وزير الدفاع: القوات المسلحة قادرة على مجابهة أى تحديات تفرض عليها    الهجرة تعلن موافقة وزارة الطيران على توفير خط مباشر إلى سول ولوس انجلوس    القائم بأعمال رئيس جامعة بنها الأهلية يتفقد سير الامتحانات بكليات الجامعة    آخر موعد للتقديم في مسابقة التربية والتعليم 2024.. الرابط والتفاصيل    زيادة الإقبال على توريد القمح بالبحيرة وشون وصوامع المحافظة تستقبل 211 ألف طن    «السياحة»: لا تهاون في تطبيق ضوابط الحج لعام 2024    عبد الغفار يستعرض جهود الوزارة في تشجيع الاستثمار بالتعليم الجامعي    مواعيد وأماكن قطع المياه في عدة مناطق غرب الإسكندرية اليوم    المتحدث باسم جيش الاحتلال: العلاقة مع مصر مهمة جدا    بمشاركة زعماء وقادة.. ملايين الإيرانيين يلقون نظرة الوداع على رئيسي (فيديو)    «قانونية مستقبل وطن» ترد على CNN: مصر ستواصل دعم القضية الفلسطينية    هيئة البث الإسرائيلية: حكومة الحرب ستدعم مقترحا جديدا لمفاوضات غزة    بايرن ميونخ يتوصل لاتفاق مع كومباني لتدريب البافاري    تعرف على قائمة الأهلي لمواجهة الترجي في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا    اتحاد اليد يقرر تعديل موعد مباراة القمة بين الأهلي والزمالك    وصول جثمان شقيق هاني أبوريدة إلى جامع السلطان حسين بمصر الجديدة "صور"    إحباط تهريب عملات محلية وأجنبية بالمطار    وكيل «تعليم الغربية»: انتهاء امتحانات الإعدادية بدون شكاوى ولا تسريبات    تجديد حبس سائق ميكروباص معدية أبو غالب وعاملين بتهمة قتل 17 فتاة بالخطأ    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل زوج شقيقتهم بالفيوم للشهر المقبل    «إيرادات دور العرض السينمائي».. فيلم «السرب» يُحافظ على الصدارة    رفع كسوة الكعبة استعدادًا لموسم الحج 2024 | صور    اليوم.. كاظم الساهر يحيي حفلا غنائيا في دبي    هل يجب على الحج بمجرد استطاعتي أم يجوز لي تأجيله؟.. الأزهر للفتوى يجيب    الافتاء توضح حكم إمساك مريد التضحية لشعره وظفره    تاج الدين: مصر لديها مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    وفد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يزور مستشفى شرم الشيخ الدولي    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    «صحة المنيا»: تقديم الخدمات العلاجية ل7 آلاف مواطن خلال شهر    وزير الري يلتقي مدير عام اليونسكو على هامش فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه    "شوف جمال بلدك".. النقل تعلن تركيب قضبان الخط الأول للقطار السريع - فيديو    إصابة طفلين فلسطينيين برصاص الاحتلال شرق مدينة قلقيلية    "العدل الدولية" تصدر غدا حكمها بشأن تدابير الطوارئ في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    إصابة مسنة وشابين في انفجار إسطوانة بوتوجاز داخل منزل بمنطقة إمبابة    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 497 ألفا و700 منذ بداية الحرب    إعلام عبري: العدل الدولية تستعد لإصدار أمر بوقف الحرب في غزة    تحرير 116 محضر إشغالات في ملوي بالمنيا    مسلسل البيت بيتي 2.. هل تشير نهاية الحلقات لتحضير جزء ثالث؟    بعد دعم زوجها.. دنيا سمير غانم تتصدر تريند "جوجل"    توريد 197 ألف طن قمح إلى شون وصوامع كفر الشيخ منذ بداية الموسم    اتفاق بين مصر وألمانيا لتمويل البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة ب80 مليون يورو    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    موعد ورابط الاستعلام عن نتيجة الصف السادس الابتدائي بالقاهرة والجيزة    صباح الكورة.. صدمة في الزمالك ودور ممدوح عباس في الأزمة الكبرى.. لبيب يكشف موقفه من ضم حجازي والشناوي يتدخل لحل أزمة نجم الأهلي وحسام حسن    عضو مجلس الزمالك: نعمل على حل أزمة بوطيب قبل انتقالات الصيف    في الجول يكشف تفاصيل إصابة عبد المنعم وهاني بتدريبات الأهلي قبل مواجهة الترجي    رئيس جامعة المنيا يفتتح مهرجان حصاد «نوعية» في نسخته الأولى    رئيس منطقة الشرقية الأزهرية يتابع استعدادات بدء أعمال تصحيح امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية    ضبط فني أشعة انتحل صفة طبيب وأدار مركزًا ببني سويف    «الصحة»: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV    رئيس جهاز مدينة 15مايو يتفقد المشروعات الجارية.. ويجتمع بمسئولي الجهاز    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    «دول شاهدين».. «تريزيجيه» يكشف سبب رفضه طلب «أبوتريكة»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القدس عروس عروبتكم.. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
نشر في الشعب يوم 16 - 12 - 2015

كتبت هذه المقالة في مايو 2013 ونحن نعيد نشرها لأهميتها وتضامنا مع د.مجدي قرقر أمين عام الحزب
تحتل فلسطين مكانة القلب من قضايا أمتنا العربية والإسلامية، وتمثل القدس قلب القلب من هذه القضايا. وتمتد جذور الصراع العربى الإسلامى مع الحلف الغربى الصهيونى إلى ما يزيد على الألف وأربعمائة عام، مع الفتح الإسلامى لفلسطين فى 12 أغسطس 636 م (15ه) عندما تم تحرير فلسطين من الاحتلال الرومانى بعد انتصار المسلمين فى معركة اليرموك، وكانت الهجمة الأولى حينما احتل الفرنجة -فيما سمى بالحملات الصليبية- بيت المقدس فى 15 يوليو 1099م، وقتلوا بالمسجد الأقصى ما يزيد عن سبعين ألفا من المسلمين. واستمرت القدس تحت الاحتلال حتى 2 أكتوبر 1187 عندما تمكنت جيوش المسلمين من تحريرها تحت قيادة الناصر صلاح الدين الأيوبى. ثمانية وثمانون عاما ميلاديا عايشتها القدس تحت الاحتلال أى ما يقرب من الواحد وتسعين عاما هجريا، ورغم طول المدة لم يهدأ المسلمون حتى أعادوا القدس إلى حظيرة الإسلام، أى بيته وتحت سلطته.
وفى 20 إبريل 1799 وإبان الحملة الفرنسية على مصر والشام -أى منذ ما يزيد على المائتين عام- وجّه نابليون بونابرت نداءً دعا فيه اليهود فى أسيا وإفريقيا للالتحاق بجيشه من أجل دخول القدس، وكان هذا تأكيدا للتحالف بين الغرب والصهاينة، ولم يمض شهر واحد حتى كانت نهاية نابليون فى مدينة عكا الفلسطينية.
واستمر الكيد الغربى للعرب والمسلمين وفلسطين، ففى 16 مايو 1916 تم توقيع اتفاقية "سايكس بيكو" بين بريطانيا وفرنسا لاقتسام الإمبراطورية العثمانية. وفى 9 ديسمبر 1917 احتل الجنرال البريطانى أدموند اللنبى مدينة القدس بعد شهر واحد من وعد بلفور الذى أصدرته بريطانيا فى 2 نوفمبر 1917 بالدعوة إلى إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، فأعطى من لا يملك وطنا لمن لا يستحق. وفى عام 1920 بدأ الحكم المدنى البريطانى بتعيين أول مندوب سامى لها فى فلسطين، وفى عام 1921 أعلنت عصبة الأمم المتحدة مشروع الانتداب البريطانى على فلسطين.
فى عام 1929م اندلعت "هبّة البراق" الوطنية التحررية فى أول مواجهة شعبية كبرى بين عرب فلسطين والعصابات الصهيونية المدعومة من الاحتلال البريطانى، وتلخصت مطالب هبة البراق فى: إسقاط وعد بلفور، إنهاء الانتداب، وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ووقف نقل الأراضى العربية وتمليكها لليهود، واستقلال فلسطين وتشكيل حكومة وطنية، فى حين حاول المحتل البريطانى والصهاينة تشويه صورة الانتفاضة وإظهارها على أنه نزاع بين جماعتين دينيتين على ملكية حائط البراق الذى يزعم اليهود أنه حائط المبكى. وتمكن العدو من قهر جماهير الهبّة بعد أسبوعين داميين، أعدم فيها المحتل البريطانى المئات فى سجن عكا فى حزيران- يونيو 1930م.
فى نوفمبر 1935 استشهد الشيخ عز الدين القسام فى أحراش يعبد، لتندلع الثورة الكبرى فى فلسطين بعدها بخمسة أشهر فى 15 إبريل 1936 والتى انتهت فى أكتوبر من العام نفسه لتندلع مرة أخرى فى 2 أكتوبر 1937 وحتى نهاية عام 1939. وفى 7 يوليو 1936 أوصت لجنة بيل البريطانية بتقسيم فلسطين لدولتين عربية ويهودية فى أثناء الثورة الكبرى الأولى.
وتتداعى الأحداث بسرعة صاروخية فى شهر النكبة مايو 1948، ففى 9 مايو قبِل العرب بشروط الهدنة مع العصابات الصهيونية، وفى يوم النكبة الموافق 14 مايو 1948 أصدر مجلس الدولة المؤقت الصهيونى قرار إعلان قيام "الكيان الصهيونى"، وفى اليوم التالى 15 مايو دخلت القوات العربية إلى فلسطين لتعترف الولايات المتحدة بالدولة اليهودية فى اليوم نفسه، وبعدها بثلاثة أيام يعترف بها الاتحاد السوفييتى، وقبل أن يمر عام وفى 11 مايو 1949 أصبح الكيان الصهيونى عضوا فى الأمم المتحدة.
لقد تعرض الشعب الفلسطينى الباسل لمئات المجازر قدم فيها الآلاف وسالت دماؤه الزكية دفاعا عن الوطن (مذابح ومجازر حيفا والقدس فى مارس وديسمبر عام 1937 بيد إرهابيى عصابتى "الإتسل" و"ليحى " - ثمانى مجازر بحيفا والقدس عام 1938 بيد العصابات الإجرامية السابقة نفسها - ثلاث مجازر بحيفا وبلد الشيخ عام 1939 - سبع مجازر بحيفا والقدس وبلد الشيخ والشيخ بريك وباب العمود عام 1947) ونلاحظ هنا أن حيفا والقدس حتى هذا التاريخ - قبل النكبة - كان لها النصيب الأوفى.
ولنتابع تصاعد الإجرام عام النكبة وبعدها (37 مجزرة عام 1948 كان أعنفها مجزرة دير ياسين 9 إبريل عام 1948 الحصاد 254 شهيدا – بيت دراس شمال قطاع غزة 260 شهيدا – اللد 426 شهيدا بقيادة موشى ديان عصابتى الأرغون والهجاناة - إجمالى 56 مجزرة حتى ديسمبر 1948 وفقا لإحصائيات المركز الفلسطينى للإعلام - العملية الانتقامية الإجرامية ضد أهالى قلقيلية مساء 10 أكتوبر 1953م، 70 شهيدا - هجوم جنود الوحدة 101 التابعة للجيش الصهيونى بقيادة أريئيل شارون على قرية (قبية) 69 شهيدا يوم 15 أكتوبر 1953م - 400 إلى 500 شهيد حسب نيويورك تايمز فى نوفمبر 56 بعد العدوان الثلاثى – رفح 700 شهيد فى نوفمبر 1957 - مذبحة كفر قاسم الواقعة غرب سلفيت، القرية العربية الحدودية الفاصلة بين الضفة الغربية وفلسطين المحتلة - مجزرة بنت جبيل 1976 - الأوزاعى عام 1978 - دير الزهرانى 1994).
وطن يعانى ومسجد يئن
هذا وطن كريم عزيز خلق فى كبد، كر وفر، إجرام ومقاومة، هزائم وانتصارات، ولكن النصر سيكون لنا فى النهاية بإذن الله ومشيئته. وإذا كان هذا هو الكبد الذى لاقته فلسطين فلنعد مرة أخرى للقدس لنتابع معاناتها بعد التواريخ السابقة.
فى يوليو 1946 تم نسف فندق الملك داود فى القدس من قبل عصابة الأورغون الإرهابية، ما أدى إلى مقتل 95 شخصا بريطانيا وعربيا، وفى 16 ديسمبر 1949 أعلن رئيس العصابة الصهيونى ديفيد بن جوريون بأن القدس ستصبح عاصمة لدولة إسرائيل ابتداءً من أول يناير 1950، وفى 27 يونيو 1967 بعد هزيمة 67 أصدر "الكنيست الصهيونى" قرارا بضم القدس الشرقية، وفوض القرار الحكومة تنفيذ قوانين الكيان الصهيونى المختلفة فى الجزء الشرقى من المدينة، وفى اليوم التالى أعلن وزير الداخلية فى الكيان الصهيونى ضم أحياء القدس العربية فى القدس الشرقية لتوحيد المدينة.
وكما تقول جريدة الموقف التابعة لمنظمة فتح فى 27 أغسطس 2010: "منذ احتلال القدس فى العام 1967 يتعرض المسجد الأقصى لاعتداءات متكررة ومتوالية، ولم تكن جريمة إحراقه فى العام 1969 هى الوحيدة، حيث رُصدت عشرات المحاولات للاقتحام أو الإحراق، اعتداءات تتم فى أغلبها على أيدى أفراد أو جماعات إرهابية متطرفة، لكنها بالتأكيد تلقى الدعم المادى والسياسى والمعنوى المطلوب من سلطات الاحتلال فى لعبة لتبادل الأدوار باتت مكشوفة".
يقول الشيخ د. جمال الدين شبيب فى موقع الوحدة الإسلامية -سبتمبر 2012- عندما دخل الصهاينة القدس وعلى رأسهم وزير حربهم موشى دايان فى 5 يونيو 1967 وبعد أيام فقط من هذا الاحتلال هدمت جرافات الاحتلال حى المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى (جنوب غرب) والملاصق لحائط البراق وهو جزء أساسى من المسجد الأقصى، وكان حى المغاربة يمثل قلعة حصينة تفصل المسجد الأقصى عن الحى اليهودى فى المدينة المقدسة. فتم هدم 135 بنيانا ومسجدا، وكان يعيش فى هذا الحى ما يقارب الألف من السكان المسلمين. وتبع ذلك هدم 720 عقارا عربيا بالقرب من الحى اليهودى داخل أسوار القدس وتم طرد أكثر من (6 آلاف نسمة) من أهلها، إضافة إلى (60 ألفا) تم إخراجهم منها بعد حرب ال 1948. ولقد تراجعت نسبة تملك العرب من 94% قبل عام 1948 إلى 14% الآن وتزايدت نسبة تملك اليهود من 4% عام 1948 إلى 84% الآن.
ويضيف الشيخ: منذ دخل اليهود القدس الشريف بدأت أعمال الحفر بالمدينة المقدسة دون توقف ولا تزال. وقد أثرت عمليات الحفر على المدينة المقدسة من جهة تصدع المبانى والعقارات الوقفية والمساجد والمدارس التى تمر تحتها تلك الأنفاق التى شكلت تصدعات خطيرة عرضت كثيرا منها للانهيار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن سلطات الاحتلال لا تمنح فى القدس رخصة ترميم أو بناء لأى عربى أو مسلم من أهل المدينة المقدسة؛ بل على العكس من ذلك تعمل على تهجير أهل القدس وطردهم من بيوتهم وعقاراتهم بمناسبة ودونها!.
فى 21 أغسطس 1969 كانت الجريمة بحق المسجد الأقصى؛ إذ قام يهودى أسترالى بإحراقه بتواطؤ مع حكومة العدو الصهيونى، وفى فبراير 1976 قررت محكمة صهيونية حق اليهود فى الصلاة على "جبل الهيكل" فى منطقة الحرم القدسى الشريف.
وفى 15 نوفمبر 1988 أعلن المجلس الوطنى الفلسطينى فى دورته الطارئة المنعقدة فى الجزائر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة فى غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشريف، واعترف ضمنيا بالكيان الصهيونى بقبول قرارى مجلس الأمن 242 و 338.
كما تم العدوان على مقابر المسلمين فى القدس، ففى يونيو 1994 نفذت سلطات العدو الصهيونى مخططا وقحا لنزع ملكية الأوقاف الإسلامية عن العديد من مقابر المسلمين فى القدس تمهيدا لمزيد من التهديد عبر إنشاء مشاريع سياحية وتوسيع طرقات، وبالفعل تم تجريف أراضٍ تابعة لمقبرة الرحمة فى المدينة فى يوليو 1995.
وفى ديسمبر 2007 حذّرت "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية" من وقوع عدوان صهيونى شامل يهدف إلى القضاء على المعالم العربية والإسلامية فى محيط المسجد الأقصى الأسير، وما يترتب على ذلك من طمس وتزوير لحقائق التاريخ والجغرافيا، وتأكيد لمحاولات الكيان الصهيونى الحثيثة لتهويد القدس الشريف واستهداف المسجد الأقصى الأسير. وأوضحت "مؤسسة الأقصى" أن هذا الهجوم يتم تحت غطاء ما يسمى بالحفريات الأثرية، والتى يتم من خلالها تهويد المواقع التى يتم حفرها، وفى الوقت نفسه تقوم سلطات الاحتلال بحملات إعلامية وجولات ميدانية مكثفة لتسويق تضليلها وتشويهها للحقائق، لتسريع خطوات تهويد القدس ومحيط المسجد الأقصى.
وفى 3 أكتوبر 2012 م قامت مجموعة من المتطرفين وبعض السياسيين الصهاينة باقتحام باحات الحرم القدسى الشريف، وبغطاء من قوات الاحتلال، بل إن هذه القوات قامت بمنع المسلمين ممن دون الخامسة والأربعين من دخول المسجد الأقصى.
كما وقع انهيار أرضى يوم الثلاثاء 5 فبراير 2013، بالقرب من المسجد الأقصى المبارك على بعد 200 متر فقط عن الجدار الجنوبى للمسجد بسبب الحفريات الصهيونية المتواصلة.
من الألم ينبت الأمل
فى 8 أكتوبر 1990 -إبان انتفاضة الحجارة- استشهد أكثر من 30 مصليا وجرح 150 آخرون إثر قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليهم فى ساحات المسجد الأقصى.
وفى 28 سبتمبر 2000 الموافق لليلة الإسراء والمعراج 27 رجب اقتحم الإرهابى أريئيل شارون وقوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، فهبّ المصلون لمنعه من الوصول إلى المصلى المروانى، وشهدت باحات المسجد الأقصى مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين وعددٍ آخر من الجنود الصهاينة، وفى اليوم التالى وفى جريمة مبيّتة اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى وفتحت النار على المصلين فاستشهد تسعة فلسطينيين وأصيب آخرون، لتندلع انتفاضة الأقصى المباركة والتى استمرت ما يزيد على الخمس سنوات بدأت بقتيل صهيونى مقابل 40 شهيدا فلسطينيا وانتهت بقتيل صهيونى مقابل أقل من ثلاثة شهداء فلسطينيين، ماذا تغير من عام 2000 حتى عام 2013؟!!! سؤال يستحق الإجابة.
انتفاضة الأقصى المباركة قلبت موازين القوى بكل المقاييس، انتفاضة انتصر فيها الشعب الفلسطينى الأعزل على الكيان الصهيونى وعلى الآلة العسكرية الأمريكية، انتفاضة أجبرت الكيان الصهيونى على الحل من جانب واحد بالتخلص من غزة والجلاء عنها عام 2006 ، ليتآمروا عليها مرة أخرى وتنتصر عليهم فى حربهم الإجرامية فى ديسمبر 2008 يناير 2009.
فى ذكرى النكبة عدوان جديد
وفى الذكرى الخامسة والستين للنكبة بإعلان دولة الكيان الصهيونى صعّد هذا الكيان المغتصب من هجمته على القدس؛ إذ اقتحمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين صباح الاثنين 6 مايو 2013 باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة بابى المغاربة والسلسلة، وتجولوا فى باحاته وسط حراسة مشددة من قبل عناصر الشرطة الصهيونية وتواجد المستوطنون داخل الأقصى بحماية مكثفة من جنود الاحتلال، وتجولوا فى ساحاته، وقاموا بأداء بعض الصلوات التلمودية. وقامت قوات الاحتلال بمنع من هم دون ال 45 عامًا من طلاب العلم من دخول الأقصى. كما اقتحمت نحو 60 جندية صهيونية بلباسهن العسكرى، قبل ظهر اليوم الاثنين، المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال. وقبلها بأسابيع نشرت وسائل إعلام صهيونية ذات الصلة بالمستوطنين دعوة إلى اقتحام جماعى للمسجد الأقصى، فى خطوة لتسريع بناء الهيكل المزعوم.
ومن جانبها، أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، ولا حق لغيرهم فيه ولو بذرة تراب واحدة.
ولقد أشار الأستاذ محمد جمال عرفة فى عدد الجمعة الماضى من جريدة الشعب إلى أن الحكومة الصهيونية -فى تطور خطير- شرعت فى إجراءات رسمية لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، والسماح للمستوطنين اليهود بدخول المسجد وباحاته عنوة للصلاة فيه، مستغلة حالة التفتت والتردى العربى، وبعدما اقتحم المستوطنون الأقصى بحماية جنود الاحتلال ورقصوا فيه ووجهوا السباب والشتائم للمسلمين والنبى محمد -صلى الله عليه وسلم- فيما تم منع المسلمين من الصلاة وضرب الشيوخ واعتقل العشرات. وردد أكثر من 50 ألف إسرائيلى أغلبهم من شبيبة المدارس الدينية اليهودية فى مسيرة راقصة انطلقت من غرب مدينة القدس المحتلة واخترقت البلدة القديمة عبر باب العامود، وانتهت بمهرجان غنائى حاشد عند حائط البراق.
وأعلن مدير "وزارة الأديان" فى الحكومة الإسرائيلية على هامش جلسة برلمانية فى "الكنيست" أن الوزارة ستسعى إلى "تعديل قانون" السماح لليهود بأداء طقوسهم فى المسجد الأقصى، فى الوقت الذى تحذّر فيه جهات فلسطينية ودولية تُعنى بشئون القدس من تقسيمه مكانًا وزمانًا كما هو الحال مع المسجد الإبراهيمى.
وفى هذا الإطار قامت قوات الاحتلال بقمع مسيرات الضفة الاسبوعية بعد صلاة الجمعة والتى انطلقت فى أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، تنديدا بالاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى والرموز الدينية الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس المحتلة.
خيار المقاومة
تعمّدت فى المقال إبراز جرائم الصهاينة والحلف الغربى الداعم والمشارك لهم، وبين السطور تبدو مقاومة الأمة عامة ومقاومة الشعب الفلسطينى خاصة، ولو تناولنا جانب المقاومة لاحتجنا صفحات وصفحات، تأكيدا على أن الأحداث الأخيرة ما هى إلا نقطة على منحنى الصراع، وأن الصلف الصهيونى سيستمر حتى تتحرر أرض فلسطين.
هذه أمة حية ولولا ذلك لما استهدفها الأعداء، وخيار الشعوب العربية وخاصة شعبنا فى الأرض المحتلة هو خيار المقاومة فى فترة الهدنة التى تسبق الصراع الشامل الذى لا يمكن استبعاده.
لقد كانت نقاط التغير الحادة فى منحنى الصراع تالية للمقاومة الباسلة وانتفاضة شعبنا فى أرضنا المحتلة، فإذا كانت المعارك تنتهى على موائد المفاوضات فإن الانتفاضات المباركة أجهضت بالمؤتمرات فى محاولة يائسة من الأعداء لوأدها، انتفاضة الحجارة 1987 صمدت لسبع سنوات وانتهت بمؤتمر مدريد، وانتفاضة قانا والعمليات الاستشهادية لحركة الجهاد والقنابل الاستشهادية لحماس فى العمق الصهيونى وفى تل أبيب تحديدا قلبت موازين القوى وأجبرت العالم أجمع المتواطئ مع أمريكا على الاجتماع –24 دولة فى 48 ساعة– فى مؤتمر شرم الشيخ الأول، ولقد كانت هناك محاولة لإطفاء جذوة انتفاضة القدس المباركة –انتفاضة سبتمبر 2000– فى بداياتها فى مؤتمر شرم الشيخ الثانى ولكن باءت هذه المحاولة وأشباهها بالفشل وبقيت جذوة الانتفاضة مستمرة، كما كانت المقاومة اللبنانية فى الجنوب استثناء آخر فلم توقفها مؤتمرات أو اتفاقات حتى تحقق النصر وجر الكيان الصهيونى أذيال الخيبة بالانسحاب، لقد خطط الصهاينة للحرب اللبنانية باعتبار أنها ستستمر ثلاثة أو أربعة أيام‏,‏ لكنها دامت ثمانية عشر يوما‏,‏ فكانت أطول وأسوأ حرب فى تاريخهم، الأمر الذى أنهك الكيان الصهيونى وأحدث فيها ما أحدثه من شروخ وانقسامات‏، ثم كانت الحرب الصهيونية على قطاع غزة (2008 - 2009) وظنوا أنها نزهة، ولكن غزة العزة صمدت وخرج الصهاينة وحلفاؤهم من الخونة نادمين غير مأسوف عليهم.
لم تكن انتفاضة الأقصى إذن –كما أشرنا- أولى الانتفاضات الفلسطينية ولن تكون الأخيرة، ولم يكن العدوان الصهيونى الأخير هو الأول ولن يكون الأخير، طالما استمر الاحتلال وتداعياته، فإن رفضه ومقاومته ستظل متواصلة وإن تخللها فترات من الهدوء أو الاستعداد لانتفاضة جديدة حتى تكون حرب التحرير إن شاء الله، وقبل حرب التحرير ستستكمل أمتنا العربية والإسلامية ثورتها لتزيح عنها الفساد والاستبداد والتبعية، وتزيح كل من تآمر على فلسطين والقدس من الحكام التابعين والنخبة المطبعة.
القدس عروس عروبتكم!
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟!
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم.. وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض!!
فما أشرفكم!
أولاد ال..... هل تسكت مغتصبة؟؟!
أولاد ال.....!
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
لقد حولت المقاومة الكيان الصهيونى إلى جحيم لا يطاق، فلقد أراد الصهاينة للفلسطينيين أن يعيشوا فى جحيم، فقتلوا المئات، وأصابوا وشردوا عشرات الآلاف، وهدموا آلاف المنازل، وجرفوا الأرض، وأبادوا الزرع‏، وقطعوا عشرات الآلاف من الأشجار، ولوثوا المياه، فإذا بالسحر ينقلب على الساحر، وإذا بالكيان الصهيونى جحيم لا يطاق، الصهاينة لا يهنئون بحياتهم، النوم يجافى جفونهم، الأمن الذى وعدوا به لا يتحقق.
إن شعار المقاومة إما النصر وإما الشهادة، أما الشهادة فقد ظفر بها الآلاف من أهلنا فى الأرض المحتلة، وأما النصر فقد بدت ملامحه، فالمقاومة بشارة النصر، ولن يكتمل النصر إلا بتحرير الأرض والمقدسات، وتحرير فلسطين وفى القلب منها القدس والمسجد الأقصى حقيقة قرآنية، وعد الله الذى لا يخلف وعده، وإيماننا لا يكتمل إذا اختل إيماننا بهذه الحقيقة القرآنية بعودة القدس وفلسطين ودخول عباد الله المسجد كما دخلوه أول مرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.