جدد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، هجومه على المرشحين الأقباط بقائمة "حزب النور"، لافتًا إلى أنهم فقدوا مصداقيتهم لدى المسلمين، والمسيحيين معًا. تحول البابا تواضروس الثاني، في أيام قلائل، من دعوتهم إلى "مراجعة أنفسهم"، إلى وصفهم بأنهم "غير صادقين"، مستشهدًا بمقولة " من يعش بفكرين غير صادق". إزاء هجوم البطريرك على أقباط حزب النور السلفي، اعتبر الأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، ترشح الأقباط على قوائم الحزب، تطورًا في آلياته السياسية، وتعامله مع المسيحيين، معربًا عن أمله في استمرار مراجعة المواقف، بعيدًا عن استغلال الأقباط في موسم الانتخابات فقط. هجوم البابا تواضروس الثاني، على أقباط "النور"، يدفع باتجاهين، أحدهما يصب في مصلحة الداعين لحل الحزب، باعتباره قائم على أساس ديني، ويختصر عليهم مسافة النيل من المرشحين الأقباط على قوائمه، والاتجاه الثاني، يأتي في رد فعل هاديء من جانب أعضاء الحزب "المسيحيين"، يتلخص في أن ثمة مجموعات إعلامية، وسياسية، تسعى لجر البابا تواضروس الثاني لمعركة سياسية، وتسويق تصريحاته على أنها رفض لترشح الأقباط على قوائم حزب سياسي-حسب مصر العربية. حسبما يرى نادر الصيرفي، مؤسس أقباط 38، والمرشح على قائمة حزب النور –شرق الدلتا، فإن المشكلة ليست في شخص "البابا تواضروس الثاني"، وإنما في بعض القنوات الموجهة من رجال أعمال، ومصرّة على جر البطريرك لمعترك سياسي، وإظهاره في موقف يخالف ضميره. وقال الصيرفي : "إن البابا تواضروس الثاني لن يعطيهم الفرصة، لافتًا إلى تواصل إيجابي بين أقباط حزب النور، والكنيسة". وأضاف في تصريح ل"مصر العربية"، أن الفترة السابقة شهدت تواصلًا مستمرًا مع قيادات الكنيسة، دون تلميح، أوتصريح، باستيائهم من انضامنا لحزب النور، والترشح على قوائمه. وأشار الصيرفي، إلى أن قيادات كنسية اعترفت بفاعلية الأقباط المرشحين على قوائم حزب النور، في الخدمة، وتهدئة الرأي العام المسيحي، إبان دعوات التمرد ضد البابا تواضروس الثاني. على الصعيد ذاته، قال فادي يوسف مؤسس ائتلاف أقباط مصر، إن البابا تواضروس الثاني، قدم توصيفًا دقيقًا للرأي العام، عن الأقباط المرشحين على قوائم حزب النور. وأضاف في تصريح ل"مصر العربية"، أن المرشحين الأقباط على قوائم الحزب السلفي، يسعون لمصالح شخصية، ولايحق لهم تمثيل المسيحيين، حال وصولهم لمجلس النواب. وأشار يوسف، إلى أن الحزب "السلفي"، يستخدم هؤلاء الأقباط، لخداع الناخبين، بعيدًا عن مباديء التمثيل الجيد للشباب، والأقباط، والمرأة. وأوضح، أن توصيف الأنبا موسى أسقف الشباب ل"ترشح" أقباط على قوائم حزب النور، ب"الإيجابي"، ينعكس على رؤيته للحزب الذي يكفر المسيحيين، ثم هو يرشحهم على قوائمه، بما يبدو مقنعًا بأنه تحول يمكن البناء عليه-وفقًا لرؤية الأنبا موسى-. وأردف قائلًا : " المضمون في ترشح الأقباط، ليس تغيرًا في سياسة الحزب، وإنما هو خداع من جانبين، أولهما، جذب أصوات الناخبين، والآخر: استيفاء شروط القوائم فى توفير أعضاء بها من الأقباط ، والمرأة. يشار إلى أن البابا تواضروس الثاني، قال في مداخلة هاتفية بفضائية "سي بي سي " أمس الأحد، أن الكنيسة لن تتخذ ضدهم موقفًا،لأن ما يقومون به عمل سياسي".