على الرغم من كوارث الدماء، التى أحلتها القوات المسلحة والشرطة والجماعات المتشددة فى سيناء، إلا أن الأمر ازداد خطورة مؤخرًا، وأصبح لعبة يدفع ثمنها أبناء مصر من مسيحيو محافظة شمال سيناء، فالكنيسة التى دعمت ومازالت تدعم الانقلاب العسكرى بقيادة عبدالفتاح السيسى والجنرالات، تدفع من دم أبنائها ما اقترفه "تواضروس" وغيره من دعم العسكر. فاستهداف المسيحين فى عدة مناطق بشمال سيناء، يؤكد على انقلاب من العسكر على المسيحين هناك، للعمل على تهجيرهم بكل قوة، حتى لو استخدم فى ذلك الجماعات المسلحة وعلى رأسهم ولاية سيناء، المبايع لتنظيم الدولة. فتوعد الأخيرة بالقتل لكل من يتعامل مع الأمن، جعل من المسيحين فى العريش فريسة سهلة لتلك الجماعات، عقب اجبار الأمن لهم على التعامل معهم، على الرغم من انهم لا يملكون أى معلومات، لكن النظام لا يريد أن يعلن تهجيرهم بشكل رسمى، ولكن يريد من الجماعات المسلحة أن تجبرهم على ذلك، ويكون بذلك قد حاز على ما يريده من مخطط تهجير أهالى شمال سيناء، وتوطينها للفلسطينيين إن صحت تلك الرواية التى تأكدت من بعض المحللين والمتابعين والجانب الصهيونى، الأقل ثقة بين هؤلاء. ففي خلال أيام، نقلت مصادر محلية خبر مقتل الطبيب البيطري بهجت وليم برصاصة في الرأس يوم الأحد الماضي، خارج صيدلية يملكها بالعريش، ثم مقتل مواطن قبطي آخر يدعى عادل شوقي في حي السمران بالمدينة نفسها. كما نقلت المصادر يوم الخميس مقتل المواطن جمال توفيق، وهو مدرس وتاجر أحذية، على أيدي مسلحين بسوق الخميس المكتظ بالزائرين. قبل هذه الحوادث المتتالية بأسبوعين، وفي الثلاثين من يناير المنقضي، قُتل تاجر قبطي آخر وهو وائل يوسف داخل محله بإحدى المناطق التجارية بالعريش أيضًا. وأتت الاغتيالات المكثفة للأقباط، بالتزامن مع قيام ملثمين بتوزيع منشورات منسوبة لتنظيم ولاية سيناء في قلب مدينة العريش يوم الإثنين الماضي، حوت تأكيدًا للأهالي أن أعضاء التنظيم "منهم". ووعدًا بالثأر لقتلى الأهالي من ضحايا المواجهات المسلحة المشتعلة في المنطقة منذ 2013، والتي انتقلت من الشيخ زويد ورفح لتتردد بقوة في العريش خلال الأشهر الماضية. حين تزامن ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية مع زيادة التضييق الأمني، وهو ما يفسره الأهالي بتسلل المسلحين للمدينة مع من تم تهجيرهم قسريًا من رفح في 2014. يقول إبراهيم: إنه رغم استهداف الأقباط في سيناء بشكل متقطع خلال السنين الماضية؛ إلا أن الأسبوع الماضي شهد تطورًا مقلقًا. "الخوف؛ هو أن استهداف ثلاثة أقباط في أسبوع واحد يشير لتكثيف استهداف الأقباط، بشكل يجعل حياة الناس مُهَددة ويجعلهم مضطرين للرحيل". ويضيف الباحث المتخصص في قضايا الحريات الدينية؛ أن "التنوع في الضحايا بعد أن كان الاستهداف مقصورًا على رجال الدين والتجار المسيحيين"، يوسع من دائرة المعرضين للخطر. ويرى إبراهيم أن غياب "العزوة القبلية" التي توفر الحماية والنفوذ في مجتمع سيناء، يزيد من سهولة استهداف الأقباط. يؤكد جرجس أن أسرته واجهت تهديدين من قبل، نُشرا على مواقع تابعة لمسلحي سيناء، تتوعدهم بالقتل وتتهمهم بتمويل كنائس. وكان رد السلطات الأمنية بعد تقدم الأسرة ببلاغ، هو اقتراح ترك المنطقة لفترة. وهو ما اضطروا إليه بالفعل في غياب أي حماية من السلطات. ومن أبرز محطات استهداف الأقباط في شمال سيناء في السنين الماضية؛ كان التهجير القسري الذي تعرضت له عشرات الأسر القبطية في سبتمبر 2012، إثر هجوم ملثمين على محال وبيوت مملوكة لأقباط، وتوزيع منشور تحذيري يمهل أقباط رفح 48 ساعة للرحيل عنها. تلا ذلك استهداف رجال دين ومواطنين أقباط في حوادث متفرقة. أبرزها اغتيال القس مينا عبود في يوليو 2013 برصاص ملثمين، وبعده القس رافائيل موسى في يونيو 2016، وأعلنت "ولاية سيناء" مسؤوليتها عن مقتل الأخير. كما تعرض مواطنون أقباط للاستهداف على فترات متقطعة خلال السنين الماضية، منهم تاجر الأدوات الكهربائية مجدي لمعي، الذي وُجد مذبوحًا في الشيخ زويد في نوفمبر 2013. ومن جانبه قال يحيى عقيل عضو مجلس الشورى عن محافظة شمال سيناء إن العمليات الإرهابية التي تتم في سيناء تقف ورائها أجهزة أمنية لجعل سيناء منطقة صراعات وبالتالي تكون هناك حُجة لتهجير الأهالي من سيناء لتنفيذ مخطط النظام بتوطين الفلسطينيين في سيناء.
وأضاف عقيل في مداخلة هاتفية لبرنامج الشرق اليوم على قناة الشرق أن التهديد باستهداف الأقباط رسالة للمسيحيين الذين يسكنون شمال سيناء لإجبارهم على مغادرة منازلهم وتهجيرهم. وأوضح عقيل أن سيناء تجهز لفكرة التنازل عن قطعة أرض وصناعة الوطن البديل للفلسطينيين وهذا ما يؤكده الساسة الإسرائيليون كل يوم، مضيفا أن رسائل الإخلاء تتم بحرفية شديدة.