بعدما أبدى قائد الانقلاب استعداد نظامه لتقديم ضمانات لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق الأمان والاستقرار ، اثناء خطابة الشهير الذي دعا من خلاله لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى يجعل السلام القائم بين مصر وإسرائيل أكثر دفئا ، عاد من جديد وبعد موجه عاصفه لتجديد العلاقات المصرية الصهيونية بطريقه غير مسبوقه ولم يعهدها العالم ليؤكد خلال خطابه بالأممالمتحدة الثلاثاء الماضي ، على أن العلاقات المصرية الصهيونية أصبحت أقوي وأشد ، بالأخص بعدما وجه نداء للحكومة والشعب الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، واصفا السلام المصري الإسرائيلي بالتجربة الرائعة التي يمكن تكرارها. وفي هذا الإطار وصفت العديد من الصحف العبرية ، العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بأنها حميمية وغير مسبوقة، حتى أنها عرضت تقديم مساعدات مالية لمصر لانتشالها من أزمتها الاقتصادية التى تعصف بالبلاد. الكيان الصهيوني منقذ مصر
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها أمس الأربعاء، إن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية تحسنت كثيرًا في السنوات الأخيرة، حتى أنه لم يعد الآن حتى دولتين عربيتين تكرهان إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ليست دولة فقيرة أو في حاجة إلى مساعدات فورية تنقذها من أزمة تهدد وجودها كحال مصر الغارقة حتى عنقها في الديون.
وأكدت أن الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية في إسرائيل يبلغ أكثر من 95 مليار دولار، متجاوزا الاحتياطي النقدي في إيطاليا والنرويج وكندا، مشيرة إلى أن مصر لديها 17 مليار دولار فقط، وإذا اقتضت الضرورة فإن تل أبيب على استعداد لتقديم مساعدات مالية لجاراتها الفقيرات.
وفي خطوة تعكس التعاون الاقتصادي المتزايد بين البلدين، وصل إلى القاهرة أمس الأربعاء، وفد إسرائيلي لبحث تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر.
ومن المقرر أن يستكمل الوفد المفاوضات التي بدأت من قبل بين البلدين بشأن استيراد مصر للغاز المستخرج من حقل لوثيان الإسرائيلي العملاق بالبحر المتوسط بأسعار مخفضة.
وفي شهر نوفمبر الماضي تم توقيع اتفاق أولي لضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر عبر خط أنابيب بحري لمدة تصل إلى 15 عاما.
"السيسي" يلتقي قيادات صهيونية
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن السيسي التقى قيادات يهودية في "نيويورك" على هامش مشاركته في فعاليات الأممالمتحدة، موضحة أن الاجتماع حضره ممثلين عن منظمة "بناي بريث" اليهودية، وأعضاء بالكونجرس اليهودي العالمي.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أمس الأربعاء، أن قائد الانقلاب أثنى، في هذا اللقاء المغلق، على "مستويات التعاون غير المسبوقة بين إسرائيل والجيش المصري في الحرب على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء للتأكد من تحقيق الاستقرار بالمنطقة".
وأشارت إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تشن هجمات على مسلحي تنظيم الدولة في سيناء، كما أن المخابرات الحربية الإسرائيلية تقدم معلومات هامة للقوات المصرية عن المسلحين هناك.
وخلال الاجتماع، تعهد السيسي بإجراء تعديلات دينية وحقوقية في مصر، مشددًا على أن بلاده تضع على رأس أولوياتها محاربة الإرهاب في سيناء، وأنها ملتزمة بتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
من جانبه، وصف الصحفي الإسرائيلي "أمير تيبون"، محلل الشؤون العربية بموقع "والا" العبري ، قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بلقب "صديق إسرائيل". السيسي في تل أبيب
وقال "داني دانون"، سفير الكيان الصهيوني الدائم بالأممالمتحدة، إن بلاده على استعداد لاستقبال عبد الفتاح السيسي في تل أبيب، كما حدث من قبل مع الراحل أنور السادات، الذي وقعت مصر في عهده اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وأضاف "دانون" في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن السيسي تكلم في خطابه بالأممالمتحدة عن عملية السلام من القلب، وعلى الرغم من أن الإسرائيليين لم يحبوا كل ما قاله إلا أن قادة إسرائيل الآن مستعدون للتحدث معه، كما فعل "مناحم بيجن" ، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، مع السادات.
من جانبها، علقت النائبة الصهيونية "كاسنيا سافتلوفا" على خطاب السيسي في الأممالمتحدة، قائلة إن قائد الانقلاب يمد يده مجددا لنا، ويخاطر بشكل شخصي من أجل دفع عملية السلام ويضع سمعته على المحك عندما يخرج عن النص المكتوب ويتحدث مباشرة مع الشعب الإسرائيلي، لكن، مع الأسف، لا يوجد بين القادة الإسرائيليين من يستجيب له.
وأضافت: "في الوقت الراهن لا يعلم أحد ماذا سيكون مصير عملية السلام مع الفلسطينيين في ظل الإجراءات غير المسؤولة التي تقوم بها القيادة الإسرائيلية وتضييع الفرصة تلو الأخرى".
فيما طالب "يتسحاق هرتسوج"، زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتلبية دعوة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وإحياء عملية السلام مع الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن "هرتسوج" قوله: أمامنا الآن فرصة استثنائية قد لا تتكرر ثانية، يمكنها تغيير وجه الشرق الأوسط، وأنا أدعو القيادة الإسرائيلية إلى قبول دعوة السيسي فورًا أو الجلوس في البيت، ويكفينا الثمن الغالي الذي دفعناه في السنوات الأخيرة بسبب سيرنا في مسار غير صحيح".