في كثير من الأحيان يدعي قائد الانقلاب أنه يدعم حرية التعبير وخاصة الإعلام والصحافة والصحفيين، ولكن ما تمارسه مليشيات الانقلاب يخالف تلك التصريحات الدعائية ل"العسكر"، حيث قامت قوات أمن الانقلاب منذ قدوم "السيسي" بعمليات اعتقال تعسفية بحق الصحفيين ومن أبرز تلك الحالات الكاتب الصحفي (رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب) الأستاذ "مجدي حسين" والذي اعتقلته ميليشيات العسكر منذ ما يقارب عامين؛ فضًلا عن قتل العديد منهم والعمل على تكميم الأفواه حتى لا يظهر إعلام يعارض قرارات "العسكري"، وفي ظل تلك الحملات القمعية تابى أصوات الحرية أن تنصاع لقوة السلاح التي يرعب بها "الانقلاب" معارضوه وخصوصًا "الصحفيين" منهم. بدورها نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، مساء اليوم الأربعاء، أولى فعاليات حملة "هنعالجهم ونخرجهم.. الصحافة مش جريمة"، بوقفة احتجاجية على سلم النقابة، للمطالبة بالإفراج عن المحبوسين وتوفير الرعاية الصحية لهم فى أماكن حبسهم، وارتدى المشاركون فى الوقفة الملابس البيضاء مكتوب عليها "الصحافة مش جريمة"، فى حين رفع آخرون العديد من اللافتات منها"الحرية للبطاوى"، و"هنعالجهم ونخرجهم"، و"افرجوا عن الصحفيين المعتقلين"، و"الحرية لشوكان"، و"الحرية ليوسف شعبان.. الصحافة مش جريمة ". ومن أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر الذي نظمته لجنة الحريات: السماح بإدخال الدواءل"الصحفيين" داخل محبسهم فضًلا عن إدخال الملابس الشتوية لهم، كما طالب المشاركون في المؤتمر ضم جميع الصحفيين في مكان واحد ومعاملتهم معاملة آدمية لأنهم أولا وآخيرًا أصحاب آراء، وكذلك السماح لذوي "المعتقلين" بالزيارة بالشكل الذي يكفله لهم القانون. وعن أوضاع الصحفين داخل سجون "الانقلاب"، قالت زوجة الصحفي المعتقل في سجن "العقرب" حسن القباني، في تصريحات خاصة لجريدة "الشعب الجديد": إن حالته الصحية في تدهور مستمر مشيرةً إلى أنه نقص أكثر من 20 كليو جرام من وزنه جراء سوء التغذية داخل "المعتقل"، وأضافت حرم "القباني" انه طلب منها في آخر مرة كان في النيابة أدوية فيتامين "b 12" لأنه يعاني من إلتهاب في الأعصاب جراء البرد القارص الذي يواجهه داخل السجن في ظل رفض قوات الانقلاب دخول "ملابس الشتاء"، فضًلا عن أنه أصبح الآن يعاني من مشاكل ب"القاولون". وعن الحديث عن دخول الأدوية والطعام، قالت حرم "القباني" إن أسر المعتقليين يشترون الأدوية (وقت أن كان مسموح لهم بإدخال الدواء) ويأخذها أحد أفراد الانقلاب دخل السجن ويسلمها ل"الصيدلية" الموجودة داخل السجن ويتم بيعها مرة أخرى ل"المعتقلين"؛ والآن يتم رفض إدخال أي أنواع الدواء أو الطعام داخل المعتقل. وفي حديثها عن الزيارات، قالت بالرغم من حصولي على حكم يلزم بتمكيني من زيارة زوجي لمدة ساعة أسبوعيا، دون حائل زجاجي أو أسلاك، في أكتوبر الماضي، إلا أن ذلك لم يحدث ولم تلتزم الداخلية بتنفيذه، وأضافت: على الرغم من أن القانون يسمع لي بالزيارة أسبوعيًا إلا أن داخلية "(الانقلاب) كانت تسمح لنا بالزيارة كل أسبوعين 3 دقائق فقط، وذلك قبل إيقافها منذ شهرين، وأشارت إلى أن، هذه ليست المرة الأولى التي توقف فيها الداخلية الزيارات بل هي تعد المرة الرابعة، منذ اعتقال "القباني" في يناير الماض. ويقبع في سجون "الانقلاب" المئات من الصحفيين وأصحاب الرأي الرافضين ل"حكم العسكر" فضلًا عن قتل العشرات منذ مجيء "العسكر" بعد انقلاب، 3 يوليو 2013 الماضي، وذلك في ظل إدعاءات "السيسي" بتبني الآراء المعارضة له.