علقت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، على خروج الولاياتالمتحدة من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، حيث وصفت الخروج بالخطأ الجسيم. وتابعت الخارجية: قامت الولاياتالمتحدة في بادئ الأمر بإجراءات مستهدفة لإيقاف العمل بالمعاهدة، ومن خلقت ظروف لإنهائها بشكل كامل. مشيرة إلى أن واشنطن لم تفعل هذا للمرة الأولى، حيث أوقفت العمل، في عام أواخر التسعينيات، بمعاهدة الدفاع الصاروخي، رغم نداءات وتحذيرات المجتمع الدولي. وأضافت الخارجية: واشنطن تجاهلت لسنوات طويلة المخاوف الروسية بشأن كيفية تنفيذها معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. وجاء في بيان الخارجية "تجاهلت واشنطن على مدى سنوات طوال المخاوف الروسية بشأن الطريقة التي تنفذ بها (واشنطن) نفسها معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. وفي الوقت نفسه، فإن مجرد نشر قاذفات "إم كيه-41" في القواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا، والقادرة على إطلاق صواريخ مجنحة متوسطة المدى، يعد انتهاكًا صارخًا للمعاهدة". وتابعت أن هذا الأمر (خروج الولاياتالمتحدةالأمريكية من معاهدة الصواريخ)، يؤكد أنها تتجه نحو التخلص من جميع الاتفاقيات الدولية التي لا تتفق معها لسبب أو لآخر. وأكدت الخارجية أن موسكو لا تزال منفتحة أمام الحوار البناء مع الولاياتالمتحدة لاستعادة الثقة وتعزيز الأمن الدولي. مشيرة إلى أن خروج الولاياتالمتحدة من المعاهدة يتطلب اتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق الاستقرار في العلاقات بين روسيا وأمريكا. وجاء في بيان الخارجية الروسية "يتطلب إنهاء العمل بمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، نتيجة انسحاب واشنطن منها، اتخاذ تدابير عاجلة لتحقيق الاستقرار في الوضع والحفاظ على المستوى المناسب من القدرة على التنبؤ في العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة. لقد قطع بلدنا مشواره المعهود. لقد اعتزمنا نهجاً أحادياً، ولن ننشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى، في تلك المناطق التي لن تنشر فيها الولاياتالمتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى". كما دعت الخارجية الروسية الولاياتالمتحدة إلى عدم تطوير الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى. وكانت واشنطن قد أعلنت أوائل العام الجاري، انسحابها رسمياً من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة القصيرة المدى الموقعة مع الاتحاد السوفياتي عام 1987، اعتباراً من يوم 2 شباط/فبراير الماضي، مستندة إلى انتهاكات مزعومة من قبل روسيا، موسكو، التي لديها أيضا شكوك حول التزام الولاياتالمتحدة بالمعاهدة، تعاملت بالمثل. وتنصّ المعاهدة على اعتبار كل الصواريخ التي يتراوح مداها بين 500-5500 كم خارجة عن القانون، وبفضل ذلك تم تدمير جزء كبير من الإمكانيات النووية للولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد السوفييتي، وتم إنهاء سباق التسلح؛ الذي يمكن أن يبدأ من جديد الآن. ويدّعي البنتاغون أن الولاياتالمتحدة لا تنوي نشر صواريخ نووية أرضية جديدة في أوروبا، لكن أنظمة الدفاع الصاروخي "إيجيس آشور" موجودة في رومانيا، ويمكن استبدالها عند الضرورة بصواريخ متوسطة المدى، وإن خطر هذه الصواريخ يكمن في أنها تصل إلى أهدافها في غضون دقائق دون أن تترك فرصة للهدف بأن يتحضر ويصد الضربة. لبناء القدرات النووية في أوروبا، فإن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ليسوا مضطرين لنشر أنظمة صواريخ أرضية جديدة، بل يمكنهم بدلاً من ذلك أن يزيدوا من وجود السفن والغواصات المجهّزة بالأسلحة النووية في أوروبا، بالإضافة إلى زيادة كمية الأسلحة النووية المحمولة جواً. وتشمل معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا أي قوتين فقط من "النادي النووي". حيث علقت موسكو مشاركتها بعد واشنطن مع الاحتفاظ بحقها في التصرف في القضايا المتعلقة بمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الأرضية.