كتب: محمد أبو المجد// أكد المهندس عمر عزام أمين القاهرة وعضو المكتب السياسي لحزب العمل أن الأمة الإسلامية الآن في أشد الاحتياج لأن تقف مع نفسها وقفة فاصلة بعد أن أصبحت على مفترق طرق, واشتد أعداؤها في حربهم الضروس لها في كل مكان وكشفوا عن نياتهم الخبيثة علنًا بالقضاء على كل ما يمت للإسلام بصلة, موضحًا أن سعيهم لهدم المسجد الأقصى لم ولن يتوقف بسبب عدم وجود الأمة القوية التي تحمي مقدساتها من عبث العابثين؛ مؤكدا أن الأمة عليها أن تُعد نفسها بكافة أنواع القوة لدعم إيران في وجه الغطرسة الأمريكية الصهيونية. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر الأسبوعي لحزب العمل بعد صلاة الجمعة بالجامع الأزهروسط حضور جماهيري واسع وتأييد شعبي كبير. شر الدواب وأضاف أن اليهود دائمًا ما يتحفزون للوثوب على هذا الدين والقضاء على أهله حتى ولو عقدوا معهم العهود فهم "شر الدواب عند الله" كما شبههم الله تعالى في سورة الأنفال, وهم مهما فعلوا وسبقوا في كل المجالات فلن يعجزوا الله عز وجل مصداقا لقوله: "ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون", ولكن الله تعالى في نفس الوقت أمر المؤمنين بالاستعداد لهم والتجهز لملاقاتهم في الآية التي تليها بقوله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.. ". وأوضح عزام أن القوة تقاس بعصرها, وعلى ذلك فنحن مطالبون الآن شرعًا بحيازة كل أنواع القوة الحديثة بما فيها القوة النووية الرادعة لأي أطماع للعدو في أراضينا وأعراضنا وذلك بالطبع بعد أن نمتلك قوة العقيدة والوحدة وقوة الإيمان التي تأتي بالنصر المؤزر حتى ولو فاقنا العدو عددًا وعدة, مشددًا على أن عنصر الهيبة مهم لانتشار الدين وانتصاره مثل عنصر الدعوة واللين. نحن مع إيران وأكد عزام أن قضايا الأمة مرتبطة مع بعضها ارتباطًا وثيقًا وهو ما يقودنا إلى أهمية الوحدة والوقوف صفًا واحدًا أمام الأعداء, وما يرتب الآن لبعض القوى المسلمة وعلى رأسها إيران يجب أن تقابله الأمة بجميع طوائفها بالتصدي لتلك المخططات الخبيثة بغض النظر عن الانتماءات والمذاهب التي يحاول الأعداء زرع الفتن عن طريقها بعدما فشلوا في تحقيق أهدافهم بالطرق العسكرية, والتي أثبتت لهم أن الأمة في وحدتها قوة جبارة لا يستهان بها. وحيا عزام تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بالأمس والتي أكد فيها حق إيران الكامل في امتلاك القوة النووية, وأعلن أنها ستتخذ كل السبل لمواجهة أي تهديد تتعرض له الجمهورية الإسلامية الإيرانية, موضحًا أن لهجة القوة التي تتحدث بها إيران تبعث على الفخر لكل مسلم يشعر بأنه ما زال هناك من يقف بوجه الطغيان بعزة وشموخ. وحذر عزام بشدة من بعض الأقاويل التي تتمنى هزيمة إيران لأنها "شيعية", مؤكدًا أن هزيمة إيران لو حدثت ستكون هزيمة للإسلام بكامله سنة وشيعة, فهي القوة الإسلامية الوحيدة التي تقاوم أمريكا بكل ما أوتيت من قوة, ولذلك يجب علينا الوقوف معها, بل مع كل من يقاوم أمريكا مثل فنزويلا وكوريا الشمالية أيضًا, مشددًا أن العدو لم يكن ليجرؤ على تهديد إيران لولا مواقف بعض القادة العرب التي تعادي إيران بدعوى أنها شيعية وأنهم "يحمون السنة", وتساءل: أين كان قادتنا "حماة السنة" عندما كان السنة يذبحون في الفلوجة بالعراق وعندما كانوا يقتلون بالعشرات في فلسطين ليل نهار؟!! الأوضاع الداخلية غاية في السوء ثم انتقل عزام إلى الأوضاع الداخلية في مصر, حيث أكد أن الدستور المصري يتعرض الآن لمحاولات التشويه والعلمنة, بعد أن قام النظام بإقصاء الإسلام منه وجعله قاصرا على العبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج، وهو ما نهانا الله عنه في قوله "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". واستنكر عزام بشدة استمرار ملاحقة الشرفاء والمصلحين من أبناء مصر والزج بهم في السجون التي أمتلئت عن آخرها بالأبرياء, ومصادرة أموالهم وقطع مصادر أرزاقهم, وأدان بشدة تحويل المدنيين لمحاكمات عسكرية معتبرًا أن ذلك من شأنه أن يضعف الأمة ويفتتها في ظل المعركة التي تدار عليها وهو ما يخدم مخططات الأعداء. وطالب عزام في ختام كلمته الشعوب العربية والإسلامية بعدم الالتفات إلى حكامهم والاستمرار في تحركاتهم المباركة لنصرة قضايا دينهم, وأن يتمسكوا بالوحدة شعارًا في مواجهة عدو الأمس واليوم وغدًا.. الصهاينة والأمريكان.