اكدت الاذاعة العبرية خبر نقل رئيس الكيان الصهيوني السابق، شمعون بيريس البالغ من العمر 94 عامًا، إلى مشفى شيبا لتلقي العلاج، مساء اليوم، الثلاثاء، بعد إصابته بجلطة دماغية. ووصف الأطباء حالته بالخطيرة، وقالوا إنهم خدروه وأوصلوه بجهاز التنفس الاصطناعي من أجل تسهيل العلاج"، وإنه سيدخل لإجراء صور الأشعة المقطعية "سي تي"، لتحديد وضعه الصحي وخطورته والعلاج اللازم. مهندس اوسلو شغل "بيريس" عددًا من المناصب الوزارية في الحكومات الصهيونية المتعاقبة، كان أبرزها منصب وزير الخارجية في حكومة "اسحاق رابين"، مشرفًا على مفاوضات أوسلو بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية، عام 1994. وبهذه الخطوة حصل على جائزة نوبل للسلام مع رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات ورابين، وللمفارقة، فإن إصابة بيريس بجلطة دماغية تأتي في الذكرى ال22 لتوقيع اتفاق أوسلو. بيريس.. قاتل محترف بالإضافة لتاريخه السياسي الطويل، فقد تبنى بيريس العمل العسكري قبل النكبة، فانضم إلى عصابات الهاجاناة الصهيونية التي ارتكبت مجازر عديدة قبيل النكبة، وساهمت في إسقاط مدن فلسطينية، لم يخل أخلاؤها من أهلها من جرائم قتل جماعي وتهجير. بعد النكبة، عند تأسيس الجيش الصهيوني انضم بيريس إليه وعهِد إليه منصب مدير عام وزارة الجيش "الإسرائيلية"، فعمل من خلال منصبه على توطيد العلاقات العسكرية الإسرائيلية الفرنسية، وبالفعل، بدأت فرنسا في العام 1952 بإبرام صفقات سلاح ضخمة مع "إسرائيل"، توجت بعد صفقة طائرات ميراج، الذي ينسب الفضل في إتمامها لبيريس، بالعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، الذي حضر له بيريس خلال لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين في تل أبيب. صفحات مطلخة بالدماء فى كتاب بيريز الأسود وبعد انتهاء عدوان 1956، عمل بيريس على توطيد العلاقات مع فرنسا أكثر فأكثر، الأمر الذي قاد إلى إنشاء مفاعل نووي "إسرائيلي" بالإضافة إلى معهد للفصل بين مكونات البلوتونيوم، لذلك يعتبر بيريس أبا المشروع النووي "الإسرائيلي". وبعد عودة بيريس للحكم مرة أخرى وزيرًا للخارجيّة، عمل مشرفًا على اتفاقية أوسلو، ومن ثم وزيرًا رئيسًا لحكومة "إسرائيل" ووزيرًا لأمنها بعد اغتيال رابين، وفور تسلّمه منصبه الجديد صادق بيريس على عملية اغتيال المهندس يحيى عياش ما أدى لاستشهاده، كما شهدت حكومة بيريس مجزرة قانا الأولى التي راح ضحيّتها مئات الضحايا اللبنانيين، في الثامن عشر من أبريل 1996.