كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، فى تقرير لها نُشر صباح اليوم السبت، تناولت فيه الكوارث التى تمُارس ضد المعتقلين بسجن العازولى الحربى، وذلك بعد رصد مراسلها فى القاهرة، العديد من الانتهاكات الحقوقية فيه والتجاوزات التى ترتكبها سلطات السجن. وقالت الصحيفة، فى تقريرها، الذى أعده مراسلها، باتريك كينجسلى، فى محافظة الاسماعيلية، فإن مئات المصريين المختفيين قسريًا يتعرضون للتعذيب اليومى غى ذلك السجن الحربى منذ عام 2013. ونقلت الصحيفة أقوال أحد المفرج عنهم، والذى أكد أن العازولى ليس كأحد السجون العادية، فلا توجد وثائق تقول إنه هناك من الأساس، فإذا مت لا يعرف أحد. ولفت مراسل الصحيفة إلى أن الضحايا معتقلون دون محاكمة، معتمدا فى هذه المعلومات على إفادات سجناء سابقين، ومحامين، وناشطين فى حقوق الإنسان، وعائلات مختفين.
ورصد تقرير الصحيفة، أن المعتقلين في سجن العزولى يتعرضون للصعق الكهربائى والضرب والتعليق بأجساد عارية ساعات طويلة، حتى يقدموا معلومات معينة، أو يحفظوا اعترافات تملى عليهم، أو يفرج عن بعض منهم لعدم الحاجة إلى استجوابهم.
وكشف معدّ التقرير، أن المعتقلين هم 16 ألف سجين سياسى اعتقلوا منذ الصيف الماضى، مضيفا أن "ما يجعل هذا السجن مختلفا، هو أنه لا يخضع للنظام القضائى المصرى، وبالتالي يمنح السجان سلطة غير محدودة". ونقل التقرير إفادة معتقلين سابقين، الذين قالوا إن أغلب المعتقلين من السلفيين، والمشتبه في ضلوعهم أو معرفتهم بهجمات مسلحين أعقبت قمع المظاهرات المناهضة للانقلاب في أغسطس 2003، وبعضهم من جماعة الإخوان المسلمون، والبعض الآخر لا علاقة لهم بأي تيارات دينية، وبينهم طفل وصحفى.
ولفت مراسل الجارديان إلى تصريحات المحامى المصرى أحمد حلمى، الذى أوضح أن العديد من المعتقلين يتعرضون للتعذيب على يد المخابرات العسكرية، حتى يحفظوا اعترافات تملى عليهم بالضلوع فى أعمال إرهابية.
وأضاف المحامى أن المعتقلين يحولون بعدها إلى أمن الدولة، حيث يطلب منهم ترديد هذه الاعترافات أمام قاضى التحقيق، وإذا لم يرددوا الاعترافات ذاتها، يعادون إلى سجن العزولى للمزيد من التعذيب، وفق قوله.
وأورد التقرير أن "الكثير من هؤلاء المعتقلين في سجن العزولى يتم القبض عليهم عشوائيا أو مع القليل من الأدلة"، مؤكدا استخدام المخابرات المصرية التعذيب فى تحقيقاتهم.
وأكد أنه منذ يوليو 2013، وهو التاريخ الذي أعقب الانقلاب العسكري في مصر، ارتكبت السلطات في مصر انتهاكات أبرزها الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بحق المواطنين، مشيرا إلى أن المئات منهم يتعرضون للتعذيب في سجن العزولي، خارج الرقابة القضائية، دفعت منظمي العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" إلى كتابة تقرير مهم تحت عنوان "القمع على نطاق لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر الحديث".
