أعلن مصدر حكومي مصري عن التوصل إلى اتفاق - بوساطة إيرانية روسية - بين مصر والعراق يقضي بتزويد مصر بالنفط الخام العراقي ،ومن جانبه بحث وزير النفط العراقى "جبار اللعيبى " مع سفير مصر لدى العراق أحمد درويش سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى قطاع النفط والغاز. وشدد الوزير العراقى على أهمية تفعيل مذكرات التفاهم بين البلدين فى قطاع النفط، -والتي تقضى بتزويد مصر بالنفط الخام العراقى بطريقة الدفع الآجل - وتنفيذها على أرض الواقع، وتوسيع مشاركة الشركات النفطية المصرية فى العقود الاستثمارية التى تعلن عنها الوزارة، وخصوصا ما يتعلق بتطوير البنى التحتية وقطاع التصفية والغاز. كماصرح رئيس أركان الجيش الليبي الموالي للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر "عبد الرازق الناظوري " بأن مدير المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وصل القاهرة ، للتعرف على طلبات القاهرة من النفط. وأضاف أن شحنات من النفط سوف تضخ بشكل يومي إلى مصر. سر الوساطة الإيرانية الروسية بين العراق ومصر بات من الواضح أن الوساطة( الإيرانية - الروسية ) بين العراق ومصر جاء ثمناً مقابلاً لتصويت مصر في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الروسي - والذي كان من ضمن بنوده استبعاد المطالبة بوقف الضربات الجوية الروسية والسورية على حلب - بالإضافة إلى رغبة كل من روسيا ، وإيران ، والعراق، إلى دعم مصر السياسي والعسكري لمنع التدخل التركي في العراق، وقد قدم السيسي جزءاً من هذا الثمن للعراق فقد أعلن وزير خارجيته - ضمن وزراء خارجية خمس دول من بينهم روسيا وإيران - رفضه التدخل التركي في العراق ، فقد جاءت الموافقة من العراق على " المطلب المصري القاضي بشراء شحنات من النفط العراقي بالدفع الآجل بعد ستة أشهر من الاستلام " - على حد قول وزير النقل العراقي السابق باقر الزبيدي - مقابل الموقف السياسي المصري من تركيا . النفط الليبي مقابل دعم حفتر صرح مصدر حكومى رفيع المستوى فى الحكومة الليبية المؤقتة، أن ليببا مستعدة لتوفير كل احتياجات مصر من النفط، عقب الأزمة الأخيرة التى تسببت فيها شركة أرامكوالسعودية، بعدم إرسال تعهداتها من النفط إلى وزارة البترول المصرية الخاصة بشهر أكتوبر. فليبيا " حفتر " تقدم النفط لمصر مقابل الدعم السياسي والعسكري ل "خليفة حفتر" فقد صرح عبد الرازق الناظوري - الذي كان يزور القاهرة من أيام _ ان هدف زيارته، تنسيق الجهود بين الجيش اللييبى والمصري، لمواجهة الإرهاب في بنغازي وفي سرت ومواجهة بعض التنظيمات الأخرى. إذاً فالنفط هو ثمن الدعم المصري ، لأن الانقلاب لا يقدم هدايا مجانية. توتر العلاقات المصرية السعودية انهالت العروض النفطية على السيسي عقب حالة التوتر التي حدثت بين السعودية ومصر والتي نتج عنها توقف الإمدادات النفطية السعودية عن مصر ، و كانت شركة أرامكو السعودية قد أبلغت الجانب المصري بعدم إرسال حصة مصر لشهر أكتوبر،في أعقاب التوتر في العلاقات بين الجانبين. وقدجاء ذلك التوتر في العلاقات بين البلدين عقب التصويت المصري لصالح مشروع القرار الروسي بمجلس الأمن، مما أغضب الجانب السعودي، ودعا السيسي إلى تغيير بوصلته إلى اتجاهات أخرى أبرزها : العراق ، وليبيا ، والجزائر لتعويض ما فقده من الجانب السعودي وإيضاحاً منه لهذا الجانب أن لديه بدائل أخرى وأنه " لن يركع " على حد قوله . تعليقات المحللين السياسيين وفي هذا الصدد، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور "عبد الله الشايجي " أن العروض العراقية والليبية المقدمة لتزويد مصر بالنفط ليست حلاً إستراتيجياً، بل هي نوع من الانتهازية للاستفادة من التباين الواضح في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، ونظام عبد الفتاح السيسي. مضيفاً أن وقف إمدادات النفط السعودي لمصر هو رسالة مهمة وتململ خليجي عبرت عنه السعودية بوضوح، كما أنه مؤشر على حرب باردة بين السعودية ودول الخليج وبين مصر؛ بسبب مواقف الأخيرة، وفقدانها دورها الإستراتيجي، ووقوفها في منتصف الطريق، وميلها لمحور روسيا وإيران، وتناغمها مع الدور الإيراني في العراق وسوريا واليمن وعلى الجانب الآخر ، قال مجدي شندي رئيس تحرير صحيفة "المشهد" المصرية الأسبوعية "إن مصر دولة كبيرة، ولن تقبل ضغوطا أو أن يكون قرارها السياسي محل مساومة، أو رهينا بالمساعدات." مؤكداً "أن مصر يمكن أن تراهن على النفط الليبي والجزائري لسد حاجتها، لأن مصر هي الشقيقة الكبرى للعرب ولا تقف مع طرف ضد آخر، ولا تبيع مواقفها أبدا، وسياستها الخارجية قائمة على المبادئ، ولا تباع ولا تشترى بالمصالح." ولو أعاد القارئ قراءة الموضوع من أوله لوجد أن ما ذكرناه يدحض تماماً مزاعم الأستاذ شندي التي لا تخرج عن كونها عبارات إنشائية فضفاضة لا ترتبط بالوقائع على الأرض بأي رابطة سوى الرغبة في تبييض صورة الانقلاب . كما صرح أيضاً الصحفي والكاتب الليبي محمد شوبار أنه لم يستبعد أن يكون لمصر دور في التحركات الأخيرة التي قامت بها قوات حفتر ضمن ما أسمته عملية "البرق الخاطف"، وسيطرت خلالها على منطقة الهلال النفطي، مبينا أن مصر لها أطماع اقتصادية في ليبيا وتحاول ان يكون لها نفوذ في المنطقة، مضيفا انها لا يمكن ان تقدم مساعدات لحفتر وقواته خاصة عسكرية دون الحصول على ضمانات أو اتفاقيات تضمن مصالحها في ليبيا.