دارت مواجهات عنيفة ليل بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعناصر من قبائل مسلحة في تعز، ثاني مدينة في البلاد، كما ذكرت مصادر قبلية لوكالة فرانس برس. وقد هاجم عناصر قبليون انضموا الى المتظاهرين، موقعا للحرس الجمهوري الذي يقوده احمد، الابن البكر للرئيس صالح، في شارع الستين بالضاحية الشمالية لتعز جنوب غرب صنعاء. ورد الحرس الجمهوري بقصف عنيف على قرى منطقة الحميرة شمال تعز، كما ذكرت هذه المصادر التي لم تتحدث عن سقوط ضحايا. وتشهد تعز منذ يونيو معارك متقطعة بين القوات الموالية للنظام وهؤلاء المسلحين الذين يؤكدون انهم يريدون حماية المتظاهرين المعارضين للرئيس. واعلنت هدنة في بداية اغسطس بين الطرفين. وتعز هي احدى بؤر التظاهرات ضد الرئيس اليمني الذي يمضي فترة نقاهة في السعودية التي نقل اليها بعد اصابته خلال هجوم في صنعاء في الثالث من يونيو. انقسامات بالحزب الحاكم إلى ذلك، أخفق حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن في التوصل إلى موقف واضح بشأن الدخول في حوار مع المعارضة حول آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية. وقالت مصادر مطلعة لقناة (العربية) الفضائية إن تمديد اجتماع اللجنة العامة- المكتب السياسي للحزب الحاكم- إلى اليوم بعد أن كان محددا ليوم واحد، جاء بسبب انقسامات حادة بين قيادات الحزب المنقسمة بين تيار معتدل يدفع باتجاه الحوار وإيجاد مخرج للأزمة على قاعدة المبادرة الخليجية وتيار الصقور الذين يراهنون على عامل الوقت والمواقف الإقليمية والدولية غير المتشددة مع النظام لإجبار المعارضة على تقديم المزيد من التنازلات وخفض سقف مطالبهم التي لا زالت حتى الآن تتمسك برفض أي حوار قبل نقل السلطة إلى نائب الرئيس. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعلن في خطاب له بمناسبة عيد الفطر المبارك أنه فوض اللجنة العامة أعلى هيئة في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بالتواصل مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوربي لوضع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتوقيع عليها دون تسويف أو تأخير. وفي هذا السياق ترأس نائب الرئيس اليمني الأمين العام لحزب المؤتمر الحاكم عبد ربه منصور هادي اجتماعا اليوم للجنة العامة للحزب للوقوف أمام تفويض صالح والخروج بموقف محدد . وقال نائب الرئيس اليمني إن اليمن اليوم (يعيش محنة حقيقية طالت الجميع دون استثناء، وباتت هذه الأزمة تؤرق الكبير والصغير). وأشار إلى أن التصعيد الأخير في إشارة إلى مرحلة التصعيد الثوري التي بدأها المحتجون أخذ يزيد الأزمة اشتعالاً وخطورة إضافية، في غاية بالغة من الإزعاج والتخوف. وقد اعتبرت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة أن اجتماع اللجنة العامة في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم أمس الثلاثاء لمناقشة آلية لانتقال السلطة في اليمن أمر غير مجد، مشيرة إلى أن الرئيس علي عبد الله صالح هو من رفض التوقيع على المبادرة الخليجية . وبحسب مصدر من المعارضة (تم التوقيع على المبادرة الخليجية من اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي وحلفاؤه، وأن الذي حال ويحول دون تنفيذ المبادرة الخليجية منذ توقيعها في مايو الماضي حتى اليوم هو عدم توقيع علي عبد الله صالح عليها)، وأضاف المصدر بأن موقف (المشترك) واضح من المبادرة الخليجية.