قال عدد من الفكرين والسياسيين، أن برلمان العار، الذى مرر اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، قد يلقى نفس مصير مجلس الشعب فى عهد الرئيس الراحل، أنور السادات، وهو ما تأكد من كتاب الدكتور عصمت سيف الدولة، الذى قال فيه أنه تم حل المجلس بعدما وافق على اتفاقية "كامب ديفيد"، بأوامر من السادات، ثم كافأ السادات المجلس ب"الحل". وقال الكاتب فهمى هويدي: إنه في يوم 4 إبريل عام 1979 وافق مجلس الوزراء المصرى فى جلسة واحدة على اتفاق معاهدة السلام الذى وقعه السادات فى واشنطن يوم 26 مارس من العام ذاته. وصباح اليوم التالى 5 إبريل ألقى السادات خطابا أمام مجلس الشعب هاجم فيه الذين انتقدوا الاتفاق. وفى مساء اليوم ذاته اجتمع مجلس الشعب واستمع إلى خطاب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى خليل الذى قدم به المعاهدة وطلب الموافقة عليها. فى الجلسة ذاتها ألقى رئيس مجلس الشعب الدكتور صوفى أبوطالب كلمة اقترح فيها تقديم القرار الجمهورى الذى تضمن المعاهدة مع ملحقاتها والاتفاق التكميلى الخاص بإقامة الحكم الذاتى فى غزة وكذلك بيان رئيس الوزراء ونصوص مذكرة التفاهم الأمريكى الإسرائيلى إلى لجان العلاقات، وحينذاك ارتفعت الأصوات قائلة بأن النصوص غير موجودة، حيث لم توزع الاتفاقية على الأعضاء لا قبل المناقشة ولا بعدها. وكان رد رئيس المجلس أن النصوص جميعا أودعت أمانة المجلس وذلك يعنى أن الأعضاء ال 375 علموا بها. وتابع: "يوم السبت 7 مارس عقد اجتماع مشترك للجان الأربع حضره رئيس الوزراء ووزير الخارجية وعدد آخر من الوزراء المعنيين إلى جانب رئيس هيئة العمليات بوزارة الدفاع وعدد كبير من أعضاء المجلس. وفى مضبطة الجلسة أن الاجتماع المشترك اطلع على التقارير سابقة الذكر كما اطلع أعضاؤه على 19 وثيقة أخرى. على الرغم من أن ذلك كان مستحيلا من الناحية العملية. وفى جلسة الصباح تحدث المهندس سيد مرعى طوال ساعتين، لم يناقش خلالهما المعاهدة، لكنه هاجم الدول العربية لأنها لم تدعم مصر، وقدمت لها 11 مليار دولار فقط منذ عام 1967 إلى 1979، أى طوال 12 سنة. وفى جلسة المساء تحدث الفريق السابق مدكور أبوالعز قائد السلاح الجوى الذى انتقد السوفييت لأنهم خذلوا مصر فى توريد السلاح، وخلص إلى أن خوض الحرب صار متعذرا، لذلك ينبغى تجنبها خصوصا أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بهزيمة إسرائيل. واستدرك: "يوم 10 إبريل استأنف المجلس مناقشة الموضوع فى جلستين صباحية ومسائية. وفى الجلسة المسائية تحدث الدكتور محمود القاضى وحث المجلس على عدم الموافقة على المعاهدة. على الرغم من أن طالبى الكلمة كان عددهم 70 عضوا، إلا أنه بعدما تحدث 30 منهم أغلبهم من المؤيدين تلقى رئيس المجلس اقتراحا من 20 عضوا بإغلاق باب المناقشة.. وعند التصويت تمت الموافقة على الاقتراح.. فعلت أصوات المعارضين الذين اعترضوا على تجاهلهم، وكان من بينهم العضو عادل عيد الذى كان أول من طلب الكلمة، لكن رئيس المجلس تجاهله، وأعلن عن بدء التصويت على المعاهدة نداء بالاسم. وكانت النتيجة أن الأغلبية وافقت (329 عضوا) فى حين رفضها 15 عضوا وامتنع عضو واحد عن التصويت". وحين أعلنت النتيجة وقفت السيدة العضو فايدة كامل وهتفت باسم الرئيس السادات 3 مرات، كما هتفت "عاشت مصر" ثلاث مرات، وردد الأعضاء الهتاف وراءها.. وبعد ذلك ردد أعضاء المجلس نشيد بلادى بلادى لك حبى وفؤادى، أما المعارضون فقد رددوا نشيد والله زمان يا سلاحى، وانسحبوا من الجلسة، وقال رئيس الجلسة بعدها إن قالت الأمة كلمتها ممثلة فيكم. أقول ونقول جميعا لأنفسنا مبروك. ورفع الجلسة على أن يعود المجلس للانعقاد يوم السبت 28 إبريل، لكن المفاجأة حدثت فى اليوم التالى "11 إبريل" حيث أصدر رئيس الجمهورية قرارا باستفتاء الشعب على حل المجلس.. وكان له ما أراد.