسائق قتل زميله بعد مشاجرة بينها في شبرا الخيمة بالقليبوبية    شيرين عبد الوهاب في نزاع جديد مع روتانا.. ومصير مجهول لموعد طرح أعمالها القادمة    السيسي يرد على منتقدي كثرة الإنفاق: «زنقت نفسي والبلد عشان أعمل دولة» (فيديو)    العرض العالمي الأول للفيلم القصير سن الغزال لسيف هماش بمهرجان كان السينمائي الدولي    رئيس جامعة سوهاج يوجه بمتابعة يومية للمرضى بمستشفى الطوارئ    محافظ بورسعيد يبحث مع رئيس «تعمير سيناء» آخر مستجدات مشروعات التعاون المشتركة    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    خطتان.. مصراوي يكشف أسماء الثلاثي فوق السن المنضمين للمنتخب الأولمبي في أولمبياد باريس    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    حجز إعادة محاكمة المتهم بتزوير أوراق لتسفير عناصر الإرهاب للخارج للحكم    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    "قنديل" يستقبل وفدا من إيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعهما    انطلاق فعاليات المُلتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟.. الأزهر للفتوى يوضح    حكم كيني لمباراة مصر وبوركينا فاسو وسوداني لمواجهة غينيا بيساو    «التعليم» تنبه على الطلاب المصريين في الخارج بسرعة تحميل ملفات التقييم    وزيرة التضامن تشارك في أعمال المنتدى الدولي لريادة الأعمال ومبادرة العيش باستقلالية بالبحرين    موجة احتجاجات تعصف بوزراء الاحتلال في ذكرى «اليوم الوطني لضحايا معارك إسرائيل» (تفاصيل)    قمة مرتقبة بين رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء كمبوديا لبحث التعاون المشترك    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    إطلاق مشروع تطوير "عواصم المحافظات" لتوفير وحدات سكنية حضرية بالتقسيط ودون فوائد    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    هل ويست هام قادر على إيقاف مانشستر سيتي؟ رد ساخر من ديفيد مويس    الرئيس السيسي يوجه بتعديل اسم محطة "الحمام" لتحلية المياه    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    وزير الثقافة الفلسطيني السابق: موشي ديان هو أكبر سارق آثار في التاريخ    تشمل 13 وزيرًا.. تعرف على تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    التحليل الفني لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الاثنين 13 مايو 2024    ختام ناجح لبطولة كأس مصر فرق للشطرنج بعدد قياسي من المشاركين    رخصة قيادة وجرح كشفا احتيال لاعب برشلونة السابق رفقة توأمه على دينامو بوخارست    جامعة طيبة التكنولوجية تنظم المُلتقى التوظيفي الأول بمشاركة 50 شركة ومؤسسة صناعية    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    إنشاء مراكز تميز لأمراض القلب والأورام ومكتبة قومية للأمراض    رئيس الغرفة التجارية: سوق ليبيا واعد ونسعى لتسهيل حركة الاستثمار    تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة و806 شاحنات بموانئ البحر الأحمر    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    فضل الأشهر الحرم في الإسلام: مواسم العبادة والتقرب إلى الله    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفاوض وتحولات التاريخ ..!!
نشر في الشعب يوم 17 - 03 - 2007


بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب
fiqhalmajd@hotmailcom


ثمة عبارة قالها الارهابي منيحيم بيجن للسادات يوما أثناء مفاوضات كامب ديفيد : "أن كل شيء قابل للتفاوض " ..فهل ترى كل شيء بالفعل قابل للتفاوض !!؟
واليوم لم تقتصر الرؤية على بيجن اليهودي ..
فلقد تحولت تلك الرؤية اليوم بمثابة نظرية يعتمدها الغرب كمسلك حياتي او كقاعدة في السياسة والاجتماع والاقتصاد
وعليه وجدنا كتابا للسيد هرب كوهين وهو يهودي Everything's Negotiable: Herb Cohen ولم يختلف التصور عن كل من Linda Jenkinsليندا جينكنز وGavin Kennedy, جافين كيندي
أصدروا كتبا تحمل نفس العنوان " أي كل شيء قابل للتفاوض "
يقول أحد الكتاب الغربيين " دعونا نقول ان كل شيء قابل للتفاض وهذا يشتمل على كل شيء ، اللهم إلا قوانين الطبيعة سرعة الضوء وقوة الجاذبية الارضية..
معدلات الفائدة تم التفاوض بصددها وما زالت قابلة للتفاوض اسعار السيارات الطعام والاسكان وعمليات الاصلاح، و الملابس ، كلها تتحدد بناء على عمليه تتفاعل فيها الحقائق والاراء ،وكلها أمور يمكن التفاوض بصددها، العقود ايضا قابلة للتفاوض
ويضيف .. قد تثار النقطة الحرجة في أن شيئا ما قابل وآخر غير قابل في المطلق . إلا انه اذا اعتقدت ان ثمة شيء ما غير قابل للتفاوض . فستجد أن هناك آخرين قد عالجوه تفاوضيا .. انتهى .
إلا ان السياق بالرغم انه كما يبدو دخل اطار منهج حياة ,وان كل شيء عندهم قابل أن يعالج تفاوضيا ويدخل تحت دائرة البحث والتحليل والاخذ والرد . والحبر والنقد..
ولم أقع على شيء غير قابل للتفاوض عندهم اللهم ما قاله ديك تشيني ان نسق الحياة الاميركي غير قابل للتفاوض Dick Cheney's "American Lifestyle is not negotiable"
أو ما قاله أحد الرهبان أن الصليب غير قابل للتفاوض
أو ما قاله احدهم أن الكرامة غير قابلة للتفاوض والكرامة هي شرف العائلة.
Dignity is not negotiable Dignity is the honor of the family Vartan Gregorian
أو كما قال .. جيل سمولي .. أن الديمقراطية غير قابلة للتفاوض ..
Democracy Is Not Negotiable". JILL SMOLOWE
واذا كانت تلك هي الاستثناءات والتي أعتبرها استثناءات فردية .
فما هو التصور الاسلامي لتلك النظرية هل يمكن ان تسحب تلك النظرية الغربية
على الرؤية الاسلامية والواقع الحياتي للمسلمين؟
في عرف الحياة وواقع الاشياء
ثمة قضايا بها مساحة للتلاقي مع الاخرين
وهناك قضايا ليس له مساحة للنقاش أو التفاوض او ثمة الدخول في الاخذ والرد او النقاش على الاطلاق
ولسنا هنا من قبيل التكفير بمجرد الذنب أو لمجرد أن يطلق الصديق على صديقه المخلص الرصاص لمجرد انه اقترف ذنبا في حق الصداقة أو أن يطلق الرجل طلقات ثلاث على زوجته لمجرد ان الوجبة التي طبختها تفتقد الى قدر ضئيل من الملح
حيث لم تعاير نسبة الملح في المعمل المطبخي على نحو جيد ..
فتلك أمور تبقى قيد المعالجة وفيها سعة أي انها يمكن ان تعالج بنسبة أضافية من الملح أو على أسوا الفروض يمكن أن تقوم الزوجة بطبخ جديد على نحو جيد عالى الدقة في المعايرة الملحية ..
في معظم الاحيان لا تستحق الحياة إطلاق الرصاص على الصديق الذي أقترف الذنب في حق الصداقة . أو طلقات ثلاث على الزوجة التي اجهدتها الحياة فلم تعاير القضية المطبخية على نحو جيد اذ أن هناك مساحة للتفاوض أو قبول العذر أو معالجة الموقف بطريقة ما ..
حتى في معايير السماء .. أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر أوحتى تطلع الشمس من مغربها ..
وان الله تعالى يفرح بتوبة عبده .
إلا ان هناك سقف للأخطاء وهذا السقف في معظم الاحيان يتعلق بالعقيدة ومن هنا كان السياج العقدي والاخلاقي هو مثار الفصل ..
ففي شريعة الله .. أن هناك كبائر يجب ألا تقترف . وان المسلم ما زال في سعة من دينه مالم يصب دما حراما . وفي شريعة الله أن الله لا يغفر أن يشرك به . ويغفر ما دون ذلك لم يشاء .
(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 )
فالدين هو الذي يحكم السياق الاجتماعي والأخلاقي كما أسلفنا ..
إلا ان المنحى اذا اخذ سقفا خيانيا سواء صديق أو زوجة فأعتقد ان التفاوض هنا ديوثية
ولا اعتبارات فيها للتفاوض من هنا ربما كان الغرب أخلاقه سياحية في موضوع الخيانات الزوجية
اذ ليس هناك سقف ولا حدود عقدية او أخلاقية . .. لاعتماده ان كل شيء قابل للتفاوض .. فالخيانة عندهم ايضا قابلة للتفاوض ..
ولذلك وجدت في احد المصادر الغربية . ان التعذيب فضيلة حضارية قابلة للتفاوض ..
وعليه نلاحظ . أن التفاوض .. ليس له أي مقاييس..
حتى في منظور العقيدة . عندهم .
يقول أحدهم " كنت أتفاوض في عقد ان أقبل أن المسيح هو مخلصي ولكنه رفض ان يقبل هذا البند من الاباحية الجنسية .
“I was negotiating a contract to accept Jesus as my personal savior, but he refused to recognize my free sex clause”
Al Medwin

وعليه سنحاول في هذا السياق أن نتناول التفاوض في مجال الحروب والدعوات

التفاوض في مجال الحروب :
في العادة وخاصة في مجال الحروب لا يقبل بالتفاوض إلا الطرف مهيض الجناح أو من وقع عليه الظلم . أما القوى هو من يفرض رؤيته .. .
وأن ضراب السيوف واشتجار الرماح ووقع المدافع هو الذي يحكم السياق على مائدة المفاوضات وهي كلمة قالها كيسنجر ايام مفاوضات الكيلو 101 ان وقع المدافع هو الذي سيحدد الموقف على طاولة المفاوضات..
وعليه فإن السياق يحكمه القوة لا يحكمه الطاولة في واقع يفتقر الى العدل بأسلوبه الاسلامي
الذي يتعلق بالقاعدة الشرعية قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 )
وحينما يكون الظلم هو العملة المتداولة عالميا فلا تنتظر عدلا ولا انصافا حينما تكون ضعيفا ما عليك إلا
أن تقبل صفقة الاجحاف من الظالمين فليس لك أي يخيار.. الا ان يجأر الى الله بالدعاء . أن يقتص لك من الظالمين .
ان التصور الغربي مبني على الظلم
يقول بريان كوسلو " خلال فترة المفاوضات من الحكمة ألا تحصل على شيء إلا أنهم بعد أن يجردوك من ثيابك ساعتها ستكون الفرص أكثر موضوعية .
وهي كلمة قالها هاري هولكري انه اذا اتيت الى المفاوضات قائلا انك تمتلك الحقيقة النهائية فإنك لا تعرف شيئا اللهم الا مفردتين الحقيقة والنهائية وأنك لن تحصل على شيء .
If you come to a negotiation table saying you have the final truth, that you know nothing but the truth and that is final, you will get nothing
Harri Holkeri

وكانت مفاوضات دايتون فيما يخص البوسنة أنها قبلت قسمة بها من الظلم والغبن الكثير
ذلك لأنه الذي يحكم السياق هو الظلم الدولي وليس العدل الدولي تكلم علي عزت بيجوفيتش أيامها عن الحل وليرحم الله الشهداء الذين قتلوا في المجزرة تحت أعين العالم المكشوف العورة المختبيء الضمير
انه تقبله كتجرع الدواء المر
ان المنطق الغربي لا يختلف عن رؤية آل كا بوني
You can get much farther with a kind word and a gun than you can with a kind word alone ~ Al Capone
انه من الممكن ان تحصل على الكثير بكلمة طيبة ومسدس افضل من الكلمة الطيبة بمفردها
واعتقد ان المفاوضات في السياق ما هي الا مفاوضات لتكريس المكاسب وأخذ المحصلات النهائية ..
فالذي حدث للبوسنة لم يكن إلا جريمة وتوجت في دايتون
وهي كلمة قالها sam killy في التايمز البريطانية ان التاريخ بصنعه من يمتشفون السيوف وليس أولئك المتشبثين بأهداب قانون الامم المتحدة لحقوق الانسان
وقد يكون الموقف مؤلما حينما ينتحي الجمسي وهو يأخذ جانبا ليبكي بكاء مكتوما حينما يرى الاجحاف والظلم في مفاوضات الكيلو 101 وانهم يريدون بالفعل ان يجردوه من انتصاراته وتضحياته..
نعم هي القوة أمر الله تعالى وأعدوا
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال : 60 )
في زمن تعالج فيها أميركا واسرائيل الواقع من منطلق شريعة الغاب Might is Right أي القوة هي العدل
ولذلك وضع الله تعالى في أيدينا المفاتيح مفاتيح السيادة في الدنيا والاخرة ومن تقاعس عن أداء الدور
تبعا لمعايير السماء فلا يلوم إلا نفسه وبهذا نحن لا نستثني الامة الاسلامية من الوزر فهي آثمة فيما يخص البوسنة أو فلسطين او العراق او أفغانستان, وعليها أن تلقى الله غدا,, بدماء من قتلوا من الابرياء
التفاوض في العادة كما قال بيجن ما هو إلا تكريسا للمكاسب التي تحققت من وقع مجازر الهجاناه واشتيرن
القضية تتلخص أن اليهود في واقع المفاوضات يريدون تحصيل المكاسب الى جيوبهم ..
وان التفاوض ما هو إلا للاستهلاك المحلي مجرد كلام في الهواء الطلق
وليس على الكلام في قاموس اليهود حساب.. فهو مجرد كلام لذا فكل شيء قابل للتفاوض وعلى مرور السنين من كامب ديفيد الى اللحظة ماذا حققت المفاوضات إلا ما تريده اسرائيل
حيدت مصر عن حلبة الصراع ليقول أحد المحللين انها تحولت الى ساعي بريد لصالح اسرائيل
وعليه فإن السياق في العراق ,, لن يحكمه غدا إلا المقاومة
وعلى وقع ضربات المقاومة تتحقق المكتسبات كما قال كيسنجر وتحرير الامة لن تتحقق مكاسب على الاطلاق إلا من خلال المدافع وعلى غير هذا فما هو الا خداع وسيظل يمارس الفعل المضارع للاستبداد الغربي أعماله الاجرامية على الساحة العربية هذا على البعد الآني اما البعد المستقبلي فلا شيء اسمه تفاوض فيما يخص مصير الامة ليس هناك الا لغة واحدة اسمها لغة السيف
وهو أصدق أنباء من الكتب والمفاوضات والتنظيرات وما يستتبعه من تطبيقات
مصير الامة ليس بمثابة ألعوبة أو شيء قابل للتفاوض لا مجال إلا الخروج من ديار الاسلام خروج الكلاب لا مجال للتفاوض بمنطق الامريكان
وهي كلمة قالها كونراد ادناور " الطريقة المؤكدة في التصالح مع النمر أن تسمح لنفسك بأن يلتهمك "
The one sure way to conciliate a tiger is to allow oneself to be devoured ~ Konrad Adenauer
الخلاصة تتلخص في ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم لكفار قريش لقد جئتكم بالذبح
الامة الاسلامية في تحولاتها التاريخية من المفترض ألا تعطي أي فرصة لما يقال انه تفاوض ...
حتى ان التفاوض في الوضع المستقبلي للعراق مرفوض ذلك لأن العدو يريد ان يلملم جراحه بأقل خسائر نهائية أو بتوطين حكومة عميلة قبل الرحيل وكان المطلوب شرعيا وعقليا ومنطقيا أن يخرج مدحورا بحيث لا تسمح له فرصة بأن يهندس الوضع المستقبلي للعراق .. أو أحوال المنطقة .
بل ان المقاومة هي التي ستشكل وتهندس المستقبل للمنطقة بأسرها . وسقوط المخطط .. ولا أحد غيرها .. بعد مشيئة الله .. {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14

الدعوات والتفاوض ..

تميز ركب الانبياء الكرام . بالصمود في مجال الدعوة . وانهم . لم يلقوا بالا .. لأي اعتبارات الا الهدف الاسمى . ألا وهو إعلاء كلمة الله في الارض .. وطبعا من خلال السبل النبيلة . وهو ما يختلف عن أي معالجات أخرى . فالمسلك الذي كان يختص به الانبياء . هو الخلق الرائع والمسلك النبيل . الذي لا يختلف عليه اثنين من بني البشر حتى وان تناولوها بتجرد بدون ايمان الا انهم يتفقون أنهم كانوا كرام البشر وسلوكيات تحمل من النبل فاق التصورات والثبات على المبدأ ورموزا في التضحية .,
في مجال الدعوات . يتضح . ان الانبياء تميزوا بالرسوخ على المبدأ ..
وعليه يأتي النبي من الانبياء يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان ويأتي النبي وليس معه أحد .. كما قال المصطفى الكريم .
بمعنى . انهم لم يتدسسوا اليهم ب لا اله الا الله . وكانت الرؤية واضحة .
ولننظر كم وقف نوح . وهويدعو لفترة زمنية طويلة . وكان الغريب أن ما آمن معه الا قليل .
(حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) (هود : 40 )
لم يتفاوض الانبياء على مباديء السماء . أي لم يتنازلوا .. عن المباديء قيد أنمله .
وان كان هناك . من لقاءات أو مناظرات فهي فقط لعرض قضية الايمان .. والتوحيد .
فابراهيم
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (البقرة : 258 )
وكان بعد الايضاح . دخل السياق في فرض المعالجة على أرض الواقع والدخول في مثار التفعيل .وتكسير الاصنام ..

(وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ{51} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ{52
} قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ{53} قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{54} قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ{55} قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{56} وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ{57}
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ{58}
قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ{59} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ{60} قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ{61}

قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ{62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ{63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ{64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ{65} قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ{66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{67} قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ{68} قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ{69} وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ{70}
ومن خلال . ما سلف ..
لم يتنازل عن المبدأ وان كان الالقاء في النار .
ولم يختلف الامر عن موسى عليه السلام . ان لا تنازل عن المبدأ .
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى{49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{50} قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى{51} قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى{52} الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى{53} كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى{54} مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى{55} وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى{56} قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى{57} فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَاناً سُوًى{58}
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى{59}
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى{60} قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى{61} فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى{62} قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى{63} فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى{64}

ولم يختلف السياق .. عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

كان موقف قريش من الدعوة الإسلامية وصاحبها عليه الصلاة والسلام
فى بداية أمرها موقف الاستهزاء والسخرية، فكان إذا مر بهم الرسول صلى الله عليه و سلم أو رأوه يصلى عند الكعبة يتغامزون ويتضاحكون ويسخرون منه، ولكنهم لم يتجاوزوا ذلك إلى الايذاء الفعلى، فقد كان المجتمع المكي ينظر إلى دعوة محمد كدعوة من سبقه من أمثال " أمية بن أبى الصلت " , " وقس بن ساعده " سرعان ما تنتهى وتندثر وطالما أنه لا يتعرض لآلهتهم فلا خوف منه ..

بداية التفاوض
كان التحول في سب أصنام قريش ..وبالتالي لم يصبر كفار قريش على سب آلهتهم وتسفيه أحلامهم .
فطالبوا ابو طالب . ، إما أن يمنع ابن أخيه عن دعوته وإما أن يعلنوها حربا عليه وعلى ابن أخيه حتى يهلك أحد الفريقين، فوجم أبو طالب وأصابه هم شديد فهو بين أمرين أحلاهما مر، فهو أما أن يترك قريشا تسوم محمد صلى الله عليه و سلم العذاب، وإما أن يشترك معهم فى حرب غير مأمونه العواقب،
لذا استدعى محمد صلى الله عليه و سلم وأخبره بما قالت قريش، وقال له : "ابق على نفسك وعلي ولا تحملني من الامر ما لا أطيق "فظن الرسول صلى الله عليه و سلم أن عمه قد تخلى عن نصرته فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلا:"والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذه الامر حتى يظهره الله أو اهلك دونه ما تركته"،وخرج رسول الله باكيا فناده ابو طالب وقال له : اذهب يا ابن اخى فقل ما احببت فوالله لا أسلمك إلى شئ تكرهه ابدا
وسيلة أخرى مع ابي طالب ..
رأت قريش أن تجرب وسيلة أخرى مع أبى طالب علها تفيد، فاختاروا أقوى شباب قريش وأجملهم وأشعرهم وهو عماره بن الوليد، وذهبوا به إلى أبى طالب ليسلموه له ليتخذه ولدا فى مقابل ان يسلمهم محمداً ليقتلوه فقال لهم أبو طالب : لبئس ما تسوموننى به أتعطونى إبنكم أغذية لكم واعطيكم ابنى لتقتلوه وهذا والله لا يكون أبدا


تفاوض على نحو آخر
رأت قريش أن تجرب اسلوبا آخر عله ينجح، ولكنه فى هذه المرة لن يكون مع أبى طالب ولكنه مع صاحب الدعوة نفسه محمد صلى الله عليه و سلم وهو اسلوب الحيلة والإغراء بالمال والجاه،

فأرسلوا إليه عتبه بن ربيعة فقال يفاوضه " إن كنت تريد بهذا الامر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا لملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه اموالنا حتى نبرئك منه فلما فرغ عتبة طالب منه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستمع منه فقرأ عليهم * تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ فلما سمع عتبه أخذ ينصت إليه حتى انتهى الرسول إلى آية السجدة فسجدها وقال : أسمعت يا أبا الوليد، قال سمعت، قال : فأنت وذاك ..

ثم عاد أبو الوليد إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض : لقد جاء أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به، فسألوه ما وراءك فقال إنه سمع كلاما ما سمع بمثله قط فلا هو بشاعر ولا كاهن ولا ساحر، وطلب منهم ان يخلوا بينهم وبين محمد وأن يتركوه لشأنه، فإن يقتله العرب فقد كفوهم شره، وان يظهر عليهم فسيكونون أسعد العرب به فملكه ملكهم وعزه عزهم فقالت قريش:لقد سحرك محمد والله يا أبا الوليد فقال عتبه:هذا رأيى فاصنعوا ما بدالكم

وجدت قريش أن الإغراء بالمال والجاه لم يجد فتيلا مع محمد صلى الله عليه و سلم وأن دعوته مستمرة فى الذيوع والانتشار، لذا نهجوا معه أسلوبا أخر فطالبوه بالمعجزات
وبعد(وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً) (الإسراء : 90 ) (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً) (الإسراء : 92 )
مرحلة أخرى من التفاوض :
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء، فقالوا‏:‏ هذا لك يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكر آلهتنا بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح‏‏ قال‏:‏ ما هي‏؟‏ قالوا‏:‏ تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة‏‏ قال‏:‏ حتى أنظر ما يأتيني من ربي فجاء الوحي من عند الله {‏قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون‏}‏ الآية‏‏ وأنزل الله (‏قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون‏)‏ (‏سورة الزمر الآية 64‏)‏ إلى قوله‏:‏ (‏الشاكرين‏)‏‏‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذرعن وهب قال‏:‏ قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن سرك أن نتبعك عاما وترجع إلى ديننا عاما فأنزل الله {‏قل يا أيها الكافرون‏}‏ إلى آخر السورة‏‏

وكانت سوة الكافرون . ايضاح,, انه لا سبيل .. وقطع كل الخطوط على الكفر ومخططاته ..
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6}
ان الانبياء .. لم يهادنوا الظلم .. والذي كان الشرك ظلم عظيم من حيثيات التوحيد.. {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13
ناهيك عن الظلم الذي يعتبر سياقا اجتماعيا آنذاك.. والذي قد أتت الرسل . لإرساء مفاهيم العدل في الارض ..
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
كانت قضية الانبياء الكبرى .. شد خيوط الفجر . في عتمة الكون . من خلال النور .. الذي أوحاه الله اليهم .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً }النساء174
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52
ربما قد فهمهم توم ميتزجر
حينما قال .. أما ان يحل هذا الامر من خلال مفاوضات واقعية وإما ان يكون هنا دم على الحدود .
Either we're going to solve this by realistic negotiation or there will be blood on the border
Tom Metzger

لا قبل لقوى الظلام .. أن تصمد أمام مشاعل النور والحرية .. التي تتمثل في الاسلام رسالة وامة وحضارة .
وانه أيضا لا خطوط للتلاقي تفاوضيا مع قوى الشر والظلام الغربي لا في بداية أو منتصف الطريق أو نهايته ..
خلاصة القضية ان الامر من المنظور الاسلامي .. ليس كل شيء قابلا للتفاوض... ومن هنا كانت التحولات الكبرى في التاريخ على أيدي الأنبياء صلوات الله عليهم والثوار ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.