فور إعلان مسعود برزاني رئيس إقليم "كردستان" العراق (حكم ذاتي) ؛ إجراء استفتاء (نتائجه غير ملزمة) حول "الانفصال عن الدولة العراقية؛ خلال سبتمبر القادم؛ قابله العديد من الدول الغربية وفي الشرق الأوسط بالرفض التام لهذا الإجراء؛ مشيرين أن تلك الخطوة ستدعم تنظيم داعش وتضعف الحرب عليه، في حين رحب "الكيان الصهيوني" بتلك الخطوة معلنًا دعمه الكامل لها. وحدد "بارزاني" موعد 25 سبتمبر المقبل، لإجراء استفتاء، نتائجه غير ملزمة، أي فقط اختبار اتجاهات التصويت، إزاء ىالوحدة أو الانفصال.
- بغداد أول الرافضين وعارضت العديد من الدول الغربية والإقليمية، إجراء الاستفتاء، واصفة إيها بأنها ليست صائبة؛ وكان من أول الرافضين حكومة بغداد التي أكدت على لسان رئيسها " حيدر العبادي" أن إجراء الاستفتاء، سيعقد الأمور، بدلا من حل المشاكل العالقة، بين حكومته وأربيل. وشدد "العبادي" على أن هذا الاستفتاء "غير دستوري" وأن الإقليم "جزء من العراق، والأكراد مواطنون من الدرجة الأولى وسيبقون كذلك". من جانبه؛ قال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري: إن الاستفتاء "لا يصبُّ في مصلحة وحدة العراق، الذي خرج توّا، من حرب عالميَّة ضدّ تنظيم داعش " جاء ذلك خلال لقائه الوفد المفاوض الخاص بموضوع الاستفتاء في بغداد . وتابع "الجعفري": "لم يُسمع من أي بلد من بلدان العالم، دعمًا لخطوة الاستفتاء، والجميع يؤمنون أن وحدة العراق مُهمّة لاستقرار المنطقة". وأضاف: "إن الانفصال لا يصب بمصلحة أحد، وأننا نحترم رأي المواطن الكرديّ، بشرط أن يكون ضمن الدستور".
- إيران تدعم بغداد وجاءت إيران في المرتبة الثانية من الرافضين؛ حيث قال وزير خارجيتها "بهرام قاسمي": إن موقف حكومته "واضح في هذا الموضوع، وهو دعم حماية وحدة الأراضي العراقية وسيادتها"، داعيًا إلى حل الخلافات بين بغداد وأربيل، عبر الحوار، مبينا أن العراق بحاجة إلى تضامن وطني أكثر من أي وقت مضى.
- الاتحاد الأوروبي: خطوة أحادية الاتحاد الأوروبي أصدر بيانًا حث فيه الأكراد على ضرورة الابتعاد عن تلك الخطوة - التي وصفها بأنها أحادية الجانت-مشددًا على دعمه الكامل لوحدة الأراضي العراقية، وحل المشاكل العالقة، وفقا للدستور وعبر الحوار.
-ألمانيا تشعر بالقلق وتحذر وحول هذه الخطوة قال وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، إن بلاده تشعر "بالقلق الشديد" حيال تصريحات الإقليم الكردي المتعلقة بإجراء "استفتاء للانفصال" عن العراق. وأكد على أن "الأمر الوحيد الذي يمكن القيام به بهذا الخصوص، هو التحذير من اتخاذ خطوة أحادية". لافتًا لإلى أن "تعريض وحدة العراق للخطر، وحتى الرغبة في رسم حدود جديدة، ليست طريقا صحيحا، هذا سيزيد من الوضع الصعب وغير المستقر، في أربيل وبغداد". دعا جميع الأطراف للحوار، قائلا "لابد من حل المشاكل بالتوافق، وعدم تأجيج الخلافات". وحذر "غابرييل" من أن الحرب على "داعش" لم تنته بعد، وأنه يمكن التغلب على المشاكل عبر الوحدة.
- البيت الأبيض "متخبط" خلال اتصال هاتفي دار بين "تيلرسون" و"بارزاني" طلب الأول من رئيس إقليم كردستان تأجيل تنظيم الاستفتاء، ودعاه لمواصلة الحوار مع بغداد. وفي تصريح يظهر تخبط "البيت الأبيض" قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إنهم يدعمون عراقًا موحدًا ومستقرا، معتبرة أن من شأن الاستفتاء، إبعاد جميع الأطراف عن أولوية القضاء على "داعش".
- روسيا تدعم عراق موحد أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن "موسكو" تدعم وحدة العراق وأراضيها. وقالت زاخاروفا "أود أن أؤكد مرة أخرة، أن روسيا تدعم وحدة الأراضي العراقية، وينبغي تسوية المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل عبر حوار بناء".
- تركيا ترفض بشدة قال الرئيس، رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده "لا تعتبر هذه الخطوة صائبة، وأبلغنا حكومة الإقليم بذلك". وتابع: "سيندمون على هذه الخطوة، لأن "مسعود بارزاني" وحكومة الإقليم ليسا جاهزين بعد، لهذه المرحلة، وإنّ هذه الخطوة مخالفة لمبدأ وحدة الأراضي العراقية". وشدد "أردوغان" على أنه حال إقدام كردستان العراق على تلك الخطوة فإنّ ذلك لن يكون الأخير، إنما ستقوم فئات أخرى بعد ذلك، وستطالب بنفس الشيء".
وفي نفس السياق؛ وصف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قرار الإقليم الكردي بأنه "غير مسؤول" في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة. وقال يلدريم إن موقف أنقرة واضح وصريح حيال هذه المسألة، وهي تريد وحدة الأراضي العراقية، وأن يعيش الشعب العراقي معًا، تحت سقف دولة واحدة. وبالتالي، يضيف يلدريم، "نرى أنه من غير الصائب إحداث مشكلة جديدة في المنطقة، لأن هناك ما يكفي من المشاكل فيها". كما وصفت الحكومة التركية هذا القرار ب"الخطأ الفادح"؛ مشيرةً إلى أن الحفاظ على سلامة أراضي العراق ووحدته السياسية، على رأس أولويات السياسة التركية الخارجية.
وونقلت "أنقرة" قلقها وموقفها من تنظيم الاستفتاء، للحكومة المركزية في بغداد، وللإقليم الكردي، وأهم الدول الفاعلة في المجتمع الدولي. وشددت على أن استفتاء الانفصال لن يصبّ في صالح العراق، مثلما أنه لن يكون أيضا لصالح الإقليم الكردي.
- التغير الكردية: خطوة غير قانونية دعت حركة التغيير الكردية، والجماعة الإسلامية الكردستانية، في بيان مشترك، لتأجيل الاستفتاء. وتعتقد حركة التغيير الكردية، أن قرار الاستفتاء لا تتوفر له "أرضية قانونية واقتصادية وسياسية واجتماعية مناسبة".
- الكيان الصهيوني.. الداعم الوحيد أعلن "بنيامين نتنياهو" رئيس الحكومة الصهيونية: إنهم يدعمون استقلال الإقليم الكردي عن العراق؛ وفق ما نشرت وسائل إعلام عبرية .
- بارزاني: لن نتراجع وردًا على موجة الرفض؛ أعلن "بارزاني" أنه لا تراجع عن قرار إجراء استفتاء الاستقلال، بحجة أن ذلك "حق طبيعي للأكراد". وبالنسبة إلى رئيس وزراء الإقليم، نجيرفان بارزاني فاعتبر أن "ردود فعل الدول طبيعية حيال الاستفتاء، ولا توجد هناك أمر يدعو للقلق".
ويرجع محاولات انفصال الأكراد عن العراق منذ فترة حكم الرئيس العراقي الرحل "صدام حسين" حيث نشبت صراع مسلح بين الجيش العراقي وحركات مسلحة كردية انتهت بمعاهدة "الحكم الذاتي" في مارس 1970؛ عند الاتفاق بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية بعد سنوات من القتال العنيف؛ والذي بموجبها أعطت ل"كردستان" حق الحكم الذاتي خاضع للحكومة المركزية ومقرها "بغددا".