في خطوة غير مسبوقة، فوجئ العاملون بالشركات التابعة للشركة القابضة لكهرباء مصر، نهاية الأسبوع الماضي، باستدعاء رؤساؤهم لهم "للتوقيع بالعلم"، على ما يسمى "قواعد السلوك المهنى" للعاملين بالكهرباء، والتى تسمح بتلقى "هدايا" فى بعض المناسبات. وتشير وثيقة "قواعد السلوك المهنى" إلى أن "تقتضى بعض المناسبات بعض المجاملات كتقديم الخدمات أو تلقى دعوة والموافقة على القيام ببعض الأعمال الترفيهية، شريطة التصديق عليها من المستوى الوظيفى الأعلى وألا يكون مغالى فى قيمتها".
وأشارت مصادر بالوزارة إلى أن عدداً من العاملين رفضوا التوقيع عليها، بسبب ما وصفوه بأنها تقنن لقبول الرشاوى.
وأشارت المذكرة، التى أعدها أحد بيوت الخبرة لصالح الشركة، إلى أنه يجب الأخذ فى الاعتبار دائما أن قبول الهدايا أو حفلات أو رحلات من الشريك فى العمل يمكن أن يعكس فى ظاهره مظهراً لتعارض المصالح، ولاسيما إذا كانت قيمتها مبالغاً فيها.
وأكدت المذكرة فى افتتاحيتها أنه لن تتم محاسبة من يبلغ عن المخالفات والتجاوزات التى تحدث حتى وإن ثبت عدم صحة ما تم الإبلاغ عنه، وهو ما تنفيه إحالة العديد من العاملين بعدد من الشركات نتيجة تقديمهم شكاوى ضد رؤسائهم، أو انتقادهم لأوضاعهم الداخلية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أو التحدث مع الصحفيين.
وحذرت الوثيقة من نشر أى مستندات سرية واعتبرت رواتب وأجور العاملين من المستندات التى يحظر نشرها، وذلك عقب قيام بعضهم بنشر صور ضوئية من قرارات منح مكافآت للبعض ما أثار حفيظة الآخرين.
الخبراء رأوا أن تلك الوثيقة تمهد لموجة فساد كبرى بالمؤسسات الحكومية المصرية، لدعمها السرية في المرتبات المكافات ، والعمولات التي تتم داخل أروقة الحكومة المصرية.