كثيرًا ما يحاول الصهاينة إشعال الفتن والأزمات في المنطقة العربية، فمنذ احتلال العصابات اليهودية ل"فلسطين" أخذت على عاتقها تدمير الأراضي العربية، شعبًا وحضارةً وأرضًا، وبعد أن نجح الكيان في تدمير الشعوب عن طريق حكام يتواطئون مع الاحتلال الصهيوني وطمس حضارات الشعوب، جاء دور الكيان في تقسيم بل تفتيت العرب لدويلات صغيرة، فبعد أن نجح الاحتلال في تقسيم السودان الموحد إلى شطرين "شمال" و"جنوب"، وضع نصب عينيه على تقسيم العراق وتأجيج الحدود الإسلامية الحاذية لها (سوريا ،إيران، تركيا) وساعدها على ذلك الأكراد الذين لم يدخروا جهدًا في السماح للصهاينة بالتدخل في تحديد مصيرهم، ولقد ظهر ذلك جليًا في إعلان الكيان الصهيوني (الوحيد المؤيد) تأييده لانفصال "إقليم كردستان". علاقة الأكراد والكيان تاريخيًا علاقة الأكراد بالصهاينة بدأت منذ عام 1943 أى قبل ظهور الدولة العبرية، وتعمقت تلك العلاقة بعد بسط نفوذ الكيان على الأراضي المحتلة، وقامت عصابات الكيان بمساعدة الأكراد فى معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وقد أمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية، والأموال، وان ممثلين من الموساد الإسرائيلى زاروا المواقع الكردية فى شمال العراق فى فترة الستينيات. حلم الدولة الكردية هدف الأكراد منذ سنين طويلة هو بناء الدولة الكردية، وقد بدأ الملا مصطفى البارزانى الزعيم الكردى السابق العمل لتحقيق هذا الهدف منذ عام 1943 وهو العام الذى هرب فيه من السليمانية الى برزان مسقط رأسه وإعلان العمل ضد حكومة العراق. وبدأ بحرب العصابات ضد الجيش العراقى ونجح فى احتلال بعض المواقع الحدودية، وانضم إليه الكثير من القبائل الكردية، كما انضم إليه أكراد يعملون فى الجيش العراقى ولمع أسمه، وطالب الأكراد بحكم ذاتى واستجاب لهم السفير البريطانى، كما استجاب نورى السعيد رئيس الحكومة العراقية فى ذلك الوقت لمطلبهم، وتم فتح حوارات مناسبة بهذا الموضوع وعلى أثر ذلك طالب البارزانى بتشكيل لواء كردستانى فى العراق بحيث يتضمن المدن الكبيرة مثل "كركوك والسليمانية وآربيل ودهوك وخايكين" والمناطق المتاخمة، ورفضت تلك المطالب، ومعها لمع اسم البارزانى وأصبح زعيما مقربا فى أوساط الأكراد وأنشأ منظمة سياسية باسم مجموعة الحرية للضغط على الحكومة للإقرار لهم بحكم ذاتى ودعا الى وحدة الشعب الكردى. وشننت المنظمة دعاية ضد الحكومة العراقية ، وأجرت اتصالات مع السفير الأمريكى وطالبت بالحصول على الدعم الأمريكى. تقسيم العراق بمباركة الكيان ومع إعلان الأكراد إجراء استفتاء شعبي انهالت ردود الأفعال الغاضبة والرافضة حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أعلنت رفضها (ظاهريًا) لتلك الخطوة داعيةً إلى الحوار بين الطرفين، فضلًا عن الحدود المجاورة (تركياوإيران والحكومة المركزية بغداد)، ولكن جاء الكيان الصهيوني ليرحب بتلك الخطوة التي رأى أنها ستكون المسمار الذي يضرب في تلك المنطقة ويفتتها ويضف قوى القوى الرافضة لوجود الكيان على أرض فلسطينالمحتلة. وقالت "عوفرا بنجيو" كاتبة صهيونية، إن إسرائيل (اليكان الصهيوني) ستكون الدولة الأولى في العالم التي تعترف باستقلال كردستان إن أجرت استفتاءها اليوم الاثنين وقررت الانفصال بصورة رسمية عن العراق. وأضافت عوفرا الباحثة الصهيونية، المتخصصة في الشأن الكردي بمركز "موشيه ديان" التابع لجامعة تل أبيب، أن الموقف الإسرائلي مع الأكراد في 2017 تكرر سابقا مع الدعم الذي أعلنه الكيان لدولة جنوب السودان عام 2011. الكيان سيضغط على "واشنطن" للموافقة كما، رجحت "عوفرا" أن يتمكن الكيان، من التأثير في الولاياتالمتحدة وإقناعها بالموافقة على انفصال الأكراد عن العراق لأن نتائج الاستفتاء ستؤثر في العديد من الأطراف ومنها إسرائيل (الكيان الصهيوني . وفي السياق ذاته ، أعلن الجنرال الصهيوني "يائير غولان" نائب رئيس الأركان الصهيوني السابق، أن حزب العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية، معربا عن أمله برؤية دولة كردية في الشرق الأوسط، تجمع الأكراد المنتشرين في (إيرانوالعراقوسورياوتركيا). الكنيست: إسرائيل تستاند الأكراد في أي حرب وحول التصريحات بالتدخل العسكري لمنع انفصال الأكراد، قالت النائبة في الكنيست الصهيوني، كاسنيا سيفاتلوفا، إن إسرائيل (الكيان الصهيوني) يجب أن تقف في الجانب الصحيح من المسألة الكردية، لأنه عاجلا أو آجلا ستقوم دولة الأكراد على الأرض، وتصبح أمرا واقعا، ومن الأفضل أن تكون حليفة لدولة إسرائيل (الكيان الصهيوني). وأضافت سيفاتلوفيا، وهي عضوة عن حزب المعسكر الصهيوني، إن قيام دولة كردية شمال العراق من شأنه أن يوجد واقعا جديدا في الساحة الشرق أوسطية، ويعمل على إحداث تغيير أساسي في موازين القوى السائدة في المنطقة. علاقة الكيان بانفصال جنوب السودان الكيان الصهيوني، بوجهه الخبيث كان حاضرًا في انفصال جنوب السودان وتقسيم هذا البلد إلى شطرين، ولم تكن علاقة الصهاينة مع جنوب السودان وليد اللحظة، فالعلاقات الصهيونية بالسودان الجنوبي بدأت منذ أكثر من 50 عامًا. فبعد حصول انفصال السودان عن مصر، عام 1955، بيوم واحد بدأت العصابات الصهيونية في شق الصف السوداني، وشهدت البلاد وقتها أول تمرد معلن انطلق في مدينة توريت رفعت فيه الحركة المتمردة شعار "الانفصال عن السودان"، وخلال عدة أعوام وفرت إسرائيل التدريب والسلاح لهذه الحركة التي وقعت لاحقا اتفاقا للسلام مع حكومة الرئيس السوداني الراحل "جعفر نميري" في أبريل 1972. دعم الصهاينة لحركات التمرد بالسودان وفي كتاب ""حركة تحرير جنوب السودان" نُسب ل" جوزيف لاقو" مستشار رئيس جنوب السودان للمهمات الخاصة؛ وزعيم حركة الأنيانيا الجنوبية الانفصالية في خمسينيات القرن الماضي، أقر بالدعم الذي قدمه الصهاينة للحركة، أثناء قتالها ضد حكومة الخرطوم. كما ألفت "لاقو" النظر، من خلال كتابه إلى أنه زار تل أبيب في ستينيات القرن الماضي، وحصل على تدريب عسكري مع مجموعة من الضباط الجنوبيين في الكيان الصهيوني وفي مناطق أخرى داخل جنوب السودان، ومن أبرز هؤلاء الضباط "جون قرنق" مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان، و"إليسون موناني مقايا" أول وزير داخلية في جنوب السودان عقب الانفصال. علاقة "مبارك" بتدريب الانفصالين كما كشف مسؤولون سابقون في الحركة الشعبية لتحرير السودان عن مساهمة الصهاينة في دعم حركة قرنق عبر تدريب مجموعات كبيرة من الشباب الجنوبي داخل أراض الاحتلال الصهيوني، بعد أن وصلت إليها تلك المجموعات عن طريق القاهرة، وأضاف "يبدو أن حكومة حسني مبارك كانت على علم بهذا الأمر". مضيفًا، أن هذه المجموعة ومجموعات أخرى ظلت تتلقى التدريب على العمل الاستخباري وحرب المدن والمهمات الخاصة داخل أراضي الاحتلال لدعم العقيدة الانفصالية، في وقت كانت تقوم فيه مجموعة أخرى من الموساد بتدريب جنود آخرين داخل أراضي جنوب السودان. جدير بالذكر أن مسئولي الكيان الصهيوني، سمحوا مؤخرًا بصدور كتاب بعنوان "مهمة الموساد في جنوب السودان"، يكشف الكتاب تفاصيل تدخل، الموساد، في عملية تقسيم السودان وبناء القوة العسكرية والاقتصادية للانفصاليين الجنوبيين منذ ستينيات القرن الماضي وحتى انفصال جنوب السودان رسميا في يوليو 2011 ، واعتبره الكيان أنه إنجازا ونجاحا خاصا للموساد".