قال الدكتور حازم حسني -استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة- أن السعودية إذا قررت اللجوء إلى التحكيم الدولى بشأن تيران وصنافير فإنها ستذهب وهى مسلحة بكل ما قدمته لها السلطة التنفيذية فى مصر - وصولاً إلى السيسى نفسه -". وتابع "حسني" موجها حديثه للمستشار نائب رئيس هيئة قضايا الدولة: "أود أن أطمئن السيد المستشار بأن كل هذه الأوراق التى قدموها للخصم ستفقد كل قيمة قانونية لها إذا ما تم تقديم كل من شاركوا فى هذه الجريمة للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى !". وأوضح "حسنى" قائلاً: ما قاله السيد المستشار نائب رئيس هيئة قضايا الدولة من أن لجوء المملكة العربية السعودية للتحكيم الدولى بشأن جزيرتى تيران وصنافير - إن حدث - سيكون "مصيبة" على مصر هو حديث له وجاهته ... دعونا من أن مثل هذا الحديث، وفى هذا التوقيت، يعتبر فى العرف القانونى محاولة للتأثير على محكمة هى بصدد إصدار حكم قضائى بشأن الجزيرتين، ودعونا فقط نتناول تلك "المصيبة" التى تحدث عنها السيد المستشار نائب رئيس هيئة قضايا الدولة. وأضاف: بالطبع، إذا قررت المملكة العربية السعودية اللجوء إلى التحكيم الدولى فإنها ستذهب وهى مسلحة بكل ما قدمته لها السلطة التنفيذية فى مصر - وصولاً إلى (رئيس الدولة) نفسه - من إقرار علنى بسعودية الجزيرتين، رغم أن المملكة كانت قبل هذه الإقرارات لا تملك وثيقة جادة واحدة تدعم مزاعمها ! ... الأمر لم يقتصر فقط على تعاون السلطة التنفيذية مع المملكة، وإنما أيضاً بانضمام كتائب الإعلاميين المصريين، وخروج مظاهرات مصرية تحت رعاية الأمن المصرى ترفع الأعلام السعودية وتنادى بتسليم الجزيرتين للملك سلمان، ناهينا عن كتائب الأكاديميين والمثقفين المصريين الذين تسعودوا فى وطنيتهم، وصولاً إلى ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر التى عثرت - إذ فجأةً بعد 46 عاماً من وفاته - على وثيقة تؤكد - من وجهة نظرها - سعودية الجزيرتين، رغم أن عبد الناصر نفسه كان قد أكد مصريتهما، وبناءً على ذلك اتخذ إجراءاته التى ورطتنا فى الحرب ! وقال أيضًا: المملكة ستذهب إذن للتحكيم، فى إجراء رآه السيد المستشار "مصيبة" على مصر، مدعومة بما قدمته لها كتائب من "الخونة" الذين أضعفوا موقف مصر القانونى والتاريخى مع سبق العلم والإصرار على ارتكاب أفعال هى فى كل الأعراف القانونية والديبلوماسية والأخلاقية "خيانة عظمى" ! واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله: عظيم .... هذه إذن أوراق القوة التى تمسك بها المملكة إذا ما اتخذت إجراءات اللجوء إلى التحكيم التى اعتبرها سيادته "مصيبة وحلت علينا" ! .... أود أن أطمئن السيد المستشار بأن كل هذه الأوراق التى قدموها للخصم ستفقد كل قيمة قانونية لها إذا ما تم تقديم كل من شاركوا فى هذه الجريمة للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى ! ... الحكم المتوقع بإدانتهم بهذه التهمة المخلة بالشرف سيسقط أى حجية لما قدموه من أوراق للمملكة، وسيحول "المصيبة" التى خشى منها السيد المستشار على مصر إلى "مصيبة" على من تعاونوا مع دولة أجنبية للإضرار بالمصالح القومية المصرية العليا. كما ترون، فإن لكل داء يصيب الأمة دواء تستطب به مصر من أدوائها ... أما الحماقة فقد أعيت - كما نعرف - كل من يداويها، ومحاكمة أصحابها على ما ارتكبوه فى حق الوطن وفى حق أنفسهم هو أبسط ما يستحقه أصحاب الحماقة فى كل زمان ومكان من مكافأة على خدمتهم أولياء نعمتهم وخيانتهم لبلادهم التى أقسموا على حماية ترابها الوطنى ... المصيبة ستكون مصيبتهم، لا مصيبة مصر ... هذا إذا كنا ندرك كيف كان دائماً مكر التاريخ !