تظاهر أهالي الشباب المتوفين والمدفونين في صحراء ليبيا، اليوم الأربعاء، أمام ديوان عام محافظة الفيوم، للمطالبة بإعادة جثث ذويهم إليهم لدفنها في مقابرهم، واستخراج شهادات وفاة لهم، كما طالبوا بالقبض على عصابة تسفير الشباب عن طريق الهجرة غير الشرعية، ما تسبب في موت العشرات منهم ودفنهم في رمال ليبيا. وحملوا لافتات كُتب عليها عبارات عديدة منها "محمد حسني سعد البختاري هاتولنا عضمه وتراب مصر أولى بدفنه"، و"حجاج حسين جلال الطباخ أبو خمسة أولاد مين يربيهم عايزين جثته، و"علي محمد يوسف فساج عايزين جثته"، و"متغيب في ليبيا سيد عبد الحميد محمد مصطفى الرفاعي موجود على قيد الحياة يا ريت تدوروا عليه". وقال أحد أقارب "محمد البختاري" ، إنّ المسؤولين الليبيين ليس لديهم الحق في دفن هؤلاء الشباب في المقابر الإسلامية هناك، وتراب مصر أولى بهم، معقبًا: "عايزين جثث ولادنا ولو عضم عشان أهاليهم ترتاح". وأضاف أنهم طالبوا المسؤولين بالوقوف إلى جانبهم وحل مشكلتهم، لكن عندما لم يهتم بشكواهم أحد قرروا تنظيم تلك الوقفة، لمطالبة المحافظ بالتدخل ومخاطبة الجهات المختصة لإعادة أبنائهم إليهم. وذكر بأنهم حاولوا استخراج شهادات وفاة لهم، لأجل إلحاق أبنائهم بالمدارس، لكنهم رفضوا وطالبوا بتحرير محاضر بتغيبهم، وسيتم استخراج شهادات الوفاة لهم بعد أربعة أعوام من الآن، مردفًا: "إزاي هندخل عياله المدارس؟ وهنقضي مصالحهم ونشوف معاشهم إزاي؟ وهما ميتين وفيه ناس شاهدة على وفاتهم ودفنتهم بإيديهم" كما أكد أنّ هناك 26 شابا نجوا من هذه المذبحة وسلموا أنفسهم في كتيبة 371، وتم تحويلهم إلى مكافحة الجريمة في طبرق، ثم تم نقلهم إلى الاستخبارات العسكرية ومنها إلى مركز شرطة المرج في ليبيا، ومنهم رجل يدعى سيد عبد الحميد محمد مصطفى الرفاعي، أب لخمسة أبناء، أسرته سيجن جنونها خوفًا عليه، قائلًا: "الناس دي كفاية عليها إنها شافت الموت بعنيها، ودفنت أولاد عمهم في الرمال بإيديهم، لازم الحكومة تتدخل وترجع الشباب دي وكفاية اللي راح، والشباب دي لو في خرم إبرة والسادة المسؤولين حطوا في دماغهم يجيبوهم هيجيبوهم". وأوضح أنّ هؤلاء الشباب اضطروا إلى السفر بطريقة غير شرعية، هربًا من الفقر والحالة الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها، في ظل ارتفاع الأسعار، معقبًا: "ماقعدوش يلوموا البلد وظروفها الاقتصادية الصعبة، لكن قرروا يسافروا يدوروا على لقمة العيش". وطالب أهالي الضحايا "عبد الفتاح السيسي" بإعادة جثامين هؤلاء الشباب إلى أسرهم، والبحث عن الشباب المفقودين وإعادتهم إلى ذويهم، مكملًا: "إحنا مش بنقول للمسؤولين اقتلوا اللي قتل الشباب دول، ولا اقبضوا عليهم، بس عايزينهم يرجعوهم، الأحياء منهم والأموات"، كما ناشد ضبط عصابات تهريب الشباب، والضرب بيد من حديد على أيديهم، لأنهم يلعبون في عقول الشباب، ويوهمونهم بالأموال الكثيرة والثراء مقابل أخذ مبالغ طائلة للسفر بطريقة غير شرعية. وقالت أم محمد حسني بصوت تخنقه الدموع "أنا عايزة عضم ابني يجيبهولي بأي طريقة، عايزاه عضم يتلم حتى في شيكارة بس أدفنه جمب أبوه وأخوه"، فيما طالبت والدة علي يوسف محمد بإعادة جثمان نجلها إليها حتى لو كان عظامًا كي تتمكن من زيارة قبره وتنطفئ نارها. الجدير بالذكر أن هؤلاء الشباب سافروا منذ ما يقرب من شهر وانقطع الاتصال بينهم وبين أسرهم.