ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة ومحتجين بميدان التحرير أثارت دعوات لثورة جديدة ضد المجلس العسكري الذي يتهم بالسعي لتقمص دور الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت الصحيفة إن المواجهات التي وقعت في التحرير بين الشرطة والمحتجين والتي امتدت لساعات طويلة وخلفت أكثر من 750جريحا دفعت البعض للدعوة لثورة جديدة ضد القادة العسكريين الذين يتهمهم النشطاء بالتراجع عن وعودهم بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية. وأضافت أن مواجهات السبت مع الشرطة ذكرت الجميع بالأيام الأكثر عنفا خلال ثورة 18 يوما، وجاءت قبل تسعة أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية وهو ما ألقى بظلال من الشك حول ما إذا كان قادة البلاد قادرين على الإشراف على انتقال سلس للحكم المدني أم لا . ونقلت الصحيفة عن حسام بهجت وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان قوله: "إن هذه الاشتباكات قفزة كبيرة نحو الهاوية". وأوضحت الصحيفة أن المواجهات بدأت عندما تحركت الشرطة لهدم خيام المتظاهرين التي وضعت فى الميدان بعد مظاهرة ضخمة الجمعة الماضية، وقال أحد المحتجين: "إنهم (الشرطة) أزالوا الخيام والبطانيات وضربونا بالعصي"، وأضاف "الآن الثورة عادت من جديد". هذا وقد تواصلت الاشتباكات بين عشرات آلاف المحتجين وجنود الأمن المركزي لليوم الثاني على التوالي, وواصل مئات النشطاء صباح اليوم الأحد توافدهم على الميدان بعدما انسحبت قوات الأمن المركزي إلى وزارة الداخلية. وتركزت المواجهات بين الجانبين في شارع محمد محمود, وواصل الأمن المركزي إلقاء القنابل المسيلة للدموع طوال الليلة الماضية وإن كانت وتيرة إطلاق القنابل قد قلت بعد الساعة الثالثة من منتصف الليل. وسقطت إحدى القنابل المسيلة للدموع على عشرات المتظاهرين أثناء أدائهم صلاة الفجر بشارع محمد محمود, فبادر عشرات المتظاهرين إلى تشبيك أيديهم سويا وتشكيل حاجز لحماية المصلين. هذا وانتشرت داخل الميدان زجاجات الخل والمشروبات الغازية لمواجهة الاختناق الذى تسببه القنابل المسيلة للدموع، كما لجأ معتصمون إلى البصل البلدي لوضعه فى أنوفهم مباشرة للتغلب على الاحتقان الشديد وضيق التنفس الذى تسببه الأدخنة التى تخرج من تلك القنابل بعد إطلاقها. وردد المتظاهرون هتافات منددة بسياسات الداخلية مثل:”الداخلية بلطجية” و”هي دي عادة الداخلية” و”يسقط يسقط حكم العسكر”. هذا وقد قام المعتصمون بإشعال النار فى إطارات السيارات فى المنطقة المواجهة لشارع منصور بالقرب من مبنى مجمع التحرير، كما قاموا بإلقاء زجاجات مولوتوف على قوات الأمن المركزي للحد من إطلاق القنابل المسيلة للدموع التى تسببت فى وقوع إصابات كثيرة فى صفوف المعتصمين، وأدى استخدم المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع لاشتعال حرائق طفيفة فى الواجهة الأمامية الشرقية من مبنى الجامعة الأمريكية المطل على ناصيتي القصر العيني ومنصور.. وذكر شهود فى موقع الأحداث أن قوات الأمن عززت تواجدها فى حوالي الساعة الثالثة من فجر الأحد على ثلاثة محاور من جهة شوارع قصر العيني، ومنصور، ومحمد محمود مما أدى إلى تراجع المعتصمين حتى شارع طلعت حرب، ليقوم المعتصمون بعد ذلك بمطاردتها وإعادتها إلى مناطق تمركزها التى تدافع عنها باستماتة. وقد أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة محمد الشربينى زيادة أعداد المصابين إلى 766 مصابا في المواجهات العنيفة بين الشرطة والمعتصمين فى ميدان التحرير خلال محاولة الشرطة فض الاعتصام بالإضافة إلى مصابي مظاهرات الإسكندريةوالسويس. كما أعلن عن وقوع حالة وفاة لشاب 23( عاما) يدعى أحمد محمد أحمد من السيدة عائشة متأثرا بإصابته بطلق ناري نافذ بالصدر بعد مغادرة الشرطة للميدان بساعتين، وحالة وفاة أخرى بالإسكندرية بعد إصابتها بطلق ناري فى الرأس، كما أصيب مصور صحفي حالته حرجة، حيث تم نقله إلى مستشفى الرمد الدولي لإجراء جراحة دقيقة بالعين بعد إصابته بحجر كبير بالوجه. وأوضح الشربينى أن 149 مصابا تم نقلهم إلى المستشفيات منهم 55 مصابا بمستشفى المنيرة العام بينهم 19 مجندا و 36 مدنيا. كما تم نقل 23 مصابا إلى مستشفى قصر العيني، و8 إلى مستشفى الفرنساوي وواحد إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، وواحد إلى مستشفى صيدناوى و 4 إلى الدمرداش و14 الهلال، و4 أطفال مصر ، و16 احمد ماهر و3 لبولاق العام ، و20 مستشفى الشرطة بمدينة نصر، كما تم إسعاف الباقي وترك فى موقع الأحداث من خلال 55 سيارة إسعاف متمركزة بميدان التحرير وعددهم 601 مصاب، مشيرا إلى أن معظم الإصابات كانت كدمات وسحجات واختنقات بسبب الغاز مسيل للدموع. وبلغ عدد الإصابات فى السويس 12 إصابة من بينها إصابتان من قوات الأمن باختناق و3 مدنيين باختناق وجروح سطحية و7 جنود قوات مسلحة جروح سطحية، وفى الإسكندرية وقعت حالة وفاة بطلق ناري فى الرأس بمشرحة كوم الدكة، و4 مصابين بمستشفى جامعة الإسكندرية طبقا لآخر بيان من غرفة الطوارئ.