بالأمس كانت "كلنا خالد سعيد" هى الأيقونة التى خرج من رحمها الشعب المصري لحصار النظام الفاشي وتفجرت من فوهتها براكين الغضب لتزلزل الأرض من تحت أقادم حكم العسكر، قبل أن ينجح فى لملمة شتاته وتجاوز صدمة 25 يناير ليضرب الفرقة بين صف الميدان ويتكمن من استعادة مقاليد السلطة على جثث الشباب والأحرار. وما أشبه اليوم بالبارحة، غير أن المتغير الوحيد فى معادلة اليوم وبعد مرور 5 سنوات ونيف على ملحمة يناير، لم تكن تميمة الثورة هذا المرة مصرية الهوية وإن كانت مصرية المصير، حيث أطلق النشطاء صحفة "كلنا ريجيني" من أجل الدفاع عن أولئك الذى استباح دمائهم العسكر دون أن يجدوا من يدافع عنهم وهؤلاء القابعين فى طابور الموت خلف قضبان معتقلات الفاشية.
وفى الوقت الذى وجد فيه الشاب الإيطالي جوليو ريجيني ونظيره الفرنسي إريك لانج حكومة تدافع عن حرمة دمائهما وتلاحق القتلة من مليشيا السيسي بالتحقيق فى انتظار القصاص، لم يجد عشرات الآلاف من المصريين من يفتح أفاق لصراخاتهم التى تفضح الظلم وتزيح الستار عن جرائم السيسي.
واعتبر النشطاء أن حملة #كلنا_ريجيني بأنها ترصد كافة حالات ال قتل خارج نطاق القانون والتعذيب والاختفاء القسري، تحت شعار "لكل ريجينى حملة.. لكل صاحب ضمير". وأضافت الحملة: "لو تكلموا بعد موتهم لنادوا نخوتنا وخاطبوا إنسانيتنا وهزوا كيان مروءتنا أن يا أيها الإنسان لا تر الظلم في مصر ثم تدر وجهك، ولا تتجاهل اختفاء مئات الرجال والنساء، بل أنكر ذلك ولو حتى بلسانك أو بكتابتك، شاركنا حملتنا لإيصال اصواتنا التي لم تخرج في حياتنا".
وطالبت #كلنا_ ريجيني الأحرار حول العالم بالمشاركة فى إنقاذ من تركناهم على قيد الحياة يسامون سوء العذاب في أقبية النظام المصري الغاشم، بسبب الاختفاء القسرى، والتفاعل على نطاق واسع انطلاقا من اليوم الأحد، وحتى المشاركة فى تحرير المصريين الذى ليسوا ريجيني ولكنهم ينتظرون المصير نفسه ولكن من خلفه صمت مخيب.