تفاقمت أزمة انقطاع مياه الشرب في محافظة البحيرة وعدد أخر من محافظات وجه بحري، رغم قيام عدد كبير من أهالي محافظة البحيرة بتنظيم عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بحل الأزمة مياه الشرب، التى وصلت ذروتها خلال الأيام الماضية. ولم تهتم حكومة الانقلاب بالرد على الأهالي والاستجابة لمطالبهم بعد خروج الوضع عن السيطرة، وبوار مئات الآلف من الأفدنة والأراضي نظرا لتأثر حصة مصر منح مياه نهر النيل بسبب اتفاقية المبادئ التي وقع عليها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وسمحت لأثيوبيا ببناء سد النهضة، الأمر الذي أثر على حصة مصر بالسلب وانخفاض منسوب مياه النهر وبوار الأراضي الزراعية. و قال السيد الطوخى 50 سنة، موظف بمركز دمنهور، في تصريحات صحفية اليوم السبت، إن كل المسئولين قد فشلوا فى حل هذه المشكلة المستعصية، بداية من رئيس شركة المياه وحتى محافظ البحيرة، مضيفًا أن المئات من الأسر قد انتهكت إنسانيتها وكرامتها، خاصة السيدات، خلال رحلتهم اليومية للقرى المجاورة للحصول على احتياجاتهم من مياه الشرب. وأضاف أنه لابد من حل فورى لهذه الأزمة، لتأثيرها على الأمن القومى وتشويه صورة مصر. وأكد مواطن أخر يدعى حسين عمرو، أن استمرار نقص مياه الشرب بقرى البحيرة أمر لا يحتمل بعد أن أدى إلى انتشار الأمراض بين الأهالى، خاصة أمراض الفشل الكلوى والفيروسات الكبدية، مضيفًا أنه تم تقديم مئات الشكاوى لجميع المسئولين وعلى رأسهم الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، الذى تفقد القرية مؤخرًا لمعرفة حجم الأزمة ولكن دون أى جديد على أرض الواقع. وأوضح أنه بعد زيارة محافظ البحيرة للقرية، حاولت شركة مياه البحيرة امتصاص غضب الأهالى، ودفعت بكميات من المواسير لضخ المياه عن طريق القرى المجاورة، ولكن المشروع توقف فى ظروف غامضة، ومازالت تلك المواسير ملقاة فى شوارع القرية منذ أكثر من شهرين. وطالبت فاتن شعبان، ربة منزل من أهالى مركز المحمودية بإقالة كل المسئولين عن ملف المياه فى المحافظة لتقصيرهم الشديد فى حل هذه الأزمة، مضيفة أن معظم السيدات عليهن العبء الأكبر لتوفير احتياجات الأسرة من المياه، وأن الكثير منهن يتعرضن لمضايقات إلى التحرش خلال سفرهن إلى المراكز المجاورة لتوفير مياه الشرب وملء جراكن المياه. وأوضحت أن نقص المياه بهذه الصورة يؤثر على استقرار المجتمع، مضيفًا أن الأهالى طرقوا جميع الأبواب القانونية بلا جدوى ونظموا وقفات احتجاجية دون أى جديد. وتابعت: "مظاهرات واتظاهرنا، وقطع طرق وقطعنا فيه إيه بعد كده.. نولع فى نفسنا علشان نشرب شوية ميه؟". يذكر أن الآلاف من قرى مركز الرحمانية ودمنهور والمحمودية وكفر الدوار، قد قاموا بتنظيم عدة وقفات احتجاجية بسبب نقص مياه الشرب لعدة أشهر متواصلة، كما قام أهالى مركز المحمودية بالاعتصام أمام ديوان عام محافظة البحيرة بمدينة دمنهور لمطالبة المسئولين بتوفير مياه الشرب. وتفاقمت أزمة ماه الشرب والري في عدد من المحافظات على رأسها البحيرة والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ، حيث يظهر الأهالي يوميا وهم صفوف طويلة بجراكن المياه، فضلا عن بوار مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية دون تحرك من مسئولي الانقلاب الذي وعد قائدهم بأنهم في طريقهم لمعالجة مياه الصرف الصحي لري ظمأ المصريين.