فى يوم الجمعة 26 يوليو 2013 ومع أذان العصر ارتكبت قوات الأمن واحدة من أبشع المجاز التى شهدتها محافظة الإسكندرية، عقب الانقلاب الذي قاده عبدالفتاح السيسي، في انتهاك صريح لحرمة شهر رمضان المعظم. المجزرة نفذها ثلاثى الإجرام: الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية السابق، واللواء أمين عز الدين مدير أمن الإسكندرية السابق، واللواء ناصر العبد مدير المباحث الجنائية بالمحافظة حينها، ومدير مساعد وزير الداخلية لقطاع الصعيد، بحق عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا فى ميدان مسجد القائد إبراهيم، رفضا للانقلاب العسكرى، استخدم فيها الرصاص الحى والخرطوش والغاز المسيل للدموع، وعشرات البلطجية المزودين بالأسحلة البيضاء والنارية مما أدى إلى ارتقاء 12 شهيدا و270 مصابا. واستمرت المجزرة نحو 10 ساعات من الاعتداء على المتظاهرين، من صلاة العصر وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، أعلنت خلالها القوات البحرية لأول مرة عن وجهها القبيح، حيث أطلقت الرصاص المباشر على المتظاهرين فى محيط مسجد القائد إبراهيم ومنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية. ولم يتوقف الأمر على الاعتداء على المتظاهرين ومهاجمة المصلين الذين لم يستطيعوا إكمال صلاة التراويح، بل استمرت 12 ساعة أخرى من حصار للمصلين داخل مسجد القائد إبراهيم، من الرجال والأطفال والنساء، تحت التهديد والغاز الخانق واعتداء عشرات البلطجية، إلى أن تم فتح المسجد واعتقال 84 متظاهرا في اليوم التالي، حسب مركز الشهاب لحقوق الإنسان. وشهدت محافظة الإسكندرية فيما عرف بمجزرة جمعة التفويض أو مجزرة القائد إبراهيم، ارتقاء أول طفل شهيد وهو يوسف عبدالقادر خفاجى نجل المهندس عبدالقادر خفاجى، أمين حزب "الحرية والعدالة" بمنطقة العوايد، حيث لم يبلغ من العمر 14 عاما، ورغم ذلك أصيب برصاص قوات الانقلاب فى صدره. وتحول ميدان مسجد القائد إبراهيم منذ ذلك اليوم إلى منطقة محظورة على أهالى الإسكندرية بشكل عام، حيث منعت صلاة التراويح، وتم إيقاف الشيخ حاتم فريد الواعر لعامين متتالين، فضلا عن اعتقال أى شخص يشتبه في رفضه الانقلاب، ورغم ذلك يحاول الشباب المتظاهرون فى الإسكندرية كسر ذلك الحصار بتظاهرات كل حين وتحدى الانقلاب.