مازالت الانتخابات الهزلية التي أقامها العسكر مثار سخرية وانتقاد الإعلام الغربي فوصفوها بالهزلية وأنها تكرس لنظام أشد ديكتاتورية من الأنظمة الموجودة في أميركا اللاتينية وقال الكاتب الأميركي نوح فيلدمان، أستاذ القانون الدستوري والدولي في جامعة هارفارد إن الشتاء قادم إلى العالم العربي مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق، مشيراً إلى أن الانتخابات البرلمانية المصرية -التي تفتقد للمعنى- كشفت المشهد تماماً وباتت علامة على انتهاء الربيع العربي. وأضاف الكاتب في مقال له بموقع وكالة بلومبرج الأميركية إنه مع حظر المعارضة المصرية الوحيدة ذات المصداقية ووضع قادتها في السجون، فإن هذه الانتخابات جاءت مطابقة للأوضاع المزرية داخل الديكتاتوريات قبل الربيع العربي، مشيراً إلى أن الهدف من التصويت ببساطة هو إظهار أن الحكومة المصرية يمكن أن تنخرط في مهزلة ديمقراطية. وتابع الكاتب: مصر جربت الديمقراطية وفشلت فيها.. هل يستطيع المواطنون في الدول العربية أن يأملوا بتغير الأوضاع في المستقبل إلى الأفضل؟ مضيفاً: يبدو أن بلدانهم ستظل استثناء عالمياً في التقدم الديمقراطي. وقال الكاتب إنه مثلما كان الوضع قبل ثورات عام 2011، يجب على زعماء الفكر العربي أن يسألوا أنفسهم: لماذا كانت الدكتاتورية في دولهم أكثر رسوخاً من ديكتاتورية أميركا اللاتينية على سبيل المثال وهو دولة فقيرة أيضاً واستعمرت في الماضي، ورغم ذلك فقد تحولت نحو الديمقراطية؟ وأضاف أن بعض الإجابات على السؤال تشمل ضعف المجتمع المدني والطبقة الوسطى في الدول العربية، مع وجود شيء آخر هو فشل تجربة الإسلام السياسي ذي التوجه الديمقراطي. وأوضح الكاتب أن جماعة الإخوان المسلمين كانت أهم طرف في الحياة السياسية في مصر لكن التجربة فشلت خلافاً لتونس، التي اندمج فيها الإسلام السياسي في الحياة الديمقراطية. وأشار إلى أنه في أماكن أخرى من الديكتاتوريات العربية، لم يكن لكيانات المجتمع المدني مصداقية، بسبب ضعف المجتمع المدني نتيجة اختراق الأنظمة الديكتاتورية مؤسسات هذا المجتمع والسيطرة عليها. وأوضح الكاتب أن تراث مصر من الجماعات المدنية والسياسية التي ناضلت من أجل الاستقلال في القرن العشرين تآكل على مدى نصف قرن من الدكتاتورية؛ فباستثناء الجيش والإخوان، لم يوجد كيان يمكن أن يتحدث بمصداقية بالنيابة عن الشعب المصري طبقا للعرب. وأضاف: لم تكن هناك طبقة وسطى كبيرة وهذا كان سبباً رئيسياً في فشل مصر. لم تكن الطبقة الوسطى المتعلمة في مصر واثقة في دورها المجتمعي وأخذ زمام القيادة بعد سقوط حسني مبارك، ومن المؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين التي انتصرت في الانتخابات رأت في نفسها حركة حقيقية من الطبقة الوسطى، ومع ذلك فإن معظم النخب والمتعلمين من الطبقة الوسطى المصرية لم يتعاطفوا مع جماعة الإخوان المسلمين، ورفضوا الإسلام السياسي. وعندما جاء وقت الحسم، وقفت هذه الفئة مع الجيش، ورحبت بسقوط الإخوان. وفي هذا المعنى، تواطأت الطبقة الوسطى المتعلمة في مصر في فشل الديمقراطية وهذا يؤدي إلى السبب الأساسي للشتاء العربي