حذرت السلطات الصحية في أميركا مواطنيها من السفر إلى 20 دولة في أميركا الجنوبية وبشكل خاص النساء، وذلك خوفاً من إصابتهم بفيروس "زيكا"، الذي ينتقل بسرعة كبيرة في هذه البلدان بسبب البعوض والمياه الراكدة مخلفاً تشوهات خلقية في الأجنة المولودة حديثاً. ما فيروس "زيكا"؟ فيروس "زيكا" ينتقل عبر بعوضة "إيجيبتوا إيدز"، التي تنقل أيضاً أمراضاً أُخرى مثل الحمى الصفراء وحمى الضنك، ويُرجح العُلماء أن للفيروس صلة وثيقة بمرض "الميكروكيفالي"، الذي يؤدي إلى تشوهات جنينية مُتمثلة في صغر حجم رأس الجنين. وعلى الرغم من أن الفيروس يتسبب في حُمى وطفح جلدي إلا أن مُعظم حامليه لا يشعرون بأية أعراض، وليس هناك مصل مُضاد له حتى الآن، والطريقة الوحيدة لمحاربته هي التخلص من المياه الراكدة حيث يتكاثر البعوض، والوقاية من لدغاته. وكان أول اكتشاف لفيروس زيكا في الأربعينات في إفريقيا، لكنها الآن تستوطن أميركا اللاتينية. وسط مخاوف من تفشي فيروس "زيكا"، حث مسؤولون في الإكوادور، والسلفادور، وكولومبيا وجاميكا النساءَ على تأجيل الحمل تجنباً للتشوهات الجنينية التي يسببها فيروس "زيكا"، الذي ينتقل عبر البعوض، حسب ما نشرت BBC، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2016. أعداد المصابين في تزايد البرازيل من جانبها قالت إن عدد الأطفال المتوقع أن يولدوا بعيوب خلقية مُتمثلة في صغر حجم الرأس بشكل غير طبيعي، قد وصل إلى 4000 طفل في شهر أكتوبر 2015. في تلك الأثناء، حذرت السلطات الصحية الأميركية النساء الحوامل من السفر إلى أكثر من 20 دولة في أميركا وما حولها، حيث تم تسجيل حالات إصابة بفيروس زيكا. لم يتم تأكيد العلاقة بين صغر حجم الرأس وفيروس زيكا بعد، لكن سبب وفاة عددٍ من الأطفال كان وجود الفيروس في المخ، وهو ما لا يمكن تفسيره سوى بوجود علاقة بين صغر حجم الرأس والفيروس. جدير بالذكر أن الفيروس غير مُعدٍ وعادةً ما يُعاني حامله من أعراض الإنفلونزا. وزير الصحة الكولومبي "أليخاندرو جافيريا" حث نساء بلاده على تأخير الحمل لمدة تصل إلى 8 أشهر لما قد يكون له من عواقب وخيمة. نفس التحذيرات أطلقت في الإكوادور، والسلفادور، وجامايكا، ما دفع العديد من النشطاء في مجال حقوق المرأة إلى انتقاد تلك الإجراءات، قائلين إن النساء في هذه البلدان لا حيلة لهن في خيار الحمل. "مونيكا روا"، عضوة منظمة Women's Link Worldwide، قالت منتقدةً الإجراءات الحكومية: "من السذاجة بمكان أن تطلب حكومةٌ من النساء تأجيل الحمل في دولة مثل كولومبيا، حيث تكون معظم حالات الحمل أو حوالي 50% منها غير مخطط لها بالمرة، خاصة مع انتشار العنف الجنسي في تلك المنطقة". وصرح وزير الصحة البرازيلي بأن حوالي 94 طفلاً مصابون بال "ميكروكيفالي" قد ماتوا. وفي خمس تلك الحالات كان الأطفال مُصابين بفيروس زيكا. وتواجه البرازيل الآن تفشي المرض بصورة غير مسبوقة، وتركزت أغلب الحالات في شمال شرق البرازيل، وجنوب شرقها، وهذا يتضمن مدينتيّ ريو دي جانيرو وساو باولو. كما أن هناك ارتفاعاً حاداً في عدد المُصابين بالفيروس في العديد من دول أميركيا اللاتينية الأخرى، ففي كولومبيا، تم الإبلاغ عن أكثر من 13,500 حالة. وكان مركز الولايات المُتحدة للوقاية من الأوبئة قد أصدر الأسبوع الماضي قراراً مبدئياً يُحذر فيه النساء الحوامل من السفر إلى العديد من الدول، ثم أضاف 8 دول أخرى إلى القائمة يوم الجمعة الماضية. وهذه قائمة بالدول التي حذرت أميركا السفر الحوامل إليها: - دول جنوب ووسط أميركا: بوليفيا والإكوادور وغيانا، البرازيل، كولومبيا، السلفادور، غيانا الفرنسية، غواتيمالا، هندوراس، المكسيك، بنما، باراغواي، سورينام، فنزويلا. - دول منطقة البحر الكاريبي: بربادوس، سانت مارتن، هايتي، مارتينيك، بورتوريكو، جواديلوب. - أوقيانوسيا: ساموا.