اندلعت مواجهات عنيفة مجددًا في صنعاء اليوم بين القوات الموالية للرئيس "علي عبد الله صالح"، ومسلحين معارضين، وذلك بعد يومين من اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. وقالت مصادر محلية وشهود: إن قصفًا طال منطقة الحصبة حيث يقع منزل الشيخ صادق الأحمر - المؤيد للمطالبين بالإطاحة بنظام الرئيس صالح - بعد مواجهات دامية مساء الأربعاء بين القوات الحكومية وأتباع الزعيم القبلي وصفت بأنها الأعنف منذ عدة أشهر. وكانت مواجهات سابقة بين قوات صالح والشيخ الأحمر اندلعت في نهاية مايو الماضي، وأدت إلى مقتل 300 وجرح واعتقال الآلاف من الجانبين. وامتدت المواجهات بين الجانبين إلى مدينة صوفان حيث يقع منزل نائب رئيس البرلمان حمير الأحمر، كما تدور مواجهات أخرى بين الجانبين في شارع عمران والأحياء القريبة من حديقة الثورة بالقرب من وزارة الداخلية اليمنية التي أصيبت بعدد من قذائف الهاون أطلقها مناصرو الشيخ الأحمر. ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن مصدر عسكري في الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر أن "الطيران الحربي حلق فوق الفرقة ليل أمس، غير أنه لم يشن أي غارات، فيما جددت قوات صالح قصفها لمواقع تابعة للفرقة شمال ساحة التغيير بصنعاء". وشمل القصف مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع، بعد ساعات من إعلان الحكومة اليمنية عن هدنة ووقف لإطلاق النار. وأدت المواجهات بين الجانبين خلال يومين من الاقتتال العنيف إلى سقوط 22 قتيلاً بينهم سبعة من مسلحي الشيخ صادق الأحمر في حي الحصبة ومحيطه، وتسعة جنود من القوات الحكومية، وأربعة مدنيين اثنان منهم قتلا فجرًا بقذيفة هاون أصابت منزلهما، بالإضافة إلى شخصين قتلا في حي القاع بوسط صنعاء. وكان مسئول حكومي قد أعلن الثلاثاء أن الحكومة واللواء المنشق علي محسن الأحمر وقَّعا اتفاقًا لوقف إطلاق النار الثلاثاء واتفق الجانبان على الإفراج عن مخطوفين خلال شهور من الاحتجاجات التي دفعت اليمن على شفا حرب أهلية. وأضاف أن الاتفاق بين الحكومة ومحسن توسطت فيه لجنة محلية يرأسها عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس، إلا أن الاتفاق لم يصمد بين الجانبين.