ملحق تقرير لجنة الأداء النقابي- نوفمبر 2011 • كله فى المزاد بقلم/ نصر القفاص • انتخابات الصحفيين ..نريدها نقابة لا حزباً !! بقلم: د. رفعت سيد أحمد • مطلوب من مجلس نقابة الصحفيين بقلم /عبير حمدى • بيان صحفي من زميلتكم هدي خفاجي • بؤس المثقف.. والترجمان بقلم / صبرى حافظ • المسألة ليست يسري فودة بقلم/ عبلة الرويني • الإعلام مرة أخرى بقلم/جمال نافع • معزوفة الكراهية بقلم / محمد قطب • كتيبة الإعدام الإعلامى و"الحج" على نفقة وزارة الداخلية بقلم - سعيد السنى • هجوم على منزل رئيس قناة نسمة التونسية ..ومظاهرات بسبب إساءة القناة للذات الإلهية • غسيل الجزيرة مباشر.. «بينقط» على الجيران! بقلم/ سمير الجمل • في مدرسة انيس تعلمت الصحافة اتفقنا علي اسلوبه واختلفنا مع آرائه بقلم/ عبد الجواد المصري • حجازى ..اى عزاء بقلم / جلال عارف
كله فى المزاد! بقلم/ نصر القفاص قلبى مع «الشعب المصرى الشقيق» الذى فقد قدرته على الدهشة أو الفرح والغضب. فقد كان يتعامل قبل 25 يناير مع نظام توزيع كل شىء عبر المجمعات الاستهلاكية. فالفوز بمقاعد البرلمان والمحليات كان يتم عبر مجمع «أحمد عز» لصاحبه الوريث - جمال مبارك - أما الفوز بالوظيفة المرموقة فى الشركات الاستثمارية - الاستحمارية - فقد كان يتم عبر مجمع «شهود الزور» وهم كثر. بينهم «فتحى سرور» و«صفوت الشريف» و«كمال الشاذلى» و«سامح فهمى» و«أحمد المغربى» و«حبيب العادلى» وغيرهم من مديرى أفرع المجمعات الاستهلاكية لصاحبها «المخلوع». أما الفوز بالثروة والشهرة والنجومية فقد كانت تابعة لمجمع «أنس الفقى» صاحب مفاتيح أكبر جهاز إعلامى فى منطقة الشرق الأوسط - وخليفة الرجل الشامخ بسلامته مؤسس المجمع - بل أن كرة القدم وكل ألوان الرياضة كان يتحكم فيها وكيلا تلك الدائرة يمثلهما المهندس «حسن صقر» واللواء «منير ثابت». وكان للفقر وكيل واحد يعبر عنه ويمثله «الجالية المصرية فى القاهرة»!! بعد 25 يناير ذهبنا إلى حالة الانفتاح - سداح مداح - فالفوز بأى شىء وبكل شىء تمتلكه الصدفة وأصحاب الصوت العالى. ففى نظام الفساد كانت المعايير واضحة لاختيار رئيس الوزراء. وكذلك فى اختيار الوزراء والمحافظين ورؤساء تحرير الصحف وغيرها من المناصب القيادية. أما فى زمن «السداح مداح» فالصدفة وبضع أنفار يملكون حنجرة قوية يستطيعون جعلك رئيسا للوزراء أو وزيرا. أو حتى نجما عبر شاشات الفضائيات. وانتشر المرض ليجعل أولئك قادرين على إعطاء الفرصة لأن تكون زعيما حزبيا أو حتى كاتبا ساذجا وتافها. لكنه يمكن أن تكون من الذين يشار إليهم بالبنان. الفارق بين مصر قبل 25 يناير. ومصر بعد هذا التاريخ. هو ما يسمى بالمرحلة الانتقالية. ويمكنك القول أنها تحولت إلى «مرحلة انتقامية» من «الشعب المصرى الشقيق» و«الجالية المصرية فى القاهرة» فى الوقت ذاته. فالكل يعرض بضاعته على طريقة المزاد والكل يربح. بينما الكل خاسر. كيف ذلك؟ الإجابة فى بطن مجهول اسمه الانتخابات. فهذه الانتخابات هى المزاد الذى يعرض خلاله الكل بضاعته. ويفوز خلاله الكل بأرباحه وصفقاته الثمينة. وفى المزاد يخسر دائما المحكوم عليه بعرض بضاعته على هذا النحو! كانت الانتخابات كلمة السر للعودة إلى الوراء فى الجامعات والمؤسسات الثقافية وكافة المجالات التى اتجهنا لاختيار القيادات بمفتاحها. وستكون الانتخابات هى الباب السحرى - السرى - للعودة إلى المربع رقم صفر لأننا نستخدمها الاستخدام الخطأ والباطل. لذلك أبشركم ببرلمان يراوح مكانه. عاجز عن التعامل مع الأزمة أو عبورها. وفيه كلمة سر عدم الذهاب إلى الاستقرار. والسبب فى ذلك أن الذين يزعمون أنهم أصحاب القوة والجماهيرية والحق فى الحكم. أقصد بهم جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب المفقوسة منها. لهم قضية واحدة تتمثل فى أنهم نجحوا أخيرا فى خطف فرصتهم وإرهاب كل من يتصدى لهم فتلك لحظة لن تتكرر. حتى ولو أعيدت لقطات الزمن بنفس تفاصيلها!. فجماعة الإخوان المسلمين هى صاحبة القول الفصل منذ الإعلان عن ذهاب «حسنى مبارك» وحتى شهور طويلة قادمة. وهى تستحق التهنئة على فوزها بالصفقة فى المزاد. وسيأتى يوم نقول فيه أنهم أجروا جراحة ناجحة. قتلوا فيها المريض والطبيب وكل الذين انتظروا النتيجة! انتخابات الصحفيين .. نريدها نقابة .. لا حزباً !! بقلم: د. رفعت سيد أحمد جرت الانتخابات لاختيار نقيب ومجلس جديدين، فليسمحوا لنا أن نسجل هذه الهوامش على المعركة الدائرة ، آملاً أن تفيد ولو قليلاً ، فى انتباه الناخبين لضرورة اختيار المرشح الذى سيضع لبنة حقيقية فى بناء (نقابة جديدة) تليق بثورة 25 يناير ، وبأشواق جموع الصحفيين فى أن تكون لديهم نقابة قوية ، تلبى مطالبهم المهنية والإنسانية ، وبالقطع لا تهمل قضايا الوطن والشأن العام . * حول الانتخابات والمطالب ، والآمال دعونا نسجل ما يلى عله يفيد وقرابة ال 5 آلاف صحفى (أعضاء نقابتنا الغراء) على أبواب الصناديق :أولاً : لقد بات معلوماً أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال فصل اهتمامات الصحفى السياسية عن تلك المهنية ، خاصة مع أجواء ثورة أسقطت عرش (الفرعون العجوز) الذى صادر الأخضر واليابس فى الوطن ، وكمم الأفواه ، ومنع السياسة والدين والمهنة فى آن واحد . ولكن ثمة فارق أدركه النظام السابق ؛ ولعب عليه سنوات طوال لمصلحته ؛ وهو أن مقتل العمل النقابى فى نقابة تاريخية مثل نقابة الصحفيين ، هو عندما ينسى أصحاب القرار فيها أنهم نقابيون جاءوا من أجل مطالب نقابية ومهنية وإنسانية عاجلة ، وأن استغراقهم فى العمل السياسى بمعناه المباشر ، ودون ربطه أو توظيفه من أجل العمل النقابى ، يعد خطأ فادحاً سيضيع من جهودنا وأعمارنا الكثير دون جدوى حقيقية ، إن التجربة تقول ، ينبغى للداخلين لمجلس النقابة ولموقع النقيب أن يكون على رأس سلم أولوياتهم المطالب المهنية والنقابية العاجلة من (مسكن وعلاج وحريات نقابية .. إلخ) وألا يستغرقهم العمل أو النشاط السياسى عن وظيفتهم ومسئوليتهم الأولى . ثانياً : إن محاولة عدداً من الزملاء فى المجالس السابقة الاستغراق فى قضايا الشأن العام بحجة أننا (نقابة رأى) أفقدهم وأفقد نقابتهم دورها النقابى الأصيل وتحولت النقابة إلى سوق عكاظ ، لقوى وتيارات بعضها شديد التطرف والكراهية للآخر ، فى مخالفة لأبسط قواعد الحرية والديمقراطية التى ترفع نقابة الصحفيين رايتها منذ أول اجتماع تأسيسى للجمعية العمومية للنقابة فى 25 مارس 1925 (تأملوا وتفكروا جيداً فى التاريخ ودلالاته !!) ، هذا فضلاً عن إيمان قطاعات واسعة من أعضاء الجمعية العمومية لنقابتنا بل ومن الرأى العام أن إعطاء الشأن النقابى ورفعة المستوى الحياتى للصحفيين ، يساعد مباشرة على انتصارهم فى معركة الحريات العامة للوطن ؛ وذلك لسبب بسيط للغاية وهو " أن فاقد الشىء لا يعطيه "، ونحسب أن جموع الصحفيين فى الدورات الأخيرة لمجلس النقابة فى عهد الرئيس المخلوع ، فقدوا الكثير من حقوقهم وحرياتهم ، ولم يغنى الضجيج وبرامج التوك شو على تجاهل هذه الحقيقة . لكل هذا .. ندعو إلى اختيار من سيغير واقع وحياة الصحفى أولاً ، ويضعها على رأس أولوياته ، والتى ان استطاع انجازها ، فمن المؤكد أنها ستنتقل إلى الوطن كله ، وسيعم العدل ، والحرية ، والكرامة أرجائه ، إن الاهتمام بالأولويات والاحتياجات المهنية – النقابية ، لا تتعارض مطلقاً ، مع الاهتمام بقضايا الوطن ، بل العكس هو الصحيح ، فهى مترابطة ومتداخلة جداً ؛ ولكن يحتاج الأمر إلى ترتيب أمين وصادق للأولويات ، فمصلحة وحياة ومهنة (الصحفى) لها الأولوية ، وإذا ما صلحت ، صلح الجسد (الوطن) كله . هذا يعنى أيضاً أن مسئولية الناخب اليوم فى انتخابات نقابة الصحفيين ، أن يحيد الولاءات التنظيمية والأيديولوجية ، بل والقبلية والتى أعلم أنها هى السائدة اليوم للأسف فى الانتخابات، إننى أدعو زميلى الناخب إلى الولاء لنقابته التى بتاريخها ونضالها العريق ، تستحق منه ألا يحولها إلى (حزب سياسى) بالمعنى السلبى – وليس الإيجابى – لكلمة حزب ؛ فنقابتنا ملك للأمة كلها ، وهى ذاتها (الأمة) التى تنتظر منا أن نختار نقيباً ومجلساً للنقابة ، يتعالى على الانتماءات والولاءات ويصنع نقابة تليق بزمن ثورة 25 يناير .. وفى ذلك فليتنافس المتنافسون . مطلوب من مجلس نقابة الصحفيين عبير حمدى تهنئة من القلب للنقيب الجديد ممدوح الولي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام والخبير الاقتصادي المرموق وأعضاء المجلس سواء من تم تجديد الثقة بهم من أعضاء المجلس القديم او الأعضاء الجدد ومبروك لجموع الصحفيين داعية الله سبحانه و تعالي ان يوفقنا جميعا لما يحب و يرضي . وان يجعل النقيب وأعضاء المجلس سببا للخير و الإصلاح ، تحت عنوان النقابة وال (دي ان ايه) كتبت مقالة منذ فترة عن الانتخابات الماضية متمنية ان يأتي اسبارتكوس علي رأس نقابة الصحفيين ليحرر عبيد الصحافة ،الذين يبحثون عن المظلة النقابية مضطرين للعمل كعبيد بلا هوية وبلاثمن سنوات عجاف لذا اكتب الان. مطلوب من المجلس الجديد تحرير عبيد الصحافة والتصدي لصحف بير السلم ،مطلوب حماية المهنة وإنقاذها من الانحدار ، مطلوب تطبيق شرطيي الممارسة و التفرغ علي جميع أعضاء الجمعية العمومية ،تنقية الكشوف من غير الممارسين. كما انه مطلوب وقف نزيف قيد الإداريين بالنقابة بواسطة بعض المؤسسات الصحفية القومية للتحكم في كتل تصويتيه بعينها لتتحكم فيها إدارة المؤسسة كيفما تشاء في انتخابات النقابة وبالتالي التدخل في شئونها وإفقادها استقلاليتها المطلوبة ، نطالب وبشدة بفصل القيد عن إدارة الصحف ليخضع للكفاءة والمهنية والخبرة بعيدا عن الأهواء الشخصية لبعض رؤساء مجالس الإدارات و رؤساء التحرير ،و كذلك للقضاء علي ظاهرة الاتجار بعضوية النقابة داخل صحف بير السلم ،و التي ترتب عليها انضمام البعض إلي الجمعية العمومية دون وجه حق ، و استغلال صحف بير السلم للعديد من الشباب وتسخيرهم للعمل بالجريدة دون أجر أو بأجر زهيد جدا مقابل عقد عمل صوري يعتبره الشاب جسرا للوصول لنقابة الصحفيين . نريد ايضا لمصلحة النقابة فصل التحرير عن الإعلان و محاسبة الصحفي الذي يخلط بين العمل التحريري و الإعلانات المدفوعة ، مطلوب ان تظل مهنة الصحافة شامخة تتصدي للفساد و تضرب فوق رأي المفسد ،ان تظل لسان حال المواطن تعبر عن مشاكله وأحزانه و آامة فالصحافة هي مهنة الحق وهي أيضا رسالة و أمانة بيان صحفي من زميلتكم هدي خفاجي تمثل إنتخابات نقابة الصحفيين عرسأً نقابياً تحتفل فيه الجمعية العمومية بإنتخاب مجلساً قوياً يكون الممثل الشرعي لها ، والمعبر عن أفكار وطموحات الصحفيين ، وخاصة في ظل المرحلة القادمة التي تعد الفاصلة في تاريخ النقابة . وفي هذه اللحظات الفارقة تغلب المصلحة العامة عما سواها للحفاظ علي الصرح العظيم ، قيماً علي شرف الكلمة القادرة علي صنع الرأي العام وتوجهه ، ورافعاً راية الحرياتً ونابذاً دعاوي الفرقة والتخوين - وأنه من دواعي شعوري بالمسئولية وإحترامي لذاتي ومحاولة بعض الأدعياء تشويه أي موقف مشرف ، أتوجه بهذا البيان إلي السادة الزملاء والزميلات أعضاء الجمعية العمومية للتوضيح ... منذ بداية عملي بالصحافة و أنا أعتبر العمل النقابي عملاً خدمياً وتطوعياً وليس بحثاً عن منصب أو وجاهة ، و أن الحق في التنظيم وتكوين الجمعيات وإنشاء النقابات والأحزاب مكفول بالقانون والإعلان الدستوري ، و ممارسة العمل النقابي من خلال الترشح لعضوية المجلس حق أصيل لمن له الحق في التصويت - ولذا تقدمت للترشح لعضوية مجلس النقابة تحت السن ووافقت اللجنة المشرفة علي الانتخابات بتلقي طلب الترشح الخاص بي ، وأدراج إسمي ضمن قائمة المرشحين علي الموقع الرسمي للنقابة ، ثم فوجئت باستبعاد الأسم إستناداً إلي مواد (37،32،4) من قانون نقابة الصحفيين 76 لسنة 70 ، والذي يشترط مرور ثلاث سنوات بجدول المشتغلين وذلك لعضوية المجلس رغم عدم وضوح نص المادة وعدم تحديد جدول المشتغلين وخاصة لنصف الاعضاء ، - لذا تقدمت بالطعن رقم 135 لسنة 66 ق علي قرار اللجنة القضائية المشرفة علي الانتخابات بإستبعادي من كشوف المرشحين والتي قضي فيه بتاريخ 9-10-2011 برفض الطعن لعدم توافر ركني الجدية والإستعجال .... - إلا أنني طعنت علي حكم محكمة القضاء الإداري بالإدارية العليا بالطعن رقم 223 لسنة 58 ق.ع بتاريخ 2011-10-11 وأحيل إلي هيئة مفوضي الدولة والتي أوصت بجلسة 22-10-2011 : أولاً : بقبول الطعن شكلاً ووقف تنفيذ الحكم المطعون فيه ومايترتب عليه من اثار . ثانياً : وقف الفصل في موضوع الطعن وتحديد ميعاد للطاعنة لرفع الدعوي بالدستورية العليا - وخيرني المستشار رئيس مجلس الدولة بإحالة الدعوي إلي الدستورية العليا أثناء جلسة 22-10-2011 لشبهة عدم دستورية نص المادة 37 من قانون 76 لسنة 70 وهو الأمر الذي وضعني أمام إختيارات مستحيلة : أولاً : لإستمرار في الدعوي والإحالة الي الدستورية العليا ووقف إنتخابات نقابة للصحفيين لحين الفصل فيها وذلك أثناء جلسة 22-10-2011 . ثانياً : أما تقديم طلب لتقصير مدة الجلسة إلي أقرب موعد قبل الانتخابات مصحوباً بطلب تأجيل للإنتخابات لحين الفصل في الشق العاجل بإدراج الإسم في كشوف المرشحين ، وفي حالة الرفض يكون من حقي .. ثالثاً : إقامة دعوي تعويض علي اللجنة القضائية المشرفة علي الإنتخابات أو مجلس النقابة الجديد بصفته - إلا أنني رفضت إتخاذ أي إجراء منها طالما أنه ضد إتمام إنتخابات الصحفيين في موعدها وهذا القرار إتخذته منذ بداية الإجراءات القانونية الخاصة بي . وذلك حرصأ مني علي المصلحة العامة ووحدة الجماعة الصحفية وعقد إنتخابات النقابة في موعدها ، بعد أن استشعارنا جميعا الخطر بتوقيف الإنتخابات سابقاً ، فإجتمعنا بتوقيعات أكثر من 200 عضو من المرشحين ومن أعضاء الجمعية العمومية ، و كنت من أوائل الموقعيين و شاركت في جمع بعضها للدعوة لعقد اجتماع الجمعية العمومية لتحديد موعد الإنتخابات قبل أن يتم الطعن علي حكم وقف الإنتخابات ، والذي كان يوماً مشهوداً غمرت فيه الفرحة والسعادة قلوب الصحفيين برفض الطعن وإستكمال مسيرة الإنتخابات ، وغداً 26-10-2011 ستكتمل الجمعية العمومية سيكلل الله مجهود زملائنا وزميلاتنا المرشحين بالفوز بثقة الجمعية العمومية وهذا سيلقي علي عاتقهم مسئولية ثقيلة تورثهم عملاً دءوباً لتحقيق أحلام وتطلعات الصحفيين. غداً نستكمل مشوارالكفاح والله يولي الأصلح عاش نضال الصحفييين هدي خفاجي بؤس المثقف.. والترجمان صبرى حافظ اتسم عصر مبارك المخلوع بالانحطاط والفساد فى كل المجالات، فقد عاشت مصر على مدى أربعة عقود مرحلة مستمرة ومتواصلة من التردى والهوان. التردى فى جميع المجالات من التعليم والجامعات إلى الصحة والمستشفيات، ومن الزراعة إلى الصناعة والاقتصاد، ومن العمران الذى تحول إلى عشوائيات تحيط أحزمتها القبيحة بالمدن إلى المواصلات وحوادث القطارات وغرق العبارات. فقد أصبح الفساد فيه هو القاعدة وليس الاستثناء، فانهارت معه القيم واستشرى ما دعوته فى دراسة سابقة بسلم القيم الاجتماعية والأخلاقية المقلوب، حيث أصبحت القيم النبيلة التى تقوم عليها كل المجتمعات السليمة، من صدق وأمانة وعلم واجتهاد ونزاهة فى قاع السلم، بينما ارتفعت القيم المنحطة من الكذب والجهل والنهب والفهلوة والصفاقة والضعة إلى قمة السلم فقد ارتفع مردودها جاها وأموالا. أما الهوان فحدث عنه ولا حرج، حيث حول النظام الساقط مصر إلى «الكنز الاستراتيجى» للعدو الصهيونى، فعاث فى المنطقة فسادا. وهان شأنها حتى تجاسرت عليها بغاث الدول، وتطاولت عليها بلاد لم يكن لها مكان على الخريطة من قبل حراس الكلمة وكلاب الحراسة لذلك لم يكن غريبا أن تنحط الثقافة هى الأخرى طوال العقود الأربعة الأخيرة، كما انحط التعليم وهانت السياسة، وأن يدخل المثقفون إلى «حظيرة» هذا النظام الفاسد الفاقد للمصداقية والشرعية معا. وبدلا من أن ينهض المثقف بدوره العقلى والنقدى فى قيادة الوعى وإرهاف الضمير، أصبح خادما للاستبداد، وتحول إلى أداة لإحكام قبضة السلطة على الواقع، وانتاج خطاب تدليسى يعزز هيمنتها عليه. وبدلا من أن يكون المثقف ممثلا لضمير الأمة وحارسا لقيمها العقلية والأخلاقية، أصبح كلب حراسة لحماية النظام، ينقض بشراسة على من يعارضه أو يكشف عريه من المصداقية والشرعية. هكذا تحول المثقف، الذى أغدق عليه النظام الفاسد الساقط أمواله ومناصبه وجوائزه المغشوشة إلى تابع بائس لأجهزة الأمن التى تسيره وتوجهه كالدمية. يتباهى بصداقته الحميمة للجلاد، ويتحول إلى كاتب تقارير تافه يلهث وراء فتات ما تقدمه له النظم الاستبدادية العربية التى استخدمته بذكاء طوال عقود الانحطاط الأخيرة. لكن المثير للحزن والسخرية، أن مثل هذا المثقف التابع البائس لم يسقط مع سقوط النظام بعد الثورة، وإنما سارع بصفاقة لا نظير لها فى أى مكان فى العالم، للحديث باسمها، والزعم بأنه من أشد مناصريها، وتحول خطابه إلى العملة الرديئة التى تطرد العملة الجيدة من السوق. وتبشر بضرورة استمرار الاستبداد الذى لا حياة له ولا دور إلا بخدمته. وأخذت الثورة تعانى من خطاب هذا المثقف التدليسى كما تعانى من مؤامرات الثورة المضادة عليها وفلول النظام. فهو الطليعة الثقافية الممثلة لهما معا وقد ارتديا قناعه الجديد، حسب نظرية فرانز فانون الشهيرة «جلد أسود وأقنعة بيضاء»، ولكن بعد أن زالت مرحلة الاستعمار القديم الذى تحدث عنه فانون، وأصبحنا فى عصر الاستعمار الجديد الذى لم يتورع المثقف البائس عن دهان وجهه بأصباغه القبيحة. فقد طالعتنا الصحف المصرية صباح الجمعة الماضى، جمعة طرد سفير العدو الصهيونى والمطالبة بقطع تصدير الغاز له، بصورة مثقف بائس من خدام الاستبداد وهو يقوم بدور الترجمان للسفيرة الأمريكيةالجديدة، آن وودز باترسون، التى قابل الكثيرون تعيينها فى مصر بالاستهجان. فالسفيرة التى كانت قبل قدومها إلى مصر سفيرة لبلادها فى باكستان إبان تصاعد العمليات العسكرية الأمريكية فيها وتنفيذ عملية اغتيال بن لادن، وقبلها ممثلة لبلادها فى الأممالمتحدة أيام حشد التأييد لتأخير أى وقف لإطلاق النار أو إدانة للعدو الصهيونى إبان حربه المجرمة على لبنان عام 2006، معروفة بأسلوبها المقتحم وبتدخلاتها السافرة فى الشئون الداخلية للبلاد التى تعمل بها وتتعامل معها كمندوبة سامية للقوة العظمى، وليس كسفيرة أو دبلوماسية عادية. سواء أثناء عملها فى أمريكا اللاتينية التى أشعلت فيها نيران العنف والتدمير، أو باكستان التى يعتبرها البعض مسئولة عن تصاعد العنف، وتزايد العمليات العسكرية فيها وفرق بلاكووتر Blackwater/Xe سيئة الصيت، وجيش من جنود المخابرات المركزية الأمريكية يتجاوز 3000 عنصر مخابراتى؛ بصورة ضج معها الباكستانيون منها. وأدى أسلوبها لتعكير علاقات الولاياتالمتحدة مع باكستان، وإرسال سفير آخر معروف بحنكته الدبلوماسية ودماثته هو كاميرون مونتر كى يصلح ما أفسدته باترسون. المندوبة السامية الأمريكية ومن يكشف عن تاريخها وسيرتها فى الإنترنت يجد ما يسره! فهى عضو بارز منذ فترة طويلة فى مركز الأمن الأمريكى الجديد، وهو أحد مراكز المحافظين الجدد، قل غلاة الصهاينة الجدد، لذلك لم يكن غريبا أن يحظى تعيينها كسفيرة جديدة لمصر ما بعد الثورة، بإجماع الكونجرس الذى يسيطر عليه المحافظون. وهناك تقارير لويكليس تثير الشبهات والتكهنات حول دورها فى رفض حماية بنازير بوتو أو التواطؤ فى عملية اغتيالها فى باكستان. ومن يراجع الصحف الأمريكيةوالباكستانية التى تناولت سيرتها سيعرف كيف شكت منها دوائر الصحافة والسياسة هناك بسبب أسلوبها الفظ وتدخلها السافر فى السياسات والتعيينات. ربما لهذا رافقها الترجمان فقد ترشحه لوظيفة جديدة لو نجحت بمصر فى ممارسة ما فعلته فى باكستان. فهى معروفة بأسلوبها الفظ ومنهجها الاستعلائى كمندوبة سامية لبلادها، تأمر فتطاع. وقد بدأت حياتها الدبلوماسية فى مصر بطريقة غير دبلوماسية على الإطلاق، حينما توجهت لزيارة المجلس العسكرى، قبل أن تقدم أوراق اعتمادها، لتطرح عليه إملاءاتها، مطالبة بالتراجع عن إثارة قضية التمويل الأمريكى لمنظمات المجتمع المدنى كى لا يؤجج مشاعر العداء لأمريكا. مما دفع البعض إلى وصف الزيارة بالخطيرة وبالتدخل السافر فى الشئون الداخلية المصرية. هذا قليل من كثير سيجده من يبحث عن سيرة السفيرة فى الإنترنت. أما الترجمان الذى ظهر بجوارها أمام مسجد السلطان حسن وقد «فشخ» فمه، وبانت عليه أمارات النجاح والحبور فإن الحديث عنه يطول. والترجمان لمن لا يعرف هذه المفردة من أبناء الثورة، وجيل المرشدين السياحيين والإنترنت، هو شخصية شبه أمية، قبل أن يصبح الإرشاد السياحى مهنة تتطلب معرفة وتعليما جامعيا. شخصية كانت تتسم بالفهلوة، والقدرة على التقاط بعض الكلمات الأجنبية، مع قليل من المعلومات السياحية، ثم تحوم كالهوام حول من يترددون على الأماكن السياحية، تتسول بتلك المعلومات رضاهم، وتقدم لهم تطوعا معلوماتها المغشوشة مقابل «بقشيش» يتفق حجمه مع نوع السائح ومكانته. الترجمان أقول لم استغرب إطلاقا حينما شاهدت صورة هذا المثقف الذى أنهى حياته الوظيفية بفرض التطبيع البغيض مع العدو الصهيونى على الحياة الثقافية التى قاومته ببسالة طوال أكثر من ثلاثين عاما. وتخصيص صفحة للثقافة العبرية كل أسبوع فى المطبوعة الحكومية الأدبية الوحيدة فى مصر، فى وقت لا تحظى فيه الثقافة المغربية أو السودانية أو العراقية أو السورية أو حتى الليبية بصفحة كل عدة أشهر. وها هو يبدأ حياته بعد المعاش بالعمل كترجمان للسفيرة الأمريكيةالجديدة، وهو يتجول معها حول معالم القاهرة القديمة. وأنا لا يهمنى هنا اختيارات هذا المثقف البائس، ولا نوعية «البقشيش» الذى ستدفعه له السفيرة نظيرا لخدماته التطوعية تلك. فقد استمرأ مثقفو عصر مبارك البغيض الولوغ فى الوحل وفيما هو أبشع من الوحل رائحة. كما كانت مكاناتهم فى هذا النظام الساقط القديم تتحدد لا بمدى قربهم من رموز النظام وعائلته الحاكمة فحسب، ولكن أيضا بعدد الدعوات التى وجهتها لهم السفارة الأمريكية إلى حفلاتها ومناسباتها المختلفة. لكننى استهجنت كثيرا أن أرى هذا المشهد بعد الثورة، وفى جمعة طرد سفير العدو الصهيونى. وأن تصف الصحف هذا المثقف الذى ضبط متلبسا بالقيام بدور الترجمان، بأنه «روائى شهير» أو «كاتب كبير» (لأن فى هذا الوصف إهانة للرواية وللكتاب معا). واستهجنته أكثر لأن هذا «الترجمان» البائس يزعم أنه مع الثورة، وأنه من الذين دعوا إليها، ويكذب فى الصحف، الفرنسية خاصة، زاعما بأنه من مطلقى شرارتها. لكن هذا فى نهاية الأمر هو المصير الجدير بمن أختار ألا يحترم شرف الكلمة، وأن يكون أحد كلاب حراسة نظام هوى. فقد كان يصدع رءوس القراء بصداقته الحميمة للذراع اليمنى للجلاد، حبيب العادلى، والمسئول عن أمن الصحافة والثقافة. فمن أضاع شرف الكلمة، لا يبقى له إلا شرف مصاحبة المندوبة السامية الجديدة، والتى جاءت إلى مصر تسبقها سمعتها فى التدخل فى أمور البلاد والعباد التى مثلت بلادها فيها. المسألة ليست يسري فودة عبلة الرويني المسألة ليست يسري فودة، ولا إيقاف برنامجه (آخر كلام) أو ايقاف الحلقة الحوارية مع الكاتب علاء الاسواني، والمسألة ليست ايقاف برنامج (الحلم المصري) علي شاشة القناة الأولي بعد مداخلة ايمن نور.. المسألة بالتأكيد هي السياسة الاعلامية التي أصابها تدهور ملحوظ في الأداء، وهبوط مستمر في حرية التعبير، المسألة هي الأجندة الإعلامية الأمنية، والخطاب الإعلامي الملحق بالسلطه، منذ تولي الكاتب الصحفي أسامة هيكل وزارة الإعلام..!! طبعا العلاقة بين »الإعلام« و»الامن« علاقة قديمة، هي جزء من رؤية عامة، تري في الإعلام خطاب وحيد هو، المنفذ، والمفسر، والمبرر لعقل السلطة وسياستها، أو هو البوق، والنفير، وكل الآلات النحاسية العازفة لموسيقي النشيد الرسمي..!! الغريب أن أسامة هيكل ، وهو الصحفي المعارض أو (الذي كان معارضا) عندما جاء الي الوزارة، أعاد إنتاج خطوات أنس الفقي وصفوت الشريف، وطريقتهما في التفكير ومعالجة الأمور، هكذا تعثرت حرية التعبير وتدهورت، وتم التحرش بالعديد من القنوات الفضائية ، خاصة قناة (الجزيرة) المؤرقة لكل قنوات الريادة المصرية !! وفي أحداث ماسبيرو الأخيرة كانت الطامة الكبري، كاشفة عن غياب الرؤية، وغياب القدرة علي التفكيرالسليم، وإدارة الأزمة، والإحساس الأمني الذي يسكن تحت الجلد ،ويحجب القدرة علي التفكير.. لم يكتف الإعلام الرسمي بحجب الحقائق والمعلومات، لكن ضاعف القصور وضاعف التراجع والتدهور بممارسته دور المحرض، المشعل للفتنة في اداء فاضح.. اليد المهتزة للإعلام، والعودة مرة اخري الي قوائم الممنوعات والمحظورات ، حجب البرامج أو إيقافها، التضييق والمحاصرة... أعادت إلي الاذهان تليفزيون »الريادة الأمني« في زمن صفوت الشريف!! الإعلام مرة أخرى بقلم/جمال نافع جانب آخر من جوانب الفوضى الإعلامية التى نعيشها الآن، فجرها يسري فودة، عندما اعتذر عن تقديم حلقة الخميس الماضى من برنامجه "آخر كلام" على قناة أون تى فى وكان قد أعلن أنه سيستضيف كلا من علاء الأسواني وإبراهيم عيسى وياسر رزق للتعليق على مقتل القذافي وتحليل لقاء المجلس العسكري مع منى الشاذلى وإبراهيم عيسى على قناة دريم. ثم أصدر بيانا صحفيا قال فيه: أجد في نفسي أسباباً كثيرة تدعوني إلى تعليق برنامج "آخر كلام" إلى أجل غير مسمى. هذه طريقتي في فرض الرقابة الذاتية: أن أقول خيراً أو أن أصمت. ولم يذكر صاحب برنامج "سرى للغاية" ما هو سر اعتذاره؟ فى نفس الوقت الذى أعلنت فيه القناة أنها تتضامن مع يسرى فودة فى موقفه فى تعليق البرنامج وأنه لم يترك القناة، مما يعنى أنها ليست من تسبب فى إلغاء الحلقة، فمن كان يعلم تفاصيل حلقة لم تذع بعد وكانت ستبث على الهواء؟! لقد أدى الاعتذار المفاجئ والبيان الصحفى إلى تداول شائعات تناقلها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن هناك ضغوطا فرضت عليه جراء قيامه بكشف العديد من ملفات الفساد أو حتى لا يستضيف علاء الأسواني. وكلها تكهنات ربما لا أساس لها من الواقع، وكان يجب على من يطالب بالشفافية أن يكون هو الآخر أكثر شفافية ويعلن عن الأسباب الحقيقية لتعليق البرنامج حتى لا تنتشر الشائعات فى هذه الفترة الخصبة لانتشارها. وربما يدعونا هذا للتأكيد مرة ثانية على أهمية أن تكون هناك اللجنة التى طالبنا بتشكيلها من أساتذة وخبراء الإعلام كجهة محايدة لرقابة الإعلام ومدى التزامه بميثاق العمل الإعلامى، وبالأمن القومى المصرى، وحتى كما يقول فى بيانه «لا يكون هناك تدهور ملحوظ في حرية الإعلام المهني في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف الإعلامى». معزوفة الكراهية بقلم / محمد قطب علينا كأغلبية صامتة ان نهب لنواجه الإعلام المنفلت الذى يحرض على الوقيعة وبث الفتنة وأن ننادى فى قوة وحسم بتطبيق القانون على كل من يسيء إلى الوطن ويسعى إلى هزيمته. وإننى اتساءل أليس هناك من يحاسب الفضائيات الخاصة فى سعيها اللاهث لتمزيق نسيج الوطن الواحد؟ وكذلك الصحف الخاصة كتلك الصحيفة التى تبث السم، وتؤلب الناس على الجيش فى «مانشيتات» بارزة تتحدث عن دهس الجيش للاقباط أو تلك الصحيفة اليومية المستقلة المنتشرة التى نشرت رسما كاريكاتوريا ساخرا توحى من خلاله بأن ثمة علاقة قوية وحميمة تربط فلول الوطنى بقوات الجيش والأمن. فها هو رجل الأمن بزيه العسكرى وبسمة تملأ الوجه وبروز البطن الواضح يمد يده إلى امرأة بدينة ذات وجه رجولى وابتسامة خبيثة ودلال مصطنع. تضع سيجارا فى فمها يتصاعد منه الدخان. ويقول لها تسمحى لى بالرقصة دي. ألا يصب ذلك فى نفس التوجه الخبيث الذى جاء فى الشعار الذى رفع أخيرا تحت عنوان (عودوا إلى ثكناتكم) ولا يمكن أن يصدر هذا الشعار أو التوجه من ثوريين حقيقيين يسعون إلى مصلحة الوطن، إنما يصدر من راكبى الموجة ونهازى الفرص والصائدين فى الماء العكر لتحقيق منفعة خاصة أو تنفيذ أجندة ما. انظر إلى أحد المرشحين المحتملين فى غطرسته وكبريائه البعيدين عن روح الدين وحديثه فى استعلاء واستهتار مما يخصم من تقدير الشعب له وأحقيته بالمنصب. ترى من وراء معزوفة الكره هذه؟ وها هى الأمور قد وصلت إلى الهدف الذى ابتغاه هؤلاء وغيرهم من التجرؤ على قوات الجيش ورجال الأمن ومهاجمتهم ولأول مرة منذ أن قامت الثورة تنطلق المقذوفات النارية تجاه الجيش أفرادا ومعدات. وبدا المنظر بحرائقه وناره وسياراته المحترقة والدماء النازفة والقتلى الساقطين بنيران الغضب الاهوج فى ظل فوضى دموية لا نعرف فيها من قتل من بدا المشهد الحزين كأنه رجعة إلى الصدام الدموى فى اوائل الثورة وخطوة نحو مجهول مظلم. وها هى المؤامرات التى لا تخفى على أحد تجعلنا نناشد شباب الثورة فى أيامها الأولى أن يعودوا ليعيدوا للثورة نبلها الذى توارى ونناشد الأغلبية أن ينفضوا عنهم رداء الصمت واللامبالاة وأن ينتفضوا وأن ندعو جميعا لتطبيق القانون بكل قوة وحسم. إن دولة لا تطبق القانون وتطبطب على المجرمين مؤهلة لفوضى لا تبقى ولا تذر. كتيبة الإعدام الإعلامى و"الحج" على نفقة وزارة الداخلية بقلم - سعيد السنى كثيرة هى جرائم "وزارة الداخلية" فى النظام البائد , فقد مارست القتل والتعذيب والإهانة فى السجون والمعتقلات , والدواوين الشرطية , وغُرف "جُهنَم" السرية داخل مقار جهاز مباحث أمن الدولة المنحل, وغير ذلك تولت الوزارة "مهام" وأدوارغريبة وبعيدة عن "دورها الأصلى" الذى هو حفظ الأمن وتوفير الآمان لعموم المواطنين , بحيث صارت تتدخل فى كل شئ تقريبا بشتى مناحى حياة المصريين .. من هذه "المهام" الغريبة , تنظيم وإدارة الحج إلى بيت الله الحرام , بالنسبة لحجاج القُرعة , وتولى شئون البعثة الرسمية للحج والإشراف عليها ,بحيث تحول موسم الحج إلى "سبوبة" لبعض جنرالات وضباط الداخلية "المحظوظين" يُدر عليهم عشرات الآلاف من الدولارات سنويا , وللإنصاف فإن وزارات وهيئات أخرى غير الداخلية , تتشارك فى السبوبة,وهذا ليس موضوعنا الآن على كل حال. هذه الجرائم والممارسات ,وتعدُد المهام والأدوار, كانت وراء وقوع المقرات الشرطية والأمنية فريسة لحرائق ونيران الغضب الشعبى , وإنهيار الوزارة وهزيمة قواتها شرَ هزيمة يوم 28 يناير , رغم كل ما تمتلكة من عتاد وتراث قمعى, كان مَضرِباً للأمثال, وذا شهرة عالمية , بحيث أن الولاياتالمتحدةالامريكية كانت ترسل إلينا الإسلاميين والمشتبه بهم فى القيام بأعمال إرهابية , كى ننتزع منهم الإعترافات , بما تملكة أجهزتنا الأمنية من جرأة على إنتهاك الآدمية وخبرات فى التعذيب, تراكمت عبر السنين . الملفت للإنتباة بشدة هو أن "وزارة الداخلية" نجحت فى تشييد ما يمكن أن نُسميه "كتيبة الإعدام الإعلامى", وهى "تنظيم علنى", يكاد يكون معروف الإعضاء إلا قليلاً , ويضم عدداً كبيراً من الزملاء المحررين الصحفيين, وبعض كبار الكُتَاب ورؤساء التحرير, من مختلف التوجهات, ويضم أيضا المًشتاقين ل"رضا" الداخلية وأمن الدولة , وهذا "الرضا" كانت تتم ترجمته إلى الكثير من المنافع والعطايا و النفوذ , والمناصب القيادية الصحفية القومية والحزبية , وتقديم البرامج التلفزيونية بالفضائيات ,سواء كانت حكومية أو خاصة, وتولى إدارة مكاتب الصحف والفضائيات العربية والأجنبية بالقاهرة . على أن أغرب هذه العطايا والمنافع , هو تسفيرغالبية المندوبين المعتمدين بوزارة الداخلية للصحف الحكومية والخاصة والحزبية ,والفضائيات , سنوياً إلى الأراضى الحجازية المقدسة لتأدية فريضة الحج على نفقة الوزارة , مع الإقامة والسفربالدرجات السياحية المعتبرة , بالإضافة ل "مصروف جيب" ل"الحاج" يبدأ من 10 آلاف دولار, ويرتفع هذا "المصروف" للمحررين القدامى ,والكُتَاب ورؤساء التحرير و من على شاكلتهم , يسافر هؤلاء جميعاً, تحت مُسمى تغطية رحلة "بعثة الحج" الرسمية التى تتولاها وزارة الداخلية .. وبينما يعانى حُجاج البعثة الرسمية الأمَرًين فى الخدمة والإقامة والمعاملة , وإهمالاً من جنرالات وضباط الداخلية المشرفين على البعثة , الذين يتفرغون للتسوق وشئونهم الخاصة وإستضافة أقاربهم ومعارفهم ..فإنه رغم كل هذه المعاناة , فإن صُحفًنا وفضائياتنا ووسائل إعلامنا , عن بكرة أبيها , تظل يوميا تشيد كذباً وزوراً وبُهتاناً بالمجهودات العظيمة والخارقة التى تبذلها الوزارة , وجنرالاتها ,فى خدمة الحجيج والسهر على راحتهم . تحدث هذه المهزلة سنويا ,وربما تتكرر هذا العام ونحن على أبواب موسم الحج , وهذا رغم أن قانون الصحافة ( مادة 30),تمنع تماما على الصحفى أو الصحيفة الحصول على أى إعانات أو أمتيازات حكومية , كما أن المادة الثالثة بذات القانون تؤكد على "إستقلال" الصحفى والصحيفة , ومثل هذه المعانى منصوص عليها أيضا بقانون نقابة الصحفيين ,وميثاق الشرف الصحفى, ولنا أن نتسائل.. كيف للصحفى أن يكون مستقلا ومحايدا , وهو يتقاضى مثل هذه "الرشوة" المٌشينة, ناهيك عن "حُرمة" مثل هذا الحج , إذ أنه من بديهيات العمل الإعلامى عموماً , أن تتكفل "الجهة الإعلامية" بنفقات ومصروفات وبدلات ومكافآت مندوبها الصحفى أوالإذاعى أو التلفزيونى , وذلك كى تضمن إستقلاله وحيادية التغطية الإعلامية التى يقوم بها , ضماناً لتدفق "المعلومات"وصحتها وعدم تلوينها والتلاعب بها , فهى حق القارئ أو المستمع أو المُشاهد , وإلا فهل يتصور عاقل أن يسافر الصحفى أو الكاتب أو مراسل التلفزيون ل"الحج" على نفقة "وزارة الداخلية" , ويحصل منها على هذه الآلاف من الدولارات , ثم ينتقد إهمالها فى الحج , أو جرائم ضباطها فى التعذيب والقتل , وما شابه ؟ إذا عدنا ل"كتيبة الإعدام الأمنى" فقد كانت تُدار بمعرفة "أمن الدولة" ويتم تسخيرها للقتال الإعلامى إلى جانب "النظام" دفاعا عنه فى معاركه مع معارضيه , كذبا وتلفيقا وتشويها للحقائق , فإذا كانت المعركة حول ضحايا التجاوزات الشرطية تعذيبا أو قتلاً ,أو غيره , فإن إدارة الكتيبة وتوجيها تنتقل إلى الإدارة العامة للعلاقات العامة بالوزارة , إذ ينطلق "الحُجاج" اعضاء كتيبة الإعدام الإعلامى , بلا رحمة ولا شفقة تدبيجاً لمقالات وفبركةً لأخبار وإعصار من الأكاذيب والضلالات لا يتوقف تشويها و"إعداما" جديدا للمُعَذًب أو القتيل الذى تم ترحيله أصلا للعالم الآخر بيد الشرطة , حتى ان أحدهم وصف خالد سعيد بأنه "شهيد البانجو", وأن شقيقه تخلى عن جنسيتة المصرية وديانتة الاسلامية واعتنق اليهودية وتزوج من يهودية , وحتى لوكان صحيحا – وهو ليس كذلك- فهل يبرر ذلك قتل خالد ؟!.. إذ أن أسرة المجنى عليه , لا تسلم من الجلد الإعلامى والتشويه والسب والشتم وإلصاق كل النقائص بهم , وبمن يمُت لهم بصلة , حتى انهم يعضون بنان الندم لأنهم أرتكبوا خطيئة العمر بأن طلبوا محاسبة الشرطى "الجانى" بالقانون , ولا أُبالغ إذا قلت انهم يتمنون الموت بدلا من ذلك "التعذيب الإعلامى" الذى يتم فيه تسخيرأكثرية وسائل الإعلام المعارضة منها قبل الحكومية , ويظل أعضاء الكتيبة مُتَصدرين المشهد الإعلامى , شارحين ومحللين بما يمتلكون من خبرات ومهارات عالية فى الكذب والتضليل وتزييف الوعى, كيف أن "الضحية" هو الجانى وان رجال الشرطة "المتهمين" أبرياء و ملائكة أطهار. وقد تكررت هذه المشاهد الهزلية أيضاً مع حالة القاهرى الناجى من الموت "عماد الكبير" سائق الميكروباص الذى عذبوه وأهانوه وأذلوه مع تصويره وترويج "كليب" التعذيب والإذلال لكى يكون عبرة لغيره . إن إسترجاع المشهد الإعلامى المصاحب لقضيتى خالدسعيد وعماد الكبير أشهر حالتى تعذيب قبل الثورة , يكفى للوقوف على حجم "الدور المشبوه" الذى تلعبة "كتيبة الإعدام" هذه فى الانتصارللجلادين على حساب دماء الضحايا , وهذا الى جانب مايقومون به داخل الصحف من الحراسة المشددة لمنع نشر اى أخبارسلبية عن مخالفات او جرائم رجال الداخلية .. وحتى لا "ترجع ريمة لعادتها القديمة" , فإنه من الضرورى تفكيك تلك الكتيبة الإعلامية المشبوهة , ويلزم أن تقوم بها إدارات الصحف ب"تبديل" مندوبيها لدى وزارة الداخلية بآخرين من ذوى السمعة الحسنة والولاء للمهنة ,وكذلك الحال بالوسائل الإعلامية الأخرى ,كما يتطلب الأمر ان تقوم نقابة الصحفيين المصريين بمحاسبة اعضائها ممن ينتسبون لتلك الكتيبة . و نتوقع من المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ,و اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية , المبادرة إلى فتح هذا الملف ومحاسبة المسؤلين عنه, الذين يُهدِرون ملايين الدولارات من المال العام سنويا على هؤلاء المنتفعين دون وجه حق, كون المنافع التى يحصل عليها "اعضاء الكتيبة" ,وهم من فلول النظام على كل حال, هى من قبيل "الكسب غير المشروع"' بما يستوجب على الجهاز المختص مباشرة مهامه لإسترداد هذه الملايين ممن حصلوا عليها ظلماً للشعب وعدواناً عليه, ومحاسبة جنرالات الداخلية المتورطين.. وإنا لمنتظرون. هجوم على منزل رئيس قناة نسمة التونسية ومظاهرات بسبب إساءة القناة للذات الإلهية بقلم /عاطف عبد الفتاح أعلنت قناة نسمة التلفزيونية أن حوالي 100 شخص هاجموا منزل مديرها العام مساء أمس في تونس بعد يوم من التظاهرات التي شارك فيها سلفيون للمطالبة بإغلاقها بعد بثها فيلم برسيبوليس. وقالت القناة في نشرتها الإخبارية مساء أمس أن "مجموعة تضم نحو 100 شخص" هاجمت منزل مدير عام القناة نبيل القروي، موضحة أن المهاجمين "القوا قنابل حارقة" على المنزل. وأضافت أن عائلة القروي "نجت بأعجوبة". وجاء الهجوم بعد يوم من التظاهرات في تونس التي شارك فيها سلفيون احتجاجا على بث القناة فيلم برسيبوليس الذي يتضمن مشهدا يظهر فيه رجل عجوز ملتح فسر على انه يمثل إساءة للذات الإلهية. وقالت مذيعة النشرة الإخبارية المسائية في قناة نسمة أن "القناة تندد بالهجوم على منزل مديرها العام نبيل القروي في تونس من قبل مجموعة تضم نحو 100 شخص القوا قنابل مولوتوف". من جهته صرح الصحافي سفيان بن حميدة الذي يعمل في القناة أن نحو عشرين من المهاجمين تمكنوا من دخول منزل القروي لكن زوجته وأولاده نجحوا في الفرار من باب خلفي وذكر مصور لوكالة فرانس برس أن احد جدران المنزل ونافذتين أحرقتا. وجرت تظاهرات في مناطق عدة من تونس أمس "ضد شبكة نسمة" لإدانة "المساس بقيم الإسلام". وأثارت قضية قناة نسمة غضب واستياء الرأي العام قبل أيام من اقتراع تاريخي في تونس سينظم بعد تسعة أشهر على الثورة التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي. وقد دانت الأحزاب السياسية الكبرى الهجوم على القناة لكنها دعت إلى احترام قيم الإسلام. وقدم رئيس مجلس إدارة نسمة نبيل القروي اعتذاره إلى الشعب التونسي عن بث هذا المشهد لكنه لم يتمكن من تهدئة الغضب. وخصص القسم الأكبر من خطب الجمعة في مساجد تونس لهذه القضية. غسيل الجزيرة مباشر.. «بينقط» على الجيران! بقلم/ سمير الجمل قبل أن تقرأ هذا المقال لا يعبر إلا عن وجهة نظر صاحبه فقط، وهو لا يمثل رأى المجلة، ولكننا ننشره دون أن نحذف منه كلمة واحدة، لأننا نؤمن فى ظل مناخ الحرية غير المسبوق الذى نعيشه، ألا نحجب أى رأى مهما اختلفنا معه.. فنحن ضد أن تسود المجتمع الفوضى، وأن تعمل المؤسسات الإعلامية دون ترخيص رسمى، كما أننا ضد عمليات التهييج غير المبررة التى تقوم بها بعض الفضائيات وعلى رأسها قناة الجزيرة والجزيرة مباشر.. وكنا نرجو أن يجيب لنا مسئولو الجزيرة الذين يتباكون على حرية الرأى التى تفتقدها مصر.. هل يمكن لقناة (النيل) مثلا أن تبث مباشرة من قطر وعلى مدى 24 ساعة دون ترخيص وتحت دعوى حرية الرأى، وأن يسمح لها بالتجول لرصد المظاهر السلبية فى دولة قطر الشقيقة، وهى عديدة، وفى مقدمتها القواعد الأمريكية التى تسد عين الشمس..؟! وهذا بالمناسبة سؤال لا ننتظر الإجابة عليه من مسئولى قناة الجزيرة لأننا نعلم إجابته مسبقاً..! رئيس التحرير يبدو أن ضيوف الجزيرة المباشر يدخلون مكتبها وفى أيديهم شواكيش يدقون بها على أرض الاستوديو خاصة فى أوقات الليل المتأخرة بما يسبب الإزعاج للجيران.. وبعضهم يتمادى أكثر من ذلك وينشر غسيله بدون أن يعصر.. كما يجب وتكون النتيجة «التنقيط» على هدوم السكان فى الأدوار السفلى.. وكلها حركات معروفة فى أغلب العمارات.. لذلك اشتكى سكان البناية التى يقع بها مكتب الجزيرة ومن هنا داهمتها عناصر الشرطة وقد يكون الإيجار مكسورا عليهم للمعلم صاحب العمارة وحرصا على العلاقات مع قطر رفضوا الإعلان عن هذا السبب دون غيره من الأسباب.. الأمر الذى جعل فاتورة الجزيرة مثقلة ومليانة.. والأدهى والأمر أن وزارة إعلامنا استيقظت ذات يوم واكتشفت فى لجنة من لجان المرور الإعلامية التى تتواجد على الطرق الرئيسية أن الجزيرة تمشى بدون رخصة وأنها لم تربط الحزام ولا تحمل طفاية حريق ولا تتوفر بها عوامل الأمن والمتانة، ومن هنا أمر الباشا سيادة اللواء أسامة هيكل بأن تركن جانبا ووشها للحيط عقابا على عملتها السودة.. ثم تغيرت الأقوال والحجج وقيل إن الجزيرة مباشر ماشية فى مصر على حل شعرها وأن مشيها البطّال مع القوى السياسية هو السبب فى مطاردتها حرصا على أخلاق الثورة.. وحمايتها من إغواء الجزيرة التى تنافس هيفاء وأليسا وغادة عبد الرازق فى شئون السكس.. وبعض اللقطات التى صورت مداهمة بعض الرجال لشقة الجزيرة.. فيها فبركة واضحة فلم نشهد رجلاً وامرأة فى «ملاية» لاسمح الله كما توقعنا.. بل سمعنا إعلامية تصرخ: «حرام عليكم.. والرجال يخفون وجوههم عن الكاميرا التى تصورهم ويلتزمون الصمت.. وقد قال رجال الجزيرة إنهم أرسلوا بالأوراق المطلوبة لكى تعمل فى النور وعلى عينك يا تاجر.. وذهبوا بها فعلا شاملة الدمغة والتوقيعات إلى الموظف المسئول فقال لهم اذهبوا بها إلى فلان أفندى وذهبوا.. حتى قيل لهم فى نهاية المطاف فوتوا علينا بكرة.. وكأن وزارة الإعلام المصرية قامت من نومها منذ كام يوم وقبل أن تضرب طبق الفول وتشرب الشاى بالحليب البقرى تلقت اتصالا من أولاد الحلال يخبرونها بأن الجزيرة مباشر قالت على الإعلام المصرى إنه خايب ونايب وعدمان العافية.. ولم تكن تدرى أن هناك من سيقوم بتوصيل هذا الكلام إلى ماسبيرو لكى تتخذ موقفا حازما من قناة يتيمة وجدوها أمام باب الجامع والتقطتها وزارة الإعلام واعتبرتها مثل أولادها وقامت بكسوتها وإطعامها وألحقتها بالمدارس وربتها أحسن تربية.. فلما قويت شوكتها عضت اليد الحنون التى امتدت إليها فى نكران واضح للجميل.. ويكفى أن الجزيرة هذه التى تسمى نفسها «مباشر» نسبة إلى أبيها الحقيقى.. كانت مثل النحلة لا تتوقف عن التحليق فى كل شبر من الأراضى المصرية وترصد دبة النملة.. بينما التليفزيون باشا بتاعنا مشغول مع أخبار الموزز والعوالم وعرض فيلم «الطريق إلى إيلات» فى كل عيد نصر.. و«الشيماء» فى كل مناسبة دينية و«ماما زمانها جاية» فى عيد الأم.. كما أن الغيرة بعيد عنكم أكلت قلب الجزيرة التى هى بنت مباشر.. بعد أن أعاد التليفزيون التفتيش فى دولاب الفضية وأخرج لنا مذيعات ومذيعين كانوا فى غيابات النسيان وأكل عليهم الدهر وشرب وأصبحوا موضة قديمة مثل وابور الجاز والقباقب.. وحولوا الشاشة إلى سويقة بالأقدمية والدراع.. وإلا تظاهروا فى الدور التاسع أمام مكتب الوزير وخلوا اللى ما يشترى يتفرج. وأنا بصراحة مندهش جداً.. لماذا تصر الجزيرة مباشر على العودة بهذا الشكل مع أن الأحسن لها أن تفضها سيرة من وجع دماغ الأخبار والشغل الجاد وتمشى فى سكة مولودى.. وتديها على طريقة «وديع» ولحمه الرخيص وتعيش مبغددة آخر دلع.. خاصة أنها كما تردد كانت تسلط ضيوفها على معاكسة بنات وستات الجيران فى العمارة التى يقع بها مكتبها.. وأفضل لها أن تؤجر المكتب مفروشا وقشطة يا معلم.. ألا تعلم الجزيرة وأمثالها أن عيون المباحث فى مصر صاحية ومفنجلة.. ولن تسمح لها ولأمثالها بنقل كل صغيرة وكبيرة عن مصر حتى الحسنة الكبيرة التى فى ظهرها.. والوحمة الموجودة تحت سُرتها.. وإذا أصرت الجزيرة على عودتها استناداً إلى الكلام الفارغ بتاع حرية الإعلام والبطاطس فإننى أقترح على السيد أسامة هيكل وزير الإعلام أن يعاقبها أشد العقاب ليس لاسمح الله بالحبس أو الإغلاق أو تغيير نشاطها إلى محل كباب وكفتة.. لكن بإجبارها على العمل من داخل ماسبيرو حتى تقول حقى برقبتى.. وتعرف أن الله حق.. وتقول أمام العالم كله وبكافة اللغات: كان يوم أغبر لما قلت يا مباشر!! مداخلة **ومعانا اتصال تليفونى ونقول آلو.. مين بيتكلم؟ *واحد بيحب حمامة السلام. ** جميل جداً.. لكن حضرتك بتحب «الحمامة» أكتر أو السلام ذات نفسه! * باحب اتنين سوا يا هنايا بحبهم. ** وعلى كده بتحب ليلى مراد؟! * يعنى! **معقول حد يكره صوت زى ده؟! * أنا مش باكره صوتها.. لكن حاجات تانية! ** حاجات زى إيه؟! * مفيش داعى.. خلى الطابق مستور. ** على راحتك.. ونرجع لموضوع السلام.. يا ترى حضرتك عايز تقول إيه؟! * عايز أقول كلمة للشعب الفلسطينى.. ** اتفضل! * قبل الكلمة نفسى أسألهم سؤال واحد: هما عايزين دولة يعملوا بيها إيه؟! ** معقول الكلام ده.. البلد بلدهم والأرض أرضهم. * وإسرائيل نرميها فى البحر؟! ** مين اللى قال كده؟ * ناس كتير. ** وحضرتك زعلان ليه؟ * لأن إسرائيل كمان لازم تعيش. ** وهى دلوقت مش عايشة..؟ * عايشة فى قلق وخايفة من بكره! ** مين اللى قال كده. * تانت هيلارى وأنكل أوباما. ** بس بس أنا دلوقت عرفتك! * طيب أنا مين؟! * فردة جزمة! * عيب كده يا محترم.. لازم نحترم الرأى والرأى الآخر. ** عايز إيه يا عم شالوم ونفسك تقول إيه للشعب الفلسطينى؟! * مابلاش حكاية الدولة دى.. لأنها هتعمل مشاكل كبيرة هو مش قدها! ** طيب لو سمعنا كلامك.. يا ترى إيه البديل للشعب الفلسطينى؟ * هيكسب «بلاى استيشن»!! في مدرسة انيس تعلمت الصحافة اتفقنا علي اسلوبه واختلفنا مع آرائه عبد الجواد المصري كان لكاتبنا الكبير أنيس منصور - الفلاح ابن المنصورة - أسلوب رشيق مميز لم نجده عند كثير من الكُتّاب والمفكرين المصريين والعرب.. جمع بين الفصاحة والبساطة واعتمد على الإيقاع السريع والجُمل القصيرة التى تحمل كثيراً من الدلالات والمعانى لتوصيل فكرته إلى القارئ فى زمن قليل ونفس قصير.. حتى لا يمل وينصرف عن القراءة.. ومن خلال عملى معه تلميذاً فى مدرسته الصحفية كنت أجد صعوبة فى فك طلاسم خطوط مقالاته.. حيث كان خطه غير واضح وقليلا ما يضع النقاط على الحروف.. ذلك لأنه كانت تشغله الفكرة ويخاف أن تذهب منه فيسجلها بسرعة فى كلمات تشبه الخطوط المتعرجة. ومع ذلك كنا فى قسم التصحيح نتعاون معاً فى الوصول إلى القراءة الصحيحة لهذه الخطوط.. وكانت بساطة الأسلوب الذى يكتب به أستاذنا الراحل يسهّل علينا كثيراً فك طلاسم تلك المتعرجات الكثيرة.. لكن أحياناً ما كانت تعيينا بعض منها ولا يستطيع أحد أن يصل إلى القراءة الصحيحة لهذه الكلمات فيذهب أحدنا إليه فى مكتبه. وعندما كثر ترددنا إليه لهذا السبب قال لنا جملة أحسسنا بها أننا نشاركه فى كتابة المقال: قال إذا لم تفهم العبارة جيداً فاكتبها كما تراها ليفهمها من بعدك.. فأنت أول قارئ لأكتوبر وإن لم تفهم ما أكتبه فلن يفهمه القراء بعد ذلك.. فكنا نجتهد فى حل طلاسم كلماته ونكتبها بما يقربنا من فهمنا ثم نعرضها عليه فيقر منها ما يراه صحيحاً وقريباً من المعنى ويعدل منها ما ابتعدنا فيه عن فكره.. وقد استمتعنا ونحن نعمل معه بكبار الكُتّاب والمفكرين من أمثال إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وفايز حلاوة وجمال حماد وجسين مؤنس ود. عبد العظيم رمضان وغيرهم.. وكان - رحمه الله - مدرسة صحفية متحركة تَخرَّج فيها صحفيون على أعلى مستوى، منهم تلميذه النجيب المرحوم عادل البلك وحاتم نصر فريد وإسماعيل منتصر ومحسن حسنين وشاركه فى قيادة سفينة أكتوبر الأساتذة محمد عبدالوارث وإبراهيم صالح ومريم روبين ونفيسة عابد وأحمد شاهين وعبد العزيز صادق وسراج ومحمد سليم ومحمود عنان وفخرى فايد وإبراهيم مصبح وإبراهيم المليجى وحامد دنيا وسلامة ومسعود ونصار والتهامى وقابيل وعبدالبارى وأسيمة جانو ومحمد الطويل ومحمد المصرى ومحمد خالد وسوسن القصبى وهيام ومحمد إبراهيم وألفت نور وألفت الغندور وعبدالعال الحمامصى وفتحى الإبيارى وابتهال غيث وأسامة أيوب ومحمد نجم، والقائمة طويلة من محررين ومخرجين ومصححين ومصورين وطباعين.. إلخ.. كان له معي موقف انساني طيب حين اصدر قرار تعييني في 1/1/1984 ولكني فوجئت عند توقيع العقد امام رئيس شئون العاملين ان تعييني في22/1/84 حتي يتم حرماني من العلاوة عن عام1984 وذهبت الي الاستاذ وعرضت الامر عليه فإذا به يكتب لرئيس شئون العاملين بضرورة تغيير العقد للتاريخ الاول.. وشكرته علي انصافي. رحم الله أستاذنا أنيس منصور الذى اجتمعنا على جمال أسلوبه وبساطته واختلفنا مع بعض آرائه ما بين مؤيد ومتحفظ ومعارض.. لكن يبقى أنيس منصور واحداً من المصريين الذين كانت لهم بصمة مميزة فى فن الكتابة الصحفية والخواطر الحياتية لم ينافسه فيها أحد حتى الآن. حجازى ..اى عزاء بقلم / جلال عارف قبل أن ألقاه كانت رسومه الكاريكاتورية تدهشني بهذه القدرة الفذة علي استحضار روح السخرية المصرية في أصفي حالاتها.. بساطة معجزة، وشخصيات تصرخ بمصريتها، وفكاهة تضرب في الصميم، ووراء ذلك كله رؤية شاملة تنحاز للناس وتكره الفقر والاستبداد والتخلف، وتدعو للتقدم والتغيير. هكذا أدهشنا هذا الفتي الصغير القادم من حواري طنطا لا يملك إلا موهبته، ليتحول في سنوات قليلة إلي »حجازي« فنان الكاريكاتير العظيم في عصر لم يكن يترك مكانا في المقدمة الا للموهوبين الكبار. عندما التقيته بعد ذلك امتزجت الدهشة بالمحبة، لم أعرف في حياتي مبدعا بهذا الصفاء ولا بهذا التواضع النبيل. يعيش ما يؤمن به دون زيادة أو نقصان. يقول كلمته ويبدع فنه ولا ينتظر شيئا من أحد، ينثر محبته علي الجميع ولكنه لا يساوم علي ما يؤمن به ولو بكنوز الارض، يحتضن كل موهبة يصادفها وكأن قلبه قادر علي احتضان العالم كله. عندما حاصره القبح قرر أن يكرس وقته للرسم للأطفال. كان ما يقدمه للأطفال بديعا للغاية ولكننا كنا نفتقده في معارك كثيرة. نجحت محاولات الاصدقاء في إعادته الي »الكاريكاتير« السياسي مرة أو اثنتين ولكنه كان يعود سريعا الي عالم الاطفال الذين أحبهم وأحبوه. لن أنسي أبدا ذلك اليوم الذي فاجأني فيه حجازي وأنا أخوض إحدي المعارك الانتخابية في نقابة الصحفيين في وجه ضغوط حكومية وتدخل من أجهزة الأمن وعصابات الفساد الصحفي. في الصباح الباكر حادثني حجازي تليفونيا ليقول إن لديه شيئا لي. وبعد قليل كانت أمامي مجموعة من رسومه الكاريكاتورية الرائعة التي أبدعها انتصارا لحرية الصحافة، والتي كانت يومها هي جائزتي الكبري، ومازالت كذلك حتي اليوم. قبل بضع سنوات ترك حجازي كل شيء ليعود الي موطنه في طنطا يقضي فيها أيامه الاخيرة حتي رحل عنا قبل أيام. كم افتقدناه مع الثورة التي انتصرت بينما هو يصارع المرض، ولا يري أطفاله الذين وهب لهم سنوات عمره الاخيرة يكبرون ويثورون ويثبتون أن رهانه عليهم كان الرهان الصحيح. لم يأخذ فارس »الكاريكاتير« المصري ما يستحق في حياته ولم يكن يهتم بذلك ولم نأخذ منه كل ما كان يستطيع تقديمه لأن نظاما منحطا كان يحاصر المواهب ويخاصم المبدعين الشرفاء. حجازي الآن بين يدي الله، ومصر تتغير، فهل آن للحق أن يعود وللميزان أن يعتدل؟!