تظاهر اليوم الخميس آلاف العرب داخل الخط الأخضر (48) معظمهم من البدو في مدينة بئر السبع (جنوب) احتجاجا على خطة لحكومة "الكيان الصهيوني" تقضي بمصادرة نحو 700 ألف دونم من أراضيهم وإزالة نحو أربعين قرية غير معترف بها. وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب إبراهيم الوقيلي لوكالة فرانس برس "عمل الإضراب الشامل قرى ومدن البدو في النقب وتوجهنا إلى مدينة بئر السبع للتظاهر، قبالة مستشفى سوروكا". وأضاف الوقيلي "شارك في المظاهرة نحو 10 ألاف وهي الأكبر التي تنظم في النقب". وأكد الوقيلي "بأن حكومة "الكيان الصهيوني" قامت بالمصادقة على مشروع حمل اسم "برافر" يهدف إلى نزع 700 ألف دونم من أرضنا، وإخراجنا منها وإقامة مستوطنات عليها، وإزالة نحو 40 قرية، وتركيز البدو في المدن في نحو مساحة 100 ألف دونم". وشارك في المظاهرة أعضاء كنيست عرب ورؤساء المدن والمجالس المحلية العربية ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وقيادات محلية ونسائية، كما شارك نشطاء يهود ومؤسسات حقوقية ناشطة داخل "الكيان الصهيوني" منها مركز مساواة وعدالة. وتطالب المؤسسات الحقوقية الاعتراف بحق أهل النقب بالعيش على أراضيهم ومنحهم ميزانيات للتنمية والتطوير. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الأرض أرضنا" و"باقون هنا" و" لا لمشروع برافر" و"العدل الاجتماعي للجميع". وكانت حكومة "الكيان الصهيوني" قد صادقت في جلستها المنعقدة أواخر أيلول ألماض على خطة "تسوية أوضاع الاستيطان البدوي في النقب" كما أسمتها الحكومة، واعتمدت في قرارها على تقارير أعدتها لجنة القاضي غولندبرغ وتقرير برافر لتنفيذ نقل سكاني للبدو في النقب سترصد حكومة "الكيان الصهيوني" ميزانيات خاصة له. وأوضح إبراهيم الوقيلي "نحن لا نعرف عدد الذين سيشردونهم، لان عدد سكان القرى غير المعترف بها يقدر بنحو 87 ألف مواطن. لا نعرف كم سيهجرون". وأكد الوقيلي أن "هذه المظاهرة هي خطوة تحذيرية لإيقاف هذا المخطط، فلم يمثلنا احد ولم يستشرنا احد، ونحن غير موافقين على هذا المشروع". وأضاف "سبقت المظاهرة في ساعات الصباح مسيرة من مبنى بلدية بئر السبع إلى موقع خيمة الصمود قبالة مكتب سلطة تهجير وترحيل عرب النقب، الذي يطلق عليه "سلطة توطين البدو". وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الخط الاخضر قد ناشدت أهالي النقب في بيان "بإنجاح الإضراب العام والشامل في منطقة النقب، لان القضية مصيرية والتحدي كبير ومخاطر استكمال مخطط برافر يعتبر كارثيا وخطيرا لأنه يستهدف نحو 700 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب ويسعى لمصادرتها". ويعيش حوالي 200 ألف من البدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أكثر من نصفهم في قرى في صحراء النقب ولا يستفيدون من الخدمات البلدية مثل المياه والكهرباء لان السلطات "الاحتلال الصهيوني" لا تعترف بهم.