عندما يتم الإعلان عن خطط استثمارية جديدة، من قِبل نظام العسكر، نجد العكس تمامًا، وتهرب رؤوس الأموال التى كان متوقع لها ان تدخل البلاد خلال تلك الفترة، ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، بل إن الأدهى من ذلك، أن الشركات العالمية فى أى مجال تسحب استثماراتها من البلاد، وكأنهم يرون مالا يروه أحد من قِبل نظام العسكر، الذى يسيطر على كل شئ أبرزها مقومات الاقتصاد المصرى. فتحرير سعر صرف الجنيه، جعل من الوضع متأزم للغاية، وجعل من العملة الصعبة، شئ نادر الوجود فى البلاد، بجانب سيطرة إمبراطورية الجيش، على العديد من القطاعات المختلفة، مما يجعل المنافسة بينها وبين أى شركة آخرى مستحيلة، وهذا ما يفسر هروب تلك الشركات، التى جاء على رأسها، شركة مستلزمات المواسير، التى أعلنت خروجها من الشارع الاقتصادى المصرى. وهذا ما كشفه إعلان بإحدى الصحف القومية، عن قيام "الشركة العربية لصناعة مستلزمات المواسير" أول وأكبر شركة مواسير فى الشرق الأوسط وإفريقيا، بتصفية أعمالها وبيع أصولها، اعتبارا من 12 يناير 2017 الجاري. وجاء بالإعلان الذى اطلعت عليه "الشعب"، اليوم الأربعاء، تحت التصفية: الشركة العربية لصناعة مستلزمات المواسير ش.م.م تحت التصفية بتاريخ 9/1/2017، صدر قرار الجمعية العامة غير االعادية للشركة بتصفيتها، وحددت مدة التصفية بسنة من تاريخ التأشير بالسجل التجارى الذى تم فى 12/1/2017، وتعيين معاذ عبدالفتاح على -المحامى مصفيًا للشركة، ومهمته بيع أصول الشركة، واستيداء ما لها من حقوق وسداد ما عليها من التزامات. جدير بالذكر أن الشركة العربية لصناعة مستلزمات المواسير، كانت تنتج مواسير مفاعل أنشاص الذرى، ومصنع المراج البخارية، وكانت قادرة على تصنيع مواسير المفاعلات النووية فى العالم بناء على تقارير دولية لسلامة أعمالها وتقنيتها وجودتها المرتفعة المماثلة لمواسير كبرى شركات العالم، وصنفت كأكبر شركات المواسير بالعالم.