تلقت حملة «احتلال وول ستريت» أمس، دفعا كبيرا من قبل قوى النقابات العمالية الأميركية التي أعلنت تأييدها للحملة وشاركت بعدد كبير من منظماتها في تظاهرة حاشدة شهدتها نيويورك أمس، كما وجهت تحذيرا إلى الحزب الديموقراطي الحاكم حاليا والذي يحظى تقليديا بدعمها، بأنها ستعمل ضد أي زعيم منتخب يضر بمصالح العمّال. ويضاف إلى الدعم العمالي الذي تلقته الحملة دعم طلابي شمل 75 جامعة في انحاء أميركا. وفيما يبدو أن الحملة التي انطلقت قبل 3 أسابيع من مركز نيويورك المالي في شارع «وول ستريت»، قد أطلقت دينامية احتجاجية حقيقية في أنحاء أميركا، انضمّت أكثر من 15 نقابة أميركية بينها نقابات الممرضين وعمال الترانزيت، إلى مسيرة ضخمة ضمت أكثر من 10 آلاف متظاهر واخترقت مركز نيويورك المالي. ومن أبرز هذه المنظمات أكبر نقابة في اميركا هي «الاتحاد الأميركي للعمال البلديين» (أيه اف أس سي ام أي)، إضافة إلى «عمال أميركا للاتصالات»، و«اتحاد الترانزيت»، و«الاتحاد الوطني للممرضين»، وهي اكبر منظمة نقابية للممرضين في الولاياتالمتحدة. وقال رئيس ال«أيه اف اس سي ام أي» التي تعد حوالي 1.6 مليون عضو في انحاء أميركا جيرالد ماكنتي «نقف متضامنين مع المحتجين على جشع وول ستريت»، مضيفا أن «الاقتصاد الذي دمر حياة الكثيرين، وحرمهم من الوظائف، وترك ملايين الأميركيين من دون منازل ولا آمال، هو خطيئة المصارف التي تقامر بمستقبلنا». أما اتحاد «آ اف ال-سي آي او» الذي يضمّ ال« أيه اف اس سي ام اي»، ويعدّ أكثر من 11.6 مليون عضو في أميركا، فقال على لسان رئيسه ريتشاد ترومكا إنه يدعم احتجاجات «احتلال وول ستريت»، وأضاف «كل اتفاقيات التجارة الحرة ستكلف الأميركيين وظائفهم. لقد جلبنا مئات الناس من حول البلاد لنعلمهم (الإدارة) بأن الرأي العام الأميركي لا يقبل بذلك». وقال ترومكا «كل زعيم منتخب سيحاسب. العائلات العاملة ستطالب بالعمل لتعزيز أجندة خلق وظائف حقيبة. وهم لن يذهبوا إلى أي مكان». وتطالب النقابة بفرض ضريبة على التعاملات المالية. واوضح ترومكا أن نقابته ستواصل دعم خطة الإدارة لخلق الاعمال، لكنها لن توافق على اتفاقيات التجارة الحرة: «سنعارضها وستكون قضية أساسية عندما نقيّم من هم أصدقاء العمال ومن ليسوا أصدقاءهم». ويحظى الديموقراطيون تقليديا بدعم الحركات النقابية، لكن ترومكا حذّر قائلا «سندعم من يثبت نفسه أنه الصديق الحقيقي للشعب العامل». وفي 75 جامعة في انحاء أميركا، غادرت اعداد كبيرة من الطلاب الصفوف، تضامنا مع مسيرة «احتلال وول ستريت». كما شهدت مدن عديدة كبوسطن وشيكاغو تواصل تحركات التضامن مع الحملة ومناهضة الشركات والمصارف الكبرى. أما في واشنطن، فمن المقرر أن تشهد العاصمة الأميركية اليوم تجمعا احتجاجيا ضخما في «ساحة الحرية» بين مبنى الكابيتول والبيت الأبيض بدعوة من حركة «11 تشرين الأول» التي تدعو إلى أن تستثمر اميركا في «الحاجات البشرية والحماية البيئية بدل الحروب والاستغلال». وأكد المنظمون أنهم عملوا خلال الأشهر الماضية على حشد دعم تحالف كبير يضم أكثر من 100 منظمة شعبية. وقال أحد مؤسسي حركة «كود بينك» ميديا بنجامين الذي يشارك أيضا في حركة «11 تشرين» لموقع «الترنت» إن «الفساد من وول ستريت يصل إلى اللوبيات في كاي ستريت (في واشنطن) حيث ينتقل من هناك إلى الفساد السياسي»، مضيفا أن «واشنطن تقدم صورة كاملة أكثر عن النظام الفاسد الذي يحتج عليه الرفاق الذين يحتلون وول ستريت».