"حملات أمنية، مداهمات للمنازل، قبض على نشطاء وشباب غير منتمين لأية تيار من الشوارع والمقاهي في القاهرة وعدة محافظات"، هكذا هو الحال قبل يومين من موعد التظاهرات التي دعت لها قوى سياسية مختلفة يوم 25 أبريل لرفض نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. القبض على نحو مائتي شاب منهم قيادات لحركتي الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل وعدد من الحقوقيين، لم يزد القوى الشبابية والثورية إلا إصرارا على التظاهر، معتبرين أنها محاولة من النظام لما وصفوه ب "قمع" تحركاتهم لما يشعر به من رعب بعد ما رآه من حشد كبير في "جمعة الأرض". محمود عزت، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، ربط ما بين القبض على النشطاء وتظاهرات "جمعة الأرض"، موضحا أن نزول الجماهير بأعداد كثيرة للشارع للدفاع عن حق مشروع في عدم التفريط في أرض مصر، جعل السلطة التي وصفها ب " القمعية" تُصاب بحالة من "السعار" وتقبض على الشباب. وأضاف عزت، : أن القبض على المواطنين من الشوارع والبيوت والمقاهي، أكبر دليل على أن النظام "مرعوب" من تحركات الجماهير، معتبرا أن ما يحدث سيضر بالنظام نفسه لأنه بات مكشوفا أمام الشعب أنه يقبض على شباب يدافع عن الأرض، ولم يعد لديه "شماعة" يعلق عليها "قمعه"، مؤكدا أن الحركة لن تتراجع عن التظاهر في يوم 25 أبريل. ورأى محمد إبراهيم، عضو حركة شباب 6 إبريل جبهة أحمد ماهر، أن القبض على قيادات والحركة الطلابية، محاولة من النظام السياسي لإلهائهم وانشغالهم في المعتقلين عن النزول يوم 25 أبريل، لافتا إلى أن الهدف من حملات الاعتقالات هو توصيل رسالة واضحة لترهيب الجميع بأن من سيشارك بهذه التظاهرات سيلحق بمصير هؤلاء. وأشار إبراهيم، إلى أن النظام يحصر التحركات في مجموعة من الأسماء والأشخاص ظنا منه أن هؤلاء هم القادرين على تحريك الناس في الشارع، وتابع :" النظام ُأصيب بسعار أمني بقبضه على الناس من الشوارع و المقاهي"، مؤكدا أن الحركة ستشارك في تظاهرات 25 ولن تتوان عن ذلك مهما كانت أرقام المعتقلين في صفوفها. وقال خالد عبد الحميد، عضو جبهة طريق الثورة، إن الأنظمة القمعية والديكتاتورية لا تفكر في القبض العشوائي والاعتقال على أنه رسالة لتخويف وترهيب الناس فقط، ولكن هذا هو ما تؤمن به وقناعتها الحقيقية بأنه بذلك يحمي نفسه ونظامه من السقوط. ولفت عبد الحميد، إلى أن النظام طوال الوقت يظن أنه لن يخرج عليه أحد، ولكنه تفاجأ بالأعداد التي شاركت في تظاهرات 15 أبريل، مستطردا: أن النظام منذ الجمعة الماضية وهو يفكر في كيفية قمع التظاهرات القادمة، منوها إلى أنه حتى إذا أصابت حملات الاعتقالات الحالية بعض الشباب بالإحباط والتراجع عن النزول، فإنه حتما سيأتي اليوم الذي تنكسر فيه كافة حواجز الخوف. وكانت قوات الأمن شنت حملات أمنية على مدى اليومين الماضيين ألقت خلالها القبض على نحو 200 شاب من الشوارع والمقاهي والمنازل من القاهرة وعدة محافظات بتهمة قلب نظام الحكم والانضمام لجماعة محظور وزعزعة الأمن والسلام، ومن أبرز هؤلاء :" شريف الروبي عضو حركة شباب 6 إبريل، هيثم محمدين عضو حكة الاشتراكيين الثوريين، عمرو عز، عبد الرحمن زيدان، محمد نبيل، المحامي الحقوقي سيد صبحي، المحامي مالك عدلي". ويأتي ذلك في الوقت الذي تدعو فيه عدد من القوى السياسية والثورية للتظاهر يوم 25 أبريل الجاري، لرفض اتفاقية ترسيم الحدود، التي وقعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي قضت بنقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين في البحر الأحمر، إلى المملكة، وهو ما تعتبره القوى الداعية للتظاهر تنازل عن الأرض، وكانت هذه القوى احتشدت يوم الجمعة الماضية، أمام نقابة الصحفيين، تحت شعار " الأرض هي العرض"، لرفض التنازل عن الجزيرتين.