صعد الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، إلى 12 جنيهاً خلال تعاملات اليوم لأول مرة في تاريخ البلاد داخل السوق الموازية ، بحسب متعاملين في سوق الصرف المصرية. وبلغ الحد الأعلى السابق للدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، الأربعاء إلى 11.75 جنيهاً، ليسجل اليوم رقماً جديداً مع ارتفاع الطلب على العملة الأمريكية. وأرجع متعاملون الارتفاع، إلى تصريحات محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر أمس الأربعاء، التي قال فيها "لا يمكن الحديث عن تعويم الجنيه حالياً، أما الخفض أمام الدولار فهو يرجع لما يراه البنك في الوقت المناسب". وأوضح المتعاملون أن الدولار سيبقى مع المواطنين من تجار ومستهلكين وأصحاب محال صرافة، ترقباً لخفض جديد للعملة المحلية لتحقيق أرباح في بيعه داخل السوق السوداء. وأعلن البنك المركزي المصري منتصف الأسبوع الجاري إنه باع 119.4 مليون دولار من إجمالي قيمة العطاء الدولاري الأسبوعي البالغ 120 مليون دولار، وبلغ سعر الدولار 8.78 جنيهاً. ويبيع المركزي المصري الدولار ب 8.78 جنيهات، بينما تبيعها البنوك العاملة في البلاد ومحال الصرافة المرخصة ب 8.88 جنيهات. وتوقع المتعاملون في وقت سابق أن يتجاوز الدولار حاجز ال 12 جنيهاً في السوق السوداء ما لم يتدخل البنك المركزي المصري سريعاً عن طريق طرح عطاءات دولارية يومية بمبالغ كبيرة لتلبية استيراد السلع الاستراتيجية والضرورية، وطرح رؤية اقتصادية شاملة تتضمن تنشيط عجلة النمو الاقتصادي وتحريك موارد الدولار في قطاعات السياحة والتصدير وتحويلات المصريين من الخارج. وخفض المركزي المصري منتصف مارس الماضي، سعر صرف الجنيه 112 قرشاً أمام الدولار، بنسبة 14.5% ليصل إلى 8.85 جنيهات. وأشار المحلل المالي المصري محمد الدشناوي إلى أن تصريحات المحافظ مؤخرا أشعلت المضاربة على الجنيه خلال الفترة الماضية. وقال الدشناوي في حديثه للأناضول اليوم، إن تعويم الجنيه المصري أمام الدولار طبقاً للعرض والطلب بناء على تعاملات السوق، "غير منطقي وغير قابل للتنفيذ قبل نحو ثلاثة أعوام مقبلة، حتى عودة السياحة واستقرار الأوضاع الاقتصادية". وتوقع الدشناوي أن يصل سعر الدولار "إلى 18 جنيها، في حال التعويم، مع استمرار الظروف الحالية".
