في كشف واضح للهزائم التي منيت بها القوات الأمريكية والأوروبية المتواجدة على الأراضي الأفغانية قدم رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي استقالة حكومته للرئيس جورجيو نابوليتاني عقب خسارتها تصويتا بالثقة على برنامجها للسياسة الخارجية بما في ذلك بعثتها العسكرية في أفغانستان. وأفادت المصادر أن الرئيس نابوليتاني قبل استقالة الحكومة التي فشلت في إقناع الإيطاليين بموقفها وسياساتها الخارجية . وجاءت الاستقالة بعد أن لوح بها وزير الخارجية ماسيمو داليما أمس الأربعاء في حال فشل التصويت في مجلس الشيوخ على الثقة بالحكومة. كما تأتي الاستقالة بعد أقل من عام على تشكيل برودي لحكومته الائتلافية عقب الانتخابات البرلمانية في أبريل العام الماضي والتي أطاحت بحكم اليمين بزعامة سيليفو برلسكوني. وبموجب الدستور الإيطالي يقدم رئيس الوزراء استقالته إلى الرئيس الذي يمكنه تقرير قبولها أو رفضها. وبحسب التقليد المعمول به في إيطاليا فإن رئيس الدولة يبدأ اعتبارا من الغد مشاورات مع أبرز القادة السياسيين في البلاد. وكانت الغالبية المطلوبة للحصول على ثقة مجلس الشيوخ لبرنامج حكومة برودي للسياسة الخارجية 160 صوتا، لكنها لم حصلت على 158 صوتا في حين صوت 136 ضدها. المعارضة الإسبانية تطالب بالانسحاب الفوري من أفغانستان وتعتبر إرسالها خطأ كبيرا هادلي يعتبر أن الفشل في مواجهة طالبان تهديدا للأمن القومي ويطالب بزيادة النفقات العسكرية وعلى نفس السياق فقد طالبت الكتلة الوطنية بالكونجرس الإسباني رئيس الوزراء "خوسيه ثاباتيرو" بتصحيح مسار سياسته الخارجية وسحب القوات الإسبانية الموجودة في أفغانستان بعد مقتل جندية إسبانية أمس في انفجار لغم على دورية للقوات الإسبانية بمديرية "شندند" بولاية "هيرات "غربي أفغانستان. وأعرب "فرانسيسكو رودريجيز" المتحدث باسم الكتلة الوطنية عن أسفه لتمسك الحكومة الإسبانية ببقاء قواتها في أفغانستان رغم الوضع السيئ والمخاطر التي تواجهها القوات الإسبانية في هذا البلد الأسيوي، مشددًا على ضرورة تغيير الحكومة الإسبانية سياستها الخارجية المتعلقة بإرسال قوات إلى خارج البلاد. وأشار رودريجيز إلى أن الكتلة الوطنية عارضت سابقًا فكرة إرسال قوات إسبانية إلى أفغانستان معتبرةً أن الإقدام على اتخاذ مثل هذا القرار يعتبر خطأً كبيرًا؛ نظرًا لخطورة الوضع في أفغانستان. وكان المنسق العام للاتحاد اليساري "جاسبر يامازاريس" قد طالب أمس رئيس الوزراء الإسباني، باتخاذ قرار مناسب بشأن قوات بلاده الموجودة بأفغانستان، مذكرًا إياه بأن الظروف التي كانت وراء قرار سحب القوات الإسبانية من العراق، فور تشكيله الحكومة، هي نفسها الظروف التي تواجهها حاليًا القوات الإسبانية بأفغانستان. هذا وقد حذر "ستيفن هادلي" - مستشار الأمن القومي الأمريكي - من أن الفشل في أفغانستان يمثل تهديدًا خطيرًا، للأمن الأوروبي والأمريكي. واستجدى هادلي الدول الأعضاء بحلف الناتو أن يقوموا بزيادة النفقات العسكرية الخاصة بالعمليات العسكرية في أفغانستان. ودعا هادلي إلى زيادة التمويل لمهمة الناتو في أفغانستان محذرًا من أن الفشل هناك سيكون كارثة. وقال هادلي إنه يجب على أوروبا، وأمريكا الشمالية، زيادة مساهمتهما في مهمة حلف شمال الأطلسي. وكان الجنرال "بانتز كرادوك" القائد العسكري بحلف الناتو، قد حذّر الأسبوع الماضي، من أن دول الناتو تضع حياة جنودهم في أفغانستان في خطر، بسبب رفضها إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان؛ لمواجهة طالبان. وعلى المستوى الميداني فقد أعلنت حركة طالبان أن مقاتليها فجروا شاحنة تابعة لقوات الناتو في منطقة "أروند"، بولاية فراه، غربي أفغانستان. وقال "محمد يوسف" الناطق باسم طالبان إن الشاحنة التابعة لقوات الاحتلال كانت تنقل مواد لوجستية، إلى مركزهم على طريق "قندهار – هرات" العام عندما تعرضت لكمين نصبه مقاتلون من طالبان - مساء أمس، ما أسفر عن تدميرها. وأشار "يوسف" إلى أن الشاحنة كانت تحمل تجهيزات عسكرية لقوات الناتو، وأن حطام الشاحنة موجود إلى الآن على جانب الطريق. وأضاف "يوسف" أن سيارة الشرطة الأفغانية، التي كانت تقوم بمهمة حراسة الشاحنة، تم حجزها من قبل مقاتلي طالبان، وتم نقل الحراس الموالين للاحتلال إلى إحدى مقرات طالبان، تمهيدًا لمحاكمتهم، بينما استولى المقاتلون على الأسلحة التي كانت بحوزتهم. كما شن مجاهدو طالبان هجوما على مركز مشترك لقوات الاحتلال الأمريكي والجيش الأفغاني العميل بمديرية (كادميش) في ولاية كنر، قد أسفر عن مقتل سبعة من جنود الاحتلال الأمريكي وثمانية من الجيش الأفغاني العميل. وقال "ذبيح الله مجاهد" أحد المتحدثين باسم المقاومة الأفغانية إن المجاهدين هاجموا المركز المشترك بالأسلحة الثقيلة والرشاشة، وحاصروه لأكثر من ساعتين، وقصفوا أيضًا خلال المعركة المركز المشترك بصواريخ RPG7 ، التي دُمرت خلالها دبابتان للقوات الأمريكية. من ناحية أخرى أعلنت حركة "طالبان" أنها جهّزت مئات الاستشهاديين للمشاركة في معركة "الربيع" التي ستستهدف القوات الأجنبية في أفغانستان فيما اعتبر قادة ميدانيون بالحركة أن اللجوء إلى إستراتيجية العمليات الاستشهادية جاء لمواجهة الترسانة العسكري لقوات حلف "الناتو". وحرص "الملا داد الله" القائد الميداني ب "طالبان" خلال حضوره حفلاً شارك فيه المئات من عناصر الحركة على تجهيز أكثر من 500 استشهادي لمعركة الربيع، التي توعّد أن تكون دموية، مشددًا على أن الحركة قادرة على مضاعفة هذا العدد. واعتبر الملا داد الله أن سلاح التقوى هو الأهم في المعركة داعيًا إلى تذكر الشهداء الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عن قضيتهم في إشارة إلى آلاف المجاهدين الذين استشهدوا بنيران القوات الأجنبية منذ احتلال أفغانستان في أواخر عام 2001م. ونفى أحد الاستشهاديين أن يكون الفقر والاكتئاب كما يقول المحللون هو السبب لإقدامه على الانضمام لقافلة الاستشهاديين مؤكدًا أنه يدرك ماذا يعني العمل الفدائي وأنه مثقفٌ ومن عائلة ميسورة، وكان يمكنه الحصول على شهادة في الطب. وقال أحد المقاتلين مفاخرًا: إن أفغانستان كانت على مر التاريخ مقبرة للمغول والبريطانيين والروس، وستكون مقبرة لقوات "الناتو".