قالت وكالة الأنباء الألمانية فى تقرير لها عن التغيُّر الذي طرأ على معيشة المواطنين بسبب الإجراءات التقشفية التي فرضها عبد الفتاح السيسي ونظامه على المصريين، قالت فيه إن قدوم شهر رمضان بات أكبر دليل على الحالة السيئة التي وصل إليها المصريون تحت حكم هذا النظام. وجاء تقرير الوكالة كالآتي: "لطالما كان معروفًا أن استهلاك المصريين من السلع الغذائية يرتفع في شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 50% و80%، إلا أن العين لا يمكن أن تخطئ أن عادات المصريين الاستهلاكية الغذائية لم تعد كما كانت عليه قبل تعويم الجنيه. فمنذ أعلن البنك المركزي المصري، في الثالث من نوفمبر من عام 2016، عن تحرير سعر صرف الجنيه، تغيَّرت عادات المصريين وأصبحوا أقدر على ترشيد عاداتهم الشرائية، وإذا كان هذا واضحا في الأشهر العادية، فإنه بلا شك يكون أكثر وضوحا في شهر رمضان، حيث عادة ما يزداد الطلب على منتجات الألبان والدقيق والسكر والزيوت والسمن، فضلا عن تبادل العائلات للدعوات للمأدبات وما يشكله هذا من عبء مالي إضافي. ورغم أن قرار التعويم كان متوقعا، فإن ما تسبب فيه التعويم من فقدان الجنيه لنحو نصف قيمته أمام الدولار لم يكن متوقعا، ورغم مرور 19 شهرا على التعويم لا يزال سعر صرف الجنيه حاليا يتراوح بين 17 و18 جنيه للدولار الواحد مقابل نحو تسعة جنيهات قبل التعويم. تقول إيمان "28 عاما"، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن "التعويم لم يُعلّم المصريين فقط ثقافة الترشيد، وإنما أيضا ثقافة الاستغناء ، فأنا أقف أمام سلعة في المتجر وأقول لها كم كنت أحبك ولكن سعرك ارتفع بصورة كبيرة، ثم أمضي في طريقي". وأخذت ربات البيوت على عاتقهن مهمة توفير بدائل لبعض السلع الغذائية التي ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة، فتقول هناء "35 عاما": "لقد أصبحت ماهرة في صنع الزبادي والكيك والفول واللحوم المصنعة كاللانشون والشيكولاتة السائلة، وبعدما كان أطفالي يعشقون منتجات بعينها، أصبحوا يعشقون منتجاتي أنا". وتضيف "عندما كنت أذهب للمتجر الكبير، كنت أتوجه إلى منتجات شركات بعينها ولكن بعد التعويم أصبحت أتوجه إلى المنتجات الأفضل سعرا، حتى وإن تخليت في سبيل ذلك عن مستوى الجودة الذي كنت أرى أنه الأفضل". وتقول أميرة "45 عاما": "إذا ما جربت طبخة جديدة أو سلعة لم أكن قد استخدمتها من قبل وأعجبتني أو إذا كان هناك محل يقدم خصومات، أخبر أقاربي وأصدقائي. وكذلك يفعلون هم. إننا نتبادل الخبرات، وأحيانا عندما أجد خصومات كبيرة في المتاجر على سلع بعينها أشتري لأخواتي وصديقاتي، هذه أمور فرضها الوضع الجديد".