رئيس جامعة القناة يُعلن أسماء الفائزين في مسابقة "أحمد عسكر" لأفضل بحث تطبيقي    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    6 يوليو.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني بمركز التعلم المدمج ببني سويف    «النقد الدولي» يوافق على قروض بقيمة 20.99 مليون دولار لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    الحكومة توافق على إصدار قانون لتنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي    الانتهاء من تنفيذ خط طرد محطة بيجام بشبرا الخيمة    البنك الأهلي المتحد يفتتح أحدث فروعه "شبين الكوم" بالمنوفية    بلينكن يعلن عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار    أمير الكويت: البلاد في مرحلة جديدة من العمل الجاد والعطاء اللا محدود    بيرسي تاو في قائمة منتخب جنوب إفريقيا لمعسكر يونيو    براءة المتهم بقتل زوجته في الجيزة    مصرع طفل غرقًا في بحر النزلة بالفيوم    وزير السياحة يتابع التجهيزات النهائية قبل إعلان موعد افتتاح المتحف المصري الكبير    السبت.. المتاحف وإدارة الفن ندوة ثقافية بمعهد الموسيقى العربية    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    الزعيم عادل إمام: افتقدت أكبر حب فى حياتى بوفاة والدتى    أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant: قصة صعود ملاكم من الطبقة العاملة    أغاني الجنوب مع كرم مراد، حفل فني في بيت السحيمي    محافظ دمياط تفتتح الوحدة الصحية بالجبايلة    المرور: ضبط 14 ألف مخالفة على الطرق والمحاور خلال 24 ساعة    14 مليار دولار.. رئيس الوزراء: تسلمنا الدفعة الثانية من صفقة تطوير رأس الحكمة    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    وفد اليونسكو يزور معهد الموسيقى العربية    "قال أشياء إيجابية عني".. كلوب يسخر من مشادته مع محمد صلاح    بث مباشر.. حجز شقق جنة في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر بالقرعة العلنية    لا تصدقوهم.. إنهم كاذبون!    اليوم الأول لمهرجان كان.. لقاء مفتوح مع ميريل ستريب وإعادة فيلم الافتتاح    صور.. كريم قاسم من كواليس تصوير "ولاد رزق 3"    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    محافظ بورسعيد للطلاب: "بتأخذوا دروس خصوصية علشان تنزلوا الشارع" - صور    الصحة تنشر طرق التواصل مع البعثة الطبية للحج.. وتوجه 4 نصائح مهمة    تحرير (148) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    «دون شكاوى».. 8682 طالبًا وطالبة يؤدون امتحان الشهادة الإعدادية الأزهرية 2024 بالمنيا    انهيار جزئي بمنزل دون إصابات بسوهاج    «التضامن»: في مقدمة المخاطر والويلات التي تشهدها المنطقة الحرب الإسرائيلية على غزة (تفاصيل)    وزير الرياضة يعلن عودة الجماهير للملاعب ويتوعد المخالفين    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    انطلاق الامتحانات العملية بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر.. صور    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    كاتب صحفي: مصر تمتلك مميزات كثيرة تجعلها رائدة في سياحة اليخوت    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    6 ميداليات لتعليم الإسكندرية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى للتربية الفكرية والدمج    ضبط 14293 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. بهى الدين عرجون: التقدم العلمى يهدد الكيان الصهيونى .. وهانى هلال أوقف مشروع "القمر الصناعى" لأنه يغضب النظام
نشر في الشعب يوم 28 - 07 - 2011

د.عرجون في حواره مع "الشعب" - تصوير: عبد الرحمن كمال
حوار: شريف عبدالحميد
* دخول مصر عالم الفضاء يزعج إسرائيل لأنه سيغير التوازن التكنولوجي في المنطقة
* التقدم العلمي يهدد إسرائيل .. وأياد"علنية" عطلت مشروع الفضاء
* إيقاف مشروعات الفضاء خطر وتهديد للأمن القومي المصري
* مصر تريد حاكما يقرأ فيفهم .. ومن يفهم يستجيب
* العلماء قادرون على بناء قمر صناعي مصري 100%
• نتكلم أولا عن "مشروع النهضة" وهل يمكن إنشاء مشروع نهضة في مصر؟ وماذا يعني "مشروع نهضة" ؟ وهل هناك مشروع شامل يأخذ مصر كلها من وضعها الحالي إلى الوضع الذي تستحقه؟
هكذا بدأنا حوارنا مع أبوالفضاء المصري العالم الدكتور محمد بهي الدين عرجون الذي قال :
= نحن نرى أن هذا ممكنا لأن مصر تستحق مثل هذا المشروع الذي يهدف إلى أن تصبح مصر دولة عظمى في حوالي 15 سنة وتصبح دولة إقليمية عظمى و بها كل المقومات
ولتحقيق هذا الهدف أنشأت "مبادرة مشروع النهضة" وهو محاولة لوضع خريطة طريق أو خارطة العمل للنهوض بمصر في كل الأمور وهو مجموعة من السياسات والرؤى والبرامج والمشروعات في كافة مجالات النشاط الإنساني الضرورية والتي تأخذ مصر إلى هذه المكانة في خلال هذه المدة.
ويتطلب هذا المشروع أولا : الرؤية وثانيا : عددا كبيرا من الخبراء والمساهمين والمشاركين لوضع التفاصيل والخطط العملية التنفيذية للمشروع.
ويتميز هذا المشروع أنه لا يتكلم عن خطط مرسلة أو عامة جدا وليس بها ملامح تفصيلية إنما نتكلم عن هدف والتكلفة المادية والمدة الزمنية وأعداد الناس وكل التفاصيل التي ترتبط ببعضها البعض وتؤثر في بعضها .
• متى جاءت هذه الفكرة ؟
= بداية الموضوع جاءت أثناء كتابتي لأحد الكتب عن "النهضة" أحاول فيه أن أضع فكر للنهضة أو ما يمكن تسميته نظرية للنهضة وكيف تنهض الدولة وماذا على سكانها أن يفعلوا وكيفية تغيير ثقافاتهم وتوجهاتهم فالشعب الألماني مثلا لو قارنا أنفسنا به هل نملك نفس مقومات النهضة التي يملكها أو نحن وتركيا أو كوريا الجنوبية أو ماليزيا بالتالي نحن نبحث عن مقومات بداخل ثقافة الشعب وتكوينه والتي يجب دفعها ودعمها لتكون مقومات وبدايات النهضة والعمل على إزالة وتغيير أي شئ يعوق النهضة إذن المشروع ثقافي علمي صناعي اقتصادي يشرح لوطننا وأهلنا كيف الطريق؟ ولا نتحدث عن النهضة كفكرة مجردة فقد أخذنا الكثير من الآخرين فلماذا لا ننطلق؟ وننهض كما نهضت الدول الأخرى وكيف نهضت هذه الدول ؟ هل نهضت بسبب حزب أو قائد ملهم أم بسبب فكرة ملهمة تنتشر بين الناس وتقودها نخبة معينة وهو ما يساعدنا في ن نعرف أين نحن وهذه هي الفكرة الأساسية للمشروع ومن هنا نشا المشروع ككل عن طريق إصدارنا مجموعة متتالية من الكتب التي تشرح قضايا النهضة المختلفة وأنشأنا مركز دراسات النهضة والذي نجري فيه هذا الحوار وهو يهدف إلى تجميع هذه الدراسات وإصدارها كما أنشانا صفحة على الفيس بوك تهدف إلى تجميع المفكرين وغيرهم من الشباب المهتمين بالقضية ونهدف في النهاية أن نصدر للأمة برنامج النهضة وبه مجموعة وثائق بها الكتب والمشروعات على أن يتبناها الرئيس المنتخب والحكومة المنتخبة وكل نظام الحكم فيما بعد حيث بتوافر لدينا برنامج ودروس لمدة طويلة وبه إسهامات عديدة وكل القائمين عليه متواجدين ويسهل على الشعب أن يطلع عليه عن طريق الفيس بوك.
• ما سبق هو أهداف "مشروع النهضة" فما هو المشروع ذاته ؟
= في رؤيتنا هناك سبع ركائز أساسية لنهضة الأمة وعلينا إذا أردنا النهوض أن نحدد موقفنا من هذه المحاور حتى نحدد أين نحن بالأرقام وماذا نريد أن نكون بالأرقام أيضا خلال 15 سنة.
وأول مرتكز هو الأرض ومواردها يليه مباشرة البشر ، فالنهضة ما هي إلا تفاعل بين الإنسان والأرض فلابد من تعظيم استخدام الإنسان لأرضه ومواردها فقد أعطى الله لهذا الشعب مساحة كبيرة من الأرض وعلى هذا الشعب أن يبحث عن الموارد والمساحات والإمكانيات المتاحة عنده في هذه الأرض ويستغلها أفضل استغلال ممكن فلو كانت الأمة محاصرة في رقعة صغيرة فهذا يمثل خللا في قضية النهضة وإذا كانت متوسعة أكثر من اللازم والكثافة السكانية غير كافية فلا يتم استصلاح للأرض وهناك توزيع معين للسكان يتفق مع عملية النهضة .
• كيف ذلك ؟
= مصر تعيش على 6% من المساحة الكلية فنحن نعيش في مساحة 60 ألف كم مربع من أصل مليون كم مربع يجب أن تنتقل مصر في غضون 15 سنة إلى العيش في ربع المساحة وهو ما يمثل أربع أضعاف مصر التاريخية فنحن نسعى للعيش في 24% من مساحة مصر أربع أضعاف ما هو قائم حاليا ولا نستطيع تزويد هذه المساحة أكثر من ذلك الأرض الصالحة للعمران بكل أنواعه (زراعة صناعة تعدين طاقة) تصل فقط إلى 24% من المساحة الأصلية فمنطقة مثل الساحل الشمالي المحاذية لجنوب البحر الأبيض المتوسط من الإسكندرية إلى السلوم وهى تقدر ب500 كم العمق المستغل فيها كيلو متر فقط وفي بعض المناطق نصف كيلو به مباني وعمارات تحجب الهواء و البحر والموانئ عن كل الساحل الشمالي، ويهدف مشروع النهضة إلى أن تعيش مصر في الساحل الشمالي إلى عمق 30 كم وهو ما يوفر لمصر مساحة 15 ألف كم أي ربع المساحة التي تعيش عليها مصر الآن وهي مساحة تتمتع بالجو المعتدل وأرضها قابلة للزراعة وهي منطقة ممطرة ومصر داخلة على عصر يزداد فيه المطر بسبب الدورة المناخية المقبلة على مصر، كذلك عندنا ثلث أراضى سيناء قابلة للزراعة.
• وماذا عن الصعيد ؟
=الصعيد يعاني من قلة العمران والتقدم والنهضة من زمن بعيد مع أن مساحته تتراوح ما بين 70% إلى 80% من مساحة مصر وليس هناك بلد له سياسة رشيدة يترك مساحة كبيرة كالصعيد دون نهضة ونحن في مشروع النهضة لدينا مشروع "تصنيع الصعيد" حتى يصبح الصعيد هو المنطقة الصناعية القائدة في مصر وتصنيعه أوفر للوقت والجهد من زراعته ولكن هذا يتطلب قاعدة صناعية فنبدأ بالصناعات المحلية والغذائية والزراعية كصناعات الزيوت والأعشاب الطبية والأخشاب من جريد النخل بطريقة تكنولوجية تجعله مثل الأخشاب المستخدمة في صناعة الأثاث ونحن نهدف إلى إنشاء حوالي 4 آلاء مصنع على مستوى الصعيد بمستثمرين "صعايدة" .
• وماذا عن الطاقة الشمسية ؟
= يجب إعادة النظر في مساحة الأراضي التي تستخدمها الدولة فمصر بها صحاري شاسعة تحتوى على كنز من الذهب الأصفر وهو الشمس فهي كنوز من الطاقة لكنها لا تجد من يستغلها في مصر ولو حدث ستصبح مصر اكبر دولة منتجة ومصدرة للطاقة الشمسية في العالم فكل الأراضي المصرية عبارة عن خلية شمسية بعكس دول أوروبا فلابد أن تتوجه مصر إلى صناعة الخلايا الشمسية هذه الخلايا تحول طاقة الشمس إلى طاقة كهربية تستخدم في كل الأغراض على مستويين إما الأغراض المنزلية والتجارية كتطهير المياه وتسخين الأكل والتكييف والتبريد أو لأغراض صناعية، كذلك يجب الاعتماد على طاقة الرياح.
• هذا بالنسبة للمحور الأول وهو الأرض .. فماذا عن المحور الثاني وهو البشر ؟
= النهضة هي تفاعل الشعب مع الأرض ويساعد في هذا التفاعل عنصر تكنولوجي وهذا التفاعل يحتاج نوعية معينة من الناس وهذا يقودنا للحديث عن تصنيف من حيث الكم والكيف أو من حيث العدد والنوع، المصريون عددهم حوالي 87 مليون كاملي الفاعلية منهم حوالي 27 مليون وهو الإنسان المتعلم بالقدر الكافي الواعي المشارك الذي يحس ويهتم بما حوله أي انه هناك أكثر من 50 مليون مصري غير مشاركين في أي نهضة وهم الفقراء فقر مدقع الذين لا يشغلهم سوى لقمة عيشهم وأبنائهم وسكان العشوائيات ثم جنوب الصعيد الذي يعيش أكثر من 60% من سكانه تحت خط الفقر، فهناك قطاع كبير من الناس ونحن لا ندري أنهم ثروة إذا فُعلت طاقتهم ننتقل من مجرد 27 مليون مواطن فعال إلى 80 مليون، ويجب التركيز على البرامج التي تنقل الإنسان من هذا المستوى إلى المستوى الفاعل ليغطى احتياجاته الأساسية ويستطيع أن ينهض، هذا بالنسبة للعدد أو الكم أما بالنسبة للنوع أو الكيف فلو قارنا بين الإنسان المصري والإنسان الكوري فمثلا عامل اللحام المصري ونظيره الكوري .. العامل المصري من المفترض ان يعمل 8 ساعات لكنه يعمل اقل من ساعتين على عكس العامل الكوري وهناك مشاكل عديدة تقابل العامل في مصر أهمها التعليم ولا يمكن أن تنهض مصر إلا إذا كان لها نصيب من الصناعة العالمية.
أما المحور الثالث بعد الأرض والبشر فهو التكنولوجيا والتطوير فالتكنولوجيا هي مفتاح التقدم والنهضة لكل التجارب النهضوية في تاريخ البشرية من أول أحمس الذي استخدم العجلات الحربية ضد الهكسوس فالعالم كله لم يحقق أي طفرات نهضوية إلا بالتكنولوجيا فليس لنا طريق آخر غير التكنولوجيا وهي ليست تصنيعا ومصانع فقط إنما أيضا ثقافة خاصة ثقافة الإتقان وهي ضد ثقافة الفهلوة وعندما تقرر مصر الدخول في عصر النهضة ستنتشر هذه الثقافة في كل المجالات وبدلا من عبارة "ماتعملش كده إحنا في ثورة" ستحل عبارة "ماتعملش كده إحنا في نهضة" الفكر نفسه سيتغير.
أما المحور الرابع للنهضة فهو الاقتصاد ورأس المال الذي يساهم في تقديم أفضل تكنولوجيا ممكنة للنهوض، وفي كل الدول التي نهضت كان لرأس المال دور داعم في هذه النهضة وكان هو الوقود لهذه العملية، في مصر كان على رجال الأعمال القيام بهذا الدور إلا أن هذا القطاع كان مليء بالفساد الذي أكل من جسد الأمة وجعلها مهلهلة ، دور الاقتصاد ورأس المال هو إصلاح هذا الجسد وان يبدأ الاقتصاد في دفع علمية النهضة، ونجد أن في كل الدول التي نهضت وبالذات الشرقية منها الذي قاد الاقتصاد في عملية النمو هي شركات رأسمالية عملاقة وطنية كما حدث في كوريا مثلا مع شركات دايهاتسو وكيا وغيرها من الشركات فهذه الشركات كانت عبارة عن أفراد ولكن الدولة والمجتمع أيد هذه الشركات لأنها قادت النهضة ؛ فرأس المال في العالم المتقدم كان له دور كبير جدا في طريق النهضة لكن عندنا يرتبط رأس المال بالسلطة والفساد لا ينتج عنه أي نهضة.
المرتكز الخامس هو العدل الاجتماعي فلن تنهض الأمة وهناك ظلم اجتماعي فلن تستطيع أن تنطلق بمجتمع به فئات عريضة غير راضية فالعدل الاجتماعي هدفه أن تكون كل الفئات بالمجتمع مشاركة في عملية النهضة فمشاكل الفقر المدقع والبطالة وحتى الفتن الطائفية كلها تعيق عملية النهضة وعلى المجتمع أن يحلها بسرعة وبوضوح وهو ما فعلته ماليزيا حيث نجد أن الملايو المسلمين مثلوا غالبية السكان وكانوا الأفقر أيضا والأقل تقدما وكان الهنود والصينيين هم الأكثر تقدما وتطورا رغم أنهم ليسوا من الأبناء الأصليين للبلد فاتفق الجميع على أنهم شركاء في الوطن ووضعوا عقد اجتماعي لهذا الوضع الجديد ساهم في تقدم البلد، فالتماسك الاجتماعي من أهم عوامل النهضة لهذا على الدولة ألا تترك فئة من فئات المجتمع مهمشة.
الركيزة السادسة هي الثقافة فكيف ننهض بالبلد دون حدوث أي تغير في سلوكيات الشارع والمدارس والمجتمع المدني لهم دور كبير في تغيير هذه الثقافة وظهور ثقافة النهضة لدى الناس. المحور السابع والأخير في عملية النهضة هو النظام السياسي وكفاءة إدارة الدولة وتأسيس حكومة تهتم بكرامة المواطن وأن تتغير طريقة فكر الجهات والمنظمات الحكومية ونقصي منها الترهل ويتركز التوجه الأساسي على خدمة المواطن مما يجعل المواطن حريص على زيادة الانتماء وبالتالي زيادة الإنتاج.
هذه المرتكزات ينتج عنها 20 محور في كافة المجالات كالتعدين والصناعة والمياه والصحة والتضامن الاجتماعي كل محور يتطلب مجموعة من المشروعات التي تحقق هذا المحور مما يحقق لنا مشروع متكامل من أول الرؤية حتى السياسات المطلوب تنفيذها
• كيف تكتسب المبادرة شرعيتها؟
= أولا بالإعلام عن المبادرة والجهد المبذول في هذا المشروع، ثانيا بالمشاركة الشعبية ونحن ندعو الشعب كله للدخول على صفحتنا على الفيس بوك ليعرفوا المشروع، ثالثا المشاركة في الحياة السياسية فقد حان وقت الانتقال من الثورة إلى النهضة فالشرعية تأتي من الدعوة إلى المشاركة وهناك أحزاب سياسية ومرشحون للرئاسة يتبنوا هذا المشروع ونحن نمدهم بكل ما لدينا من هذا الفكر ونعمل على تطوير هذه الأفكار وسنسلمها لنظام الحكم المنتخب جهدا خالصا لمصر .
• متى ولد مشروع الفضاء .. وهل هناك إمكانية لإحيائه؟
= مشروع الفضاء المصري بدا سنة 95 على 3 مراحل ومصر بدأت تتجه للفضاء في سنة 1957 في هذه الفترة نشا في مصر مشروعين متصلين بصناعات الفضاء احدهما هو صناعة الطائرات بحلوان والثاني مشروع الصواريخ وهذه كانت مشروعات حقيقية في وقت قديم إلا أن كثير من الناس ظنوا أن مصر لم تكن على هذا القدر من التقدم وذلك بسبب الفساد والتدهور والتأخر الذي عاشت فيه مصر على مدار 30 سنة، وفي هذا الوقت كان العالم خارج من الحرب العالمية الثانية وهناك قوى وكتل تشكل العالم منها كتلة الدول النامية التي تسعى للاستقلال وكانت مصر على رأس هذه الكتلة وقد كان لهذه الكتلة وزن وقوة لا يعرفها الجميع كما أن علماء الدول التي هُزمت في الحرب كان لديهم رغبة في نقل علمهم إلى أي احد فحصل نوع من الاتفاق بين مصر التي تسعى إلى التقدم وبين علماء الدول الخاسرة في الحرب والغير مرحب بهم في النظام الجديد فاحتضنت مصر بعض هذه المشروعات وبعضا من هؤلاء العلماء الذين بنوا مصانع للطائرات والصواريخ مازالت موجودة حتى الآن ودخلت معنا الهند في ذلك الوقت كدولة نامية شريكة لكننا توقفنا واستمرت هي في طريقها إلى النهضة، ولم تكمل مصر مشوارها على طريق التقدم مع أنها كانت من الدول المتقدمة حيث كانت التكنولوجيا متاحة وهناك من يرغب في نقلها والدولة مستعدة لعمل ما يلزم لاستقبال هذه التكنولوجيا.
هذا عن المشروع الفضائي الأول الذي انتهى في حرب 67 والتي كانت من أهم أسبابها هذا المشروع لان مصر كانت على وشك الدخول في عالم الفضاء بقوة في بداية عصر الفضاء خاصة أن العلماء الألمان الذين استعانت بهم مصر كانوا على مستوى أعلى من العلماء الأمريكان فجاء انكسار67 ليوقف المشروع واستمر التوقف حتى عام 74 ولم تكن مصر تقوى على الحديث عن مشروع فضائي ولم يهتم الرئيس السادات بالفضاء ولم يكن له توجه بالتكنولوجيا المتقدمة لكنه ركز على الانفتاح الذي اعتقد انه سيؤدي إلى رخاء البلد، وفي بداية 82 حدث اهتمام مؤقت بالمشروع الفضائي فقد شُكلت لجنة عُليا للفضاء برئاسة الدكتور مصطفى كمال حلمي وقررت إنشاء وكالة للفضاء ولكن لم يكتمل المشروع لعدم جدية الحكومة والنظام السابق في هذا المشروع مما يؤكد على أن حلم الفضاء في مصر موجود منذ زمن ويتضح كل فترة من الوقت حيث ظهر مرة أخرى في سنة 1995 .
• من الذي تبنى إعادة إحياء المشروع ؟
=أنا الذي تبنيت الدعوة إلى إعادة إحياء مشروع الفضاء المصري وقدمت اقتراح بان تقوم مصر بصناعة قمر صناعي صغير وأعددت كل التفاصيل الخاصة بالمشروع وكيفية التصدي للمشكلات المتوقع حدوثها وذلك في ندوة بهيئة الأرصاد الجوية برعاية جامعة القاهرة ومن هذه الندوة بدا الاهتمام بهذه الفكرة وكان ذلك في ديسمبر 95 تلا ذلك في ديسمبر 96 أصدرت كتاب عن الفضاء في سنة 97 بعد أن انتشر الفكر طُلب مني رسميا الانتقال إلى الهيئة القومية للاستشعار وعلوم الفضاء التي أُنشئت لهذا الموضوع والبدء في تنفيذ هذا المشروع وتم تعييني رئيسا لشعبة الفضاء من هنا كانت البداية في المشروع الفضائي وعندما بدأنا في طرح هذا المشروع وجدنا انه من المهم جدا وجود مجلس علمي لوضع إستراتيجية ومتابعة الفكر والمشروع القومي الذي يتطلب توافر كل العقول؛ فأنشأت الدولة بقرار من مفيد شهاب واقتراح من الدكتور عادل يحيي مجلس بحوث الفضاء وبه أربع شعب علمية بكل منها 20 عالم بجانب 40 عالم بالمجلس أي هناك 120 عالم كانوا يتجمعوا لمناقشة موضوع الفضاء وتبلورت الفكرة في الفترة من 97 حتى عام99 وخططنا تفاصل كيفية عمل القمر الصناعي وأعطتنا الدولة ميزانية مؤقتة للمشروع الذي يهدف إلى دخول مصر إلى عصر الفضاء وان تستطيع مصر صناعة الأقمار الصناعية بقدرات وعقول أبنائها ؛ لذلك كان لابد من التعامل مع دولة متقدمة في هذا الجانب وهو ما فعلته كل الدول عند دخولها عصر الفضاء حيث تنقلها من دولة أخرى حتى الروس والأمريكان، ففي هذه الصناعة لابد من نقل التكنولوجيا من مستوى إلى مستوى ولهذا أسباب علمية من أبرزها أن الخبرات التصميمية المطلوبة في الفضاء ليست موجودة عندنا على الأرض فلا نستطيع أن نصمم شيء على الأرض ونجزم إنها ستعمل على الفضاء وعندما بدأنا التعامل تعاونا مع دول مثل ايطاليا وجنوب إفريقيا وفرنسا وتبادلنا الخبرات والزيارات وفي النهاية اكتملت دراسات المشروع طرحت الهيئة القومية للاستشعار مناقصة وتقدمت لها الدول لنختار دولة تصنع لنا القمر وتشركنا في عملية الصناعة وتعلمنا من خلال ذلك وتنقل لنا كل الخبرات بشكل موثق ومكتوب ومفهوم ولم يكن هدفنا بناء قمر بالضرورة بل كان هدفنا أن نكتسب خبرات في هذا المجال وفازت دولة أوكرانيا بالمناقصة وبدا تصنيع القمر في أوكرانيا بمشاركة 54 مهندس مصري واستمرت التجربة على مدى ثلاث سنوات ونصف من ابريل 2003 إلى أكتوبر 2006 وأطلق القمر بنجاح في 17 ابريل 2007 واشتغل مدة طويلة لكن الجو السياسي كان قد تغير في مصر وجاء هاني هلال وزيرا للبحث العلمي ومن المعروف انه كان ضد المشروع ووصل الأمر إلى انه يوم إطلاق القمر وهو حدث عالمي وقومي من الدرجة الأولى ومع ذلك لم يحضر هذه اللحظة سوى أربعة أشخاص ولم يحضر أي مسئول مصري فالاتجاه السياسي كان ضد المشروع واستمر القمر في مداره ثلاث سنوات ونصف وصور مصر كلها عشرات الصور لتجتاز مصر المرحلة الأولى بنجاح وقد كانت مصر مشاركة فيها ب20% وشاركنا مشاركة معقولة لكن الفريق ككل كان يتدرب وانتهت المرحلة الأولى ولم تبدأ المرحلة الثانية حتى الآن بسبب اختلاف التوجهات حيث ظهرت صعوبات تحول دون الانتقال إلى المرحلة الثانية وأوقف هاني هلال المشروع لعدم اقتناعه به حيث رفض الذهاب إلى أوكرانيا ولم يحضر إطلاق القمر أو على الأقل يرسل مندوبا عنه للحضور وعرضنا أن يتكفل المشروع بنفقات السفر لكن لم يستجيب احد لطلبنا وتوقف مشروع الفضاء الذي لم يكن على هوى حكومة نظيف عموما وليس وزارة البحث العلمي فقط كما أن المشروع كان سيسحب البساط من تحت المشروعات التي تفضلها الحكومة وسبق أن صرح هاني هلال قائلا"انه مفيش كيميا بينه وبين المشروع ده" مما أدى إلى ترك المهندسين للمشروع وحاولنا الحفاظ على من تبقى منهم بالعمل في المشروعات التي تتوافق وإمكانياتنا مثل إنشاء قمر صناعي صغير وسيتم إطلاقه قريبا.
• هل هناك إمكانية أن يكون بمصر مدينة فضاء؟
= في إطار مشروع الفضاء خصصت لنا الدولة مساحة بلغت 100 فدان لإنشاء مدينة فضائية وهي مساحة جيدة جدا وأنشأنا فيها محطة الأقمار الصناعية المصرية على مساحة خمسة أفدنة لكن لا يوجد لدينا إمكانيات إنشاء أي شيء آخر.
• متى نمتلك قمر صناعي مصري 100%؟
= ما يجب على مصر فعله الآن هو إعادة بناء القمر المصري "ايجيبت سات" الذي انقطع الاتصال به لكنه كان قد أدى مهمته وقارب عمره الافتراضي على الانتهاء، ونحن قادرين على بناء قمر صناعي مصري بنسبة تصل إلى 100% لكن ذلك يحتاج خطوات عديدة لرسم خارطة طريق والسير عليها و أول هذه الخطوات إعادة بناء القمر الصناعي الذي انقطع الاتصال به فلسنا نحن من بناه بل بناه الاوكرانين ونحن كنا نتعلم فكيف نعرف مدي قدرتنا ونختبر استطاعتنا في صنع القمر إلا عن طريق تصنيع نفس القمر الذي تعلمنا عليه وهو ما يؤدي إلى إعادة صقل خبرات المهندسين واستعادة المعلومات الضائعة وتأهيل الصناعات المشاركة فلدينا في الهيئة قمر شبه القمر المفقود بالكامل الكترونيا وهيكليا وطالبت حكومة شرف بإعادة بناء القمر المصري "ايجيبت سات 1B" بأيدي وعقول مصرية ونحن قادرون على ذلك فلدينا الخبرة ولدينا 5000 وثيقة بها كل تفاصيل بناء القمر ونماذج القمر على الأرض موجودة لكن علينا استعادة المهندسين والعلماء الذين تركوا المشروع وهذا سهل فبمجرد صدور القرار ويعلم الجميع بعودة التوجه إلى مشروع الفضاء سيعود هؤلاء المهندسون وسنضم أعداد جديدة من الجامعات ومن الصناعة لكن الخطوة الأهم الآن إعادة بناء القمر الأول وإطلاقه بعدها من السهل بناء آخر جديد.
• هل تنتهي برامج الفضاء بتصنيع القمر الصناعي فقط؟
• لا فمن أهم ما يجذب الانتباه إلى هذه البرامج هو استخدامات القمر وكيفية تعميق هذه الاستخدامات ونحن في إطار برنامج النهضة نرى أن جزءا كبيرا من محور الأرض هو عبارة عن رؤية فضائية فما يساعدنا على اخذ قرار بنقل شيء ما إلى الساحل الشمالي أو سيناء هو الصور التي يرسلها القمر فاستخدامات الفضاء ضرورة حيوية لمشروع النهضة القائم على التوسع في الأرض غير دوره في محاربة الكوارث وتخطيط المدن والعشوائيات فالفضاء يدخل في كل شيء الآن ، وكنت قد ألقيت ثلاثة بحوث مؤخرا منها واحد حول قمر مشترك مع تركيا وإمكانية ذلك والثاني يركز على أن تصنيع الفضاء والأقمار الصناعية من وجهة نظر التكنولوجيا ليس وحده كافيا لإقناع المسئولين ليخصصوا الموارد اللازمة فلا بد من إظهار أهمية وفوائد البحث العلمي في مجالات استخدامات الفضاء حتى يقتنع الناس بالمشروع.
• هل القمر الصناعي المصري يهدد إسرائيل وهل هناك أياد خفية عطلت المشروع لهذا السبب؟
• الأيادي كانت مباشرة وليست خفية ، وأي تقدم حقيقي يحدث في مصر يهدد إسرائيل فهي ليست مهتمة أو متخوفة من أن نقوم بتصويرها لكنها متخوفة من حدوث تقدم في مصر فهي ترى أن دخول مصر إلى عالم الفضاء سيغير من التوازن التكنولوجي في المنطقة لهذا إيقاف المشروع خطر وتهديد للأمن القومي واعتقد انه بعد الثورة أصبح توجه إعادة بناء القمر الصناعي أولوية هامة وضرورية جدا وألا يغيب عن ناظرنا حتى تنهض مصر وتعود إلى مكانتها واسأل الله أن يقيض لمصر من يقرا فيفهم ومن يفهم يستجيب .
------------------------------------------------------------------------
التعليقات
فيصل
الأربعاء, 24 أغسطس 2011 - 09:05 am
إلى الأمام ..
الله يقويكم يا شعب مصر العظيم .. عز مصر عز للعرب كلهم .. و اي شيء ينفع مصر ينفعنا في السعودية والعكس صحيح .. اتمنى بصراحة يتم صناعة قمر ( ايجبيت سات ) و ( سعودي سات ) ووو إلخ .. لازم يتطورون العرب و يواكبون العصر الي هم فيه .. الله يوفقكم ..
سعيد عبدالفتاح عبدالنبى
الجمعة, 29 يوليو 2011 - 06:06 am
افتخار لمصر
طبعا كلام الدكتور عرجون حقبقى 100% ومطلوب قرار فورى من الدكتور غصام شرف بوضع هذا المشروع من اولويات الدولة وتعاون الشركات الوطنية فى المعاونة والمساعدة فى التصنيغ المحلى للقمر وللعلم هذة الشركات سوف تستفيد جدا والمطلوب هو عودة الدكتور عرجون للبرنامج علشان يقود السفينة صح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.