كشف دراستان طبيتان أجريتا في الولاياتالمتحدة، عن معلومات هامة قد تفسر سبب ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية بين السكان هناك. وبحسب مختصين؛ يعد سرطان الخلايا الكبدية أكثر أورام الكبد السرطانية شيوعاً، وهو ينتشر بشكل أكبر بين الرجال. وتنخفض فرص النجاة في العادة عند هؤلاء المرضى، باستثناء الحالات التي يجري تشخيصها مبكراً وهي قليلة. وأشارت إحدى الدراستين إلى أن معدل الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية بين سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية يصل إلى 6.9 حالة لكل مائة ألف حالة، وهي قيمة تتجاوز ما تم تقديره استناداً إلى بيانات معهد السرطان الوطني في البلاد، والتي تشير إلى أن معدل الإصابة بهذا النوع من الأورام السرطانية يبلغ 5.1 حالة لكل مائة ألف حالة. كما أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من مركز مايو كلينيك الطبي بولاية مينيسوتا الأمريكية أن حالات سرطان الخلايا الكبدية تنشأ في الوقت الحالي نتيجة للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "سي"، فيما كان التليف الناجم عن استهلاك الكحول المسبب الرئيس لحدوث هذا الورم السرطاني قبل عقدين تقريباً. من ناحية أخرى أشارت الدراسة إلى أن السمنة قد تشكل أحد عوامل زيادة ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية، ولكن بدرجة مقارنة مع التهاب الوبائي "سي". وعلى الصعيد ذاته أبرزت دراسة أخرى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "سي" كأحد عوامل الخطورة الهامة لنشوء سرطان الخلايا الكبدية. وأكدت الدراسة التي أجريت في المركز نفسه، واستهدفت عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ينحدرون من الصومال، أن الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "ب" لا يزال يشكل عامل خطورة لنشوء سرطان الخلايا الكبدية. غير أنها أشارت كذلك إلى أن نسبة كبيرة من حالات سرطان الخلايا الكبدية وقعت جراء الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "سي"، الأمر الذي أثار دهشة الباحثين. ومن وجهة نظر فريق الدراسة فإن النتائج تُلمح إلى أن التعرف إلى حالات التهاب الكبد الوبائي "سي" قد يساعد على الكشف عن الاشخاص الذين يواجهون خطورة عالية للإصابة بسرطان الخلايا الكبدية، خصوصاً بين تلك الفئة من السكان، الأمر الذي قد يُسهم في تحسين العلاج المقدم لهم وزيادة فرص النجاة المتحة أمامهم.