قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن المرشح للحصول على بطاقة الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسة بأمريكا دونالد ترامب قام بوضع الحزب فى "أزمة هوية"..متسائلة عما إذا كان الحزب القديم اقترب من إبادة نفسه وما يمثله فى المجتمع الأمريكى. وأوضحت الصحيفة- فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى- أنه منذ عام واحد كان الجمهوريون يهنئون أنفسهم على امتلاكهم أقوى المرشحين فى ساحة الانتخابات الرئاسية منذ جيل كامل، اعتقادا منهم بأن هؤلاء المرشحين هم طوق نجاة الحزب الذى خسر التأييد الشعبى فى خمس من الست انتخابات رئاسية السابقة. وأشارت الصحيفة إلى أن المرشح دونالد ترامب الذى رفضه كبار الجمهوريين لشهور عديدة معتبرين أنه شخصية هامشية مسلية ستدمر نفسها، قام بشن عملية للاستحواذ وإعادة صبغ الحزب بوجهة نظره الخاصة..لافتة إلى أن ما خلفه ترامب لا يمكن اعتباره رؤية جمهورية للولايات المتحدة أو حتى مجموعة من المبادئ المشتركة التى قد تدفع الحزب للأمام. واعتبرت الصحيفة أن المناظرة الرئاسية بين المرشحين الجمهوريين، ليلة أمس الأول الخميس، كانت مهرجانا للصياح وخالية من المضمون..موضحة أن المرشح المتقدم ترامب ومنافسيه الثلاثة تيد كروز ومارك روبيو وجون كاسيتش قضوا ما يقرب من الساعتين فى تبادل السب والإهانات..مضيفة "حتى أن ترامب قام بإشارات لا اخلاقية ". وقالت الصحيفة أن قادة الحزب الجمهورى فى الوقت الحالى منقسمون حول ترامب، حيث ركز بعضهم جهوده على الوقوف فى وجه الملياردير الأمريكى منذ الآن وحتى مؤتمر الحزب فى مدينة كليفلاند فى يوليو القادم، حتى لو كان ذلك على حساب الإطاحة برغبة المصوتين من الشعب، فيما جادل الآخرون بأنه ينبغى على الحزب التجمع وراء ترامب باعتباره أفضل فرصة لهم للفوز على المرشحة الديموقراطية هيلارى كلينتون والتى لديها نقاط ضعفها أيضا. ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم تحقيق ترامب أرقاما قياسية جديدة فى مراحل التصويت الأولى، إلا أن بعض قادة الحزب لديهم مخاوف من أنه قام بتغيير هوية الحزب الأصلية، حيث اعتبرته "نوعا جديدا من الجمهوريين يتباهى بارتداده عن المبادئ المحافظة، ويتبنى لغة بذيئة وانقسامية، ولديه استخفاف بالنظام". ولفتت الصحيفة إلى تصريحات لترامب قال فيها إنه حين يصبح رئيسا قد يصدر أوامر للجيش الأمريكى بتعذيب المسلحين المقبوض عليهم وتنفيذ عمليات أخرى تعد انتهاكا للقانون الدولي/.. مشيرة إلى أن تبنى ترامب للتعذيب كان من بين العلامات الكثيرة التى أنذرت الجمهوريين بأنه مثير للقلق ومتهور. وردا على سؤال كيف سيكون تصرفه فى حال رفض أحد الجنود تنفيذ أوامره المتطرفة، قال ترامب خلال مناظرة الخميس الماضى: "لو أمرت بالفعل سيقومون بالتنفيذ، لأن هذا هو معنى القيادة". وأكدت الصحيفة أن الحزب الجمهورى دائما ما عانى من توترات داخلية ولكنها كانت خلافات معتادة بين المحافظين ذوى النزعة العالمية فى التوسع مع الليبراليين غير المؤيدين للتدخل خارجيا..لافتة إلى أن الحزب بشكل عام لم يتخل أبدا عن أيديولوجيته.
