تسبب قائد نظام العسكر، عبدالفتاح السيسى، فى موجة شديدة من الغضب، تصدرها المؤيدون له، وذلك بسبب أحاديثه المتكررة والباطلة فى القصص الدينية وفهم ثوابت الدين، وعرضها بكل ثقة على المواطنين عبر شاشات التلفاز، من أجل تمرير ما يريده. وبالأخص حديثه أمس فى قصة "خولة بنت ثعلبة"، وتحريفه الواضح للقصة، خلال احتفالية الأمس بمناسبة عيد الأم. من جهته قال الدكتور محمد الصغير -المستشار السابق لوزير الأوقاف ووكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق وعضو مجلس الشورى السابق- معلقًا على القصة التي رواها السيسي، متهما إياه بالكذب على رب العزة، وعلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى المرأة، "التي سماها مصرية"، على حد قوله.
واتهم السيسي بأنه لا يترك أي مناسبة يتحدث فيها، إلا ويهدم ثابتا من ثوابت الدين، أو يتعرض لأصل من أصول الملة، وآخرها طبعا موضوع الطلاق الشفهي، حسبما قال.
وعن القصة التي ذكرها السيسي، قال الصغير: "القصة صحيحة، وهذه السيدة، خولة، التي جاءت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، تشتكي.. لم يُشح النبي صلى الله عليه وسلم، بوجهه عنها".
وأضاف الصغير: "هو (السيسي) يكذب على النبي، صلى الله عليه وسلم، في أكثر من فقرة"، مضيفا أنه "غير فاهم، ويهرف بما لا يعرف".
وتابع الشيخ محمد الصغير بأن "النبي، صلى الله عليه وسلم، كما تروي أم المؤمنين، عائشة، رضي الله عنها، في الأحاديث، أن السيدة كانت تحدثه بصوت فتقول عائشة: "فكان يغيب عني بعض ما تقول"، وذلك بمنتهى الأدب، على حد وصفه.
وتساءل: "أين الدليل على أن هذه السيدة مصرية؟"، متابعا: "هي السيدة خولة مصرية؟ أكانت مصر قد فُتحت؟"، مشيرا إلى أن السيدة خولة كانت في المدينة.
وأضاف: "يقول السيسي إن المرأة غيرت قانونا، ولم يكن هناك قانون حتى تغيره، بل إن السؤال جاء للنبي، صلى الله عليه وسلم، لأنه يتنزل عليه الشرع، فلم يكن قد نزل حتى ذلك الوقت موضوع "يمين الظهار".
وأردف الشيخ محمد الصغير أن "الكذبة التي يكذبها السيسي، وهو أشر فيها، ومنافق.. وموضوع ردته عندي من زمن ليس من هذا المقطع"، مضيفا أنه "لمَّا يكذب عليها، وعلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ويقول إنها قالت: اللهم إني جئت أشكو إلى رسول الله، فإني أشكو رسولَ الله إليك".
واعتبر الصغير ذلك "لا يليق أبدا بمقام النبي، صلى الله عليه وسلم"، متسائلا: "ما الذي في يد النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يفعله، وليس لديه تشريع؟ هل يخبر بشئ لم ينزل فيه قرآن؟ وكيف تشتكي النبيَ، صلى الله عليه وسلم، إلى الله؟".
وأوضح أنها قالت: "نثرت له بطني، وكبر سني، وخدمت بيته وأهله حتى إذا وصلت إلى ما وصلت ظاهر مني.. فلما لم تجد عند النبي (الإجابة)، هذا شيء طبيعي، مرجعا ذلك إلى أن آيات التشريع تنزل حسب وقت نزول الحكم الشرعي"، بحسب قوله. وتداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي حقيقة "المرأة بطلة قصة السيسي"، وهي السيدة خولة بنت ثعلبة، راوين أنها اختلفت مع زوجها، الذي كان هو ابن عمها الصحابي، أوس بن الصامت، رضي الله عنه، وكان شيخا كبيرا، فانفعل عليها، وحرمها على نفسه بيمين الظهار، وكان الظهار الأول في الإسلام.
وفي ختام القصة، قرأ عليها الرسول، صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى: "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّه وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ".. (وغيرها من الآيات بسورة "المجادلة"، التي تبين كفارة اليمين، بمجرد نزولها عليه. وطالب نشطاء رجال الأزهر بالتدخل فوراً بسبب تكرار حديث السيسي عن الدين الإسلامي بشكل محرف و هو الأمر الذي سيفتن العديد من المواطنين .