حذر مسؤولون عسكريون امريكيون وقادة محليون في شمال العراق من تحول مدينة كركوك التي تدعو الاحزاب الكردية لضمها لاقليم حكمهم الذاتي الي جبهة جديدة في الحرب الاهلية المندلعة في العراق. وكشف تقرير صحافي امريكي ان اتباع القاعدة اوجدوا لهم موطئ قدم في المدينة ويقومون بعدد من العمليات الكبيرة. ويقيم في المدينة النفطية، عرب واكراد يعيشون تنافسا شديدا علي المدينة والسيطرة عليها، وفي الوقت الذي لا يريد اي من الاطراف الثلاثة الحرب الا انه علي ما يبدو كل شخص يحضر لها. ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن شيخ قبيلة عربية كبيرة في المنطقة قوله ان الجميع يطلقون علي كركوك علي انها قنبلة موقوتة ، وقال الشيخ ان العرب لن يتخلوا عن المدينة ولن يتركوا احدا يأخذها، واكد قائلا انه علي الرغم من عدم رغبتهم في القتال الا انهم مستعدون له. وفي اطار آخر، هدد القادة الاكراد انهم سيأخذون المدينة بالقوة او بالقانون. وقال احد المسؤولين التابعين لحزب جلال طالباني، الرئيس العراقي ان صبر السكان الاكراد قد نفد. وقال انه في حالة عدم اعادة الحقوق للاكراد فانهم سيقومون بعملها بانفسهم. وتقول الصحيفة ان جيران العراق، تركيا وسورية وايران عبروا عن مخاوفهم من انه في حال سيطرة الاكراد علي كركوك فانه سيكون لديهم الثقة بالنفس والاستقرار الاقتصادي لاعلان الاستقلال، مما سيعطي الاكراد في تركيا وايران وسورية الدفعة للتمرد وزعزعة الاستقرار في هذه المناطق. ولهذا هدد الزعماء الاكراد انهم سيتدخلون لحماية التركمان في كركوك، وحذروا الاكراد من الاخلال بالتوازن السكاني في المدينة. وقال رجب طيب اردوغان، رئيس الوزراء التركي ان بلاده لن تقف متفرجة تجاه الجهود التي تهدف لتغيير طابع المدينة. وكان الاتراك قد نظموا مؤتمرا في الآونة الاخيرة حول كركوك، حضره عرب سنة وشيعة وتركمان معارضون لما يقوم به الاكراد. وبحسب الدستور العراقي الجديد المثير للجدل، فقد اشترط الاكراد اجراء استفتاء حول مستقبل كركوك، ويقول محللون ان الاستفتاء الذي يتوقع ان يعقد في نهاية العام الحالي، اذا انعقد في موعده فسيعطي الاكراد الفرصة للتصويت علي الانفصال. وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاكراد يدفعون باتجاه استخدام قرار اداري معطل لحرمان عشرات الآلاف من العرب من المشاركة في الاستفتاء. وشهد العام الماضي الكثير من عمليات القتل حيث قتل 325 شخصا وجرح اكثر من الف في مدينة لا يتجاوز تعداد سكانها المليون. ويشير مراقبون الي ان عودة نشاطات جماعة انصار السنة للعلن بعد سنوات من الهدوء مثيرة للقلق، ويقول المسؤولون الاكراد ان التنظيم هذا له علاقة مع تنظيم القاعدة. ولكن الصحيفة تقول ان استخدام الاكراد فكرة الربط بين العرب السنة وتنظيم القاعدة يساعدهم لاحكام السيطرة علي المدينة. وحذر تقرير لمعهد واشنطن صدر العام الماضي جاء فيه ان كركوك فيها الكثير من العناصر الموجودة في بغداد والتي قد تسهم في تفتيت العراق. ويتعامل الاكراد مع الاستفتاء كنوع من الفرصة التاريخية لان ضم المدينة يعني استقلالا اقتصاديا وبدون كركوك فالمناطق الكردية لا تستطيع الاعتماد ذاتيا علي نفسها. ويحذر مسؤولون اكراد انه في حالة التخلي عن الاستفتاء فالحرب الاهلية ستندلع وستكون اقسي من بغداد لانها ستكون حربا بين اثنيات. ويعتقد السنة العرب ان ضم كركوك يعني بداية تفكك العراق، حيث تطالب احزاب شيعية في الجنوب بفصله عن بقية العراق. وكانت كركوك في الخمسينات من القرن الماضي مدينة تعيش فيها غالبية تركمانية، واقلية عربية وكردية، واثناء النظام الماضي هجر العديد من الاكراد المدينة، ومنذ غزو عام 2003 والخريطة الديمغراطية في تغير، فقد اجبرت الاحزاب الكردية العرب والتركمان علي ترك منازلهم، فيما تم احضار اكثر من 350 الف كردي لكركوك. ويحاول الاكراد شراء العائلات العربية بالمال من خلال تعويضها بمبلغ 19 الف دولار بدلا من املاكها او حقها في التصويت. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البرلمان الاقليمي لكردستان قوله ان العرب لا يحق لهم المشاركة في الاستفتاء حتي لو كانوا ولدوا في كركوك، مشيرا الي ان هذا يعود لخطأ آبائهم. وبالمقابل يتهم العرب والتركمان الاكراد بانهم سمحوا للأكراد بدخول المدينة مع انهم ليسوا اصلا منها.