مصر في عهد العسكر: ضابط يسحل ويحتجز مخرج بالتليفزيون

طالب وحيد سيد، مخرج بالتليفزيون المصري، بتدخل النائب العام المستشار نبيل صادق، واللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، ليحصل على حقه "المسلوب" بعد تعرضه للضرب والسحل على يد النقيب "محمد. ع. د"، الضابط بمديرية أمن شمال سيناء.
"عندما يتم الاعتداء عليَّ بالضرب على مرأى ومسمع الجميع، وإهانتي أمام أسرتي، واحتجازي بقسم ثان أكتوبر دون أي تهمة".. يقول وحيد سيد، مخرج بالتليفزيون المصري، إن ما تعرض له من إيذاء مادي ومعنوي على يد الضابط بمديرية أمن شمال سيناء، يؤكد "إننا نعيش في غابة"، بحسب وصفه.
البداية
قال "سيد" إنه يقطن بمدينة السادس من أكتوبر، وبالتحديد في 9 المستثمر الصغير جنوب الأحياء، لافتًا بأن مالك العقار - والد الضابط - رفض منهم حقهم القانوني في استخدام "منافع العقار" رغم تحصله على قيمتها.
وأضاف المخرج بالتليفزيون المصري - في تصريحات لمصراوي - أن سكان العقار لجأوا إلى جهاز مدينة 6 أكتوبر، فأخبروهم بأنه عليهم تأسيس اتحاد ملاك حتى يتمكنوا من التصرف في العقار.
وأوضح: "مالك العقار رفض تأسيس اتحاد ملاك، رغم أن الجهاز أقر بوجود مخالفات بالعقار ملكه، ما دفعه لإحضار نجليه أحدهما ضابط شرطة، رفقة 8 بلطجية".
وتابع: "بينما كنت أتوقف وأحد الجيران أمام العقار محل سكنهما، فوجئت بمالك عقار ونجله الضابط ومجموعة البلطجية يعتدون عليَّ بالضرب المبرح أمام سكان المنطقة".
وأردف: "الضابط جلس فوق بطني، وضربني بدبشك سلاحه الميري حتى أصبت باتجاج بالمخ، وقال لي بالحرف "أنت ديتك طلقة، وأرميك في الصحراء"، بحسب قوله.
ضرب وسحل و"احتجاز"
واستطرد: "الضابط والبلطجية جروني لمنتصف الشارع، وهددوا سكان العقار بأن اللي هيعمل كده، ده هيكون مصيره، ثم حملوني ووضعوني في حقيبة سيارة أحدهم، وتوجهوا بي إلى قسم شرطة ثان أكتوبر، وخلال الطريق اتصل نجل العقار بأحد الضباط بالقسم وقاله: "أنا جايبلك الحاجة اللي قولتلك عليها".
وعن كواليس ما دار بديوان اقسم، قال المخرج التليفزيوني: "ضابط برتبة نقيب، أول ما شافني قال حطوه في الحجز بدون كلام أو تحقيق، ولقيت واحد بلطجي بيقولي، أنا مستنيك، واللي بيقولك عليه البهوات اعمله بدون كلام، ولو ماسمعتش الكلام هيحصلك .....".
وأضاف: "قعدت في القسم تحت تهديد، وطالبت بعمل محضر بالواقعة أو تقرير طبي عن الإصابات، لكن تم رفض كل طلباتي"، موضحًا: "حضر شقيقي، محاولا الاستفسار عن سر احتجازي بالقسم، فخرج له المقدم فوزي عامر، رئيس مباحث القسم، وفتح الحجز وطلعني، وسابني لضباط النوبتجية وكانوا نقيب، وملازم، و2 أمناء شرطة".
وأشار إلى أن الضباط أجبروه على توقيع محضر صلح مع النقيب "محمد. ع. د"، نجل مالك العقار، وخرجت من القسم وذهبت رفقة شقيقي، وكان لسان حالي: "أنا مخرج وعملوا فيَّ كده، طيب لو شخص بسيط كانوا عملوا في ايه!".
معاناة الروتين
وبعد خروجه من ديوان القسم، مكث المخرج التليفزيوني لمدة 5 أيام في منزله، مضيفًا: "طلبت مقابلة مدير الأمن لكن زحلقوني، وتوجهت إلى النيابة وحررت محضرًا بالواقعة، التي أرسلتني لعمل تقرير طبي بالإصابات، وطلبت تحريات عاجلة، التي أكدت صحة الواقعة".
وأشار: "التحريات حُذف منها واقعة شد الأجزاء منها، واحتجازي بالقسم دون وجه حق"، موضحًا: "لم يتم استدعاء الضابط حتى الآن وبالتحديد منذ يوم الواقعة 22 يناير الماضي، العدالة البطيئة ظلم للمجني عليه".
وتابع: "أنا متبهدل على الآخر، رايح جاي على النيابة، أريد حقي فقط، خاصة أن أقوال الشهود والتحريات والتقرير الطبي تؤكد الواقعة"، لافتًا بأن
الإعلامي حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين تحت التأسيس، تواصل مع اللواء محمد عبد العال، مدير التفتيش بالجيزة، لكنه كان يطمئنه: "إن شاء الله وحيد هياخد حقه".
وطالب وحيد سيد، مخرج بالتليفزيون المصري، بالكشف عن كافة الكواليس التي حدثت يوم 22 يناير من الساعة 6 والنصف حتى 10 مساءً، خاصة بعد إجباره داخل القسم على توقيع محضر صلح مع الضابط المتهم بالاعتداء عليه بالضرب.
وأشار "سيد" تصريحاته إلى أن ما يتعرض له من روتين "عقيم" يهدف إلى إصابته بالملل فيترك القضية، أو إخافة الشهود أو الوصول بهم إلى حالة من الملل ما يدفعهم للتراجع عن الإدلاء بشهادتهم، مؤكدًا: "أنا كل اللي عاوزه حقي يرجعلي، وبوجه استغاثة عاجلة للنائب العام ووزير الداخلية".
واختتم تصريحاته موجهًا حديثه إلى وزير الداخلية: "هو أنا لازم أتلقى طلقة من الضابط علشان حد يتكلم عني أو أحصل على حقي"، متساءلاً: "هو أنا المفروض كنت أتمنى أخد رصاص علشان أخد حقي؟".