أثناء حملته الانتخابية ، تعهد الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" بمحو ما أسماه "الإرهاب الإسلامي" من على وجه الارض ، كاشفًا عن نواياه في أن تعود الولاياتالمتحدة في "الانتصار بالحروب مرة أخرى" ، وها هو قد بدأ في تحقيق ما كشف عنه في بلادنا ، في تسعة أسابيع فقط من تولي "ترامب" منصبه. فقد أسفرت الضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في مدينة الموصل عن مصرع أكثر من مائة شخص في 17 مارس الحالي فقط ، إذا كان هذا قد حدث، سيكون من أكبر الخسائر في الحياة المدنية التي سببها الائتلاف منذ أن بدأت الضربات على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" منذ عام 2014. جرائم الجيش الأمريكي بقيادة "ترامب" لم تقتصر على الموصل فحسب ، حيث يجرى حاليًا التحقيق في مقتل 80 مدنيًا سوريًا بسبب التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ، كما يواجه ترامب نقدًا واسعًا بعد الأنباء عن مقتل ما لا يقل عن 23 مدنيًا وجندي من البحرية الأمريكية باليمن بعد غارة تمت بموافقته. إدارة "ترامب" خففت بالفعل من قواعد بعثات ما يسمي ب"مكافحة الإرهاب" في أجزاء من اليمن ، سامحة للبنتاجون بنقل المزيد منها دون استصدار تصريح من البيت الأبيض ، كما يناقشون فعل الشيء نفسه في ليبيا والصومال ، بينما تعزز الولاياتالمتحدة من وجودها العالمي من خلال تكثيف عملياتها في هذه الصراعات ، وفي العراقوسوريا ، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا التخفيف في السياسة إلى إزالة طبقة من الضوابط والتوازنات، مما يؤدي بدوره إلى زيادة القتلى في صفوف المدنيين. سوريا على خط النار يحقق الجيش الأمريكي في تقارير تفيد بسقوط عشرات القتلى المدنيين في سوريا يزعم أنها ناجمة عن ضربات التحالف الجوية ، كما ذكرت تقارير محلية سقوط أكثر من 40 قتيلًا وإصابة العشرات في غارة جوية شنتها القوات الأمريكية على مسجد شمال سوريا في 16 مارس الجاري. من جانبه ، نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وقوع أي إصابات بين المدنيين في غارة 16 مارس ، رغم أن العديد من تقارير وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت صورًا لإخراج جثث من تحت الأنقاض ، كما نفى الجيش الأمريكي استهدافه مكانًا للعبادة ، مدعيًا أن الغارة التي وقعت على طول حدود محافظتي إدلب وحلب لم تصب سوى مبنى يبعد نحو 40 قدمًا عن المسجد ، زاعمًا أن أعضاء تنظيم القاعدة كانوا يعقدون اجتماعًا فيه. ووفقًا لنشطاء محليين ، ففي 22 مارس الجاري ، قتلت الطائرات الأمريكية عشرات الأشخاص أصابت غارة جوية مدرسة كانت مأوى لللاجئين الفارين من الرقة. وشن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي هجومًا جويًا غير مسبوق في سوريا ؛ ذلك حين بدأ مقاتلون في سوريا هجومًا أرضيًا كبيرًا بدعم من قوات أمريكية ، لاستعادة "سد الطبقة" قرب مدينة الرقة. مصدر عسكري أمريكي قال لشبكة "سي إن إن" الإخبارية ، إن قرابة 500 جندي أمريكي نقلوا جوًا خلف خطوط العدو (داعش) كما دعمت مشاة البحرية الأمريكية الهجوم عبر إطلاق النار من مدافع "الهاوتزر M77" ، إلى جانب الدعم الجوي ، بما في ذلك الغارات الجوية التي نفذتها مروحيات "أباتشي". "ترامب" يدمر العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية سحبت 112 جثة من تحت أنقاض المنازل التي دكتها الطائرات الأمريكية غرب الموصل ، حيث تقاتل القوات العراقية وقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة بقوة تحت غطاء "طرد مقاتلي داعش من المدينة" ، لكن يعتقد أن القتلى معظمهم من المدنيين. واعترف قائد القوات الأميركية بالعراق ، أمس الثلاثاء ، باحتمال وجود دور للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية في انفجارات بالموصل أودت بحياة مدنيين في الشهر الحالي. وأقر الجنرال "ستيف تاونسند" قائد القوات الأميركية بالعراق ، في إفادة بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" من العراق بانتهاكات جيشه للمدنيين هناك ، وقال: "تقييمي الأولي هو أنه ربما كان لنا دور في هذه الخسائر البشرية ، الآن هذا ما لا أعلمه ، ما لا أعلمه هو هل جمعهم العدو هناك؟ لا نزال نحتاج لإجراء بعض التقييمات". واتهمت مجموعة الدفاع المدني والمسؤولون المحليون قوات التحالف التي شنت غارة جوية في 17 مارس ، في نفس الوقت ، تكثف إدارة "ترامب" وجودها في العراقوسوريا. وارتفع عدد مستشاري التحالف الذين يدعمون هجوم الموصل في الأشهر الأخيرة ، حيث أن الكولونيل "جون دوريان" المتحدث باسم التحالف قال الشهر الماضي إن حوالي 450 مستشارًا أمريكيًا كانوا في العراق ، كما قال مسؤول دفاعي أمريكي لشبكة "سي إن إن" الإخبارية مؤخرًا إن العدد ارتفع منذ ذلك الحين بعمليات نشر أخرى ب"المئات". "ترامب" يزيد من معاناة اليمن وافق "ترامب" على الغارة العسكرية الأمريكية في اليمن ، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 23 مدنيًا بينهم نساء وأطفال ، بجانب مقتل جندي في البحرية الأمريكية ، وإصابة طائرة هليكوبتر قيمتها 75 مليون دولار بأضرار بالغة أثناء هبوط صعب توجب تدميرها. البيت الأبيض أكد أن الغارة كانت ناجحة وساعدت في جمع معلومات استخباراتية هامة حول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ، لكن بعض المحللين ومعارضي "ترامب" قالوا إن الغارة كانت متخبطة، وتُدلل على الموقف المتهور للحكومة الجديدة تجاه المدنيين. السيناتور الجمهوري "جون ماكين" ، الذي يرأس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، قال: "لن أصف أي عملية تؤدي إلى فقدان أرواح أمريكية بالناجحة". أثارت الغارة اليمنية والقرار الخاص بتخفيف الإجراءات للحصول على موافقة لتنفيذ مهمات مكافحة الإرهاب، مخاوف من أن إدارة ترامب قد تفعل الشيء نفسه في بلدان أخرى ، حيث قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى لشبكة "سي إن إن"، إنه رغم مراجعة القواعد الخاصة بكيفية السماح بتنفيذ الضربات، إلا أنه لم يكن هناك قدر أكبر من التسامح أو القبول بوقوع خسائر من المدنيين حتى وإن تم تحديد الهدف بسرعة.