كتب: محمد أبو المجد// أكد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل في مؤتمر الحزب الأسبوعي بالجامع الأزهر أن العدو الأمريكي الصهيوني بدأ في تطوير آلياته وإعادة هيكلة نفسه بعد فشله الذريع في إذلال شعوبنا العربية والمسلمة, واخفاقه في تركيعها بالقوة, وفي سبيل ذلك بدأ قادة الحلف الصهيو أمريكي يعيدون حساباتهم لكيفية اختراق الأمة والقضاء عليها "ذاتيًا"؛ بالعمل على تقسيمها إلى أقطاب متنافسة ومذاهب متناحرة ليسهل لهم في النهاية الإجهاز على ما تبقى منها وتحقيق أحلامهم بالسيطرة التامة على مقدراتها وثرواتها، وحذر الحزب الحكام من السماح لأمريكا بضرب إيران المسلمة.. كما حذر من تكرار سيناريو العراق. وقد شهد المؤتمر تواجدًا أمنيًا كثيفًا صاحبه بعض التحرشات بالجماهير والصحفيين, حيث تم توقيف مراسل موقع "الشعب" وتفتيشه على بوابة الجامع الأزهر وسحب بطاقته الشخصية وتهديده بالاعتقال. ندين كبت الحريات والاعتقالات في صفوف الإخوان.. والتناقض في التعديلات الدستورية الفاسدة الأمن يتحرش بمراسل "الشعب" في المؤتمر ويهدده بالاعتقال تغيير مسميات.. والهدف خبيث
جاء ذلك في مؤتمر الحزب الأسبوعي الحاشد بالجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة للتواصل مع الجماهيرومناقشة قضايا الأمة الداخلية والخارجية, ةتحدث فيه الدكتور مجدي قرقر حيث أكد أن الأمريكان أرسلوا مؤخرًا وزيرتهم "كوندليزا رايس" للاجتماع بوزراء الخارجية العرب (التلامذة المطيعون) وبدأت في إملاء الأوامر والشروط الأمريكية عليهم بصفتهم "دولاً معتدلة" في مواجهة "الدول المارقة" وعلى رأسها بالطبع إيران وسوريا, ولكن الزعماء "المعتدلون" شعروا بأن هذا الوصف أحرجهم أمام شعوبهم التي اختارت معاداة الصهاينة والأمريكان ومساندة المقاومة وإيران, فطالبوا "رايس" بتغيير هذا الوصف, فأطلقت عليهم (دول المحور السني) التي تحمي المشروع السني ضد "الخطر الشيعي" القادم من إيران وحزب الله وهي كلمة حق يراد بها باطل ليكسبوا تعاطف السذج من الناس, وهذا يبين لنا بوضوح الورقة الذي بدأت أمريكا اللعب عليها, فأصبح هناك القوس السني والهلال الشيعي.
الفتنة من الشعوب.. إلى الدول وحذر الأمين العام المساعد لحزب العمل من أن الأعداء بعد ما نجحوا في زرع الفتنة الطائفية بين الشعب العراقي, يريدون الآن نقلها إلى الأنظمة لتكون فتنة بين القوس السني ممثلاً في مصر والسعودية والأردن ودول الخليج, والهلال الشيعي "الخطِر" الذي يضم إيران وسوريا ومعهما حزب الله وحماس بالرغم من أن الأخيرة سنية إلا أن انخراطها في المقاومة وضعها في الركن الخطير. وأضاف: أمريكا والصهاينة يريدون شن الحرب على إيران وتدميرها, وقد بدأت الأساطيل تتحرك والاستعدادات تتوالى لذلك والسبب أنها دولة إسلامية قوية وثابتة, مطالبًا الدول العربية بعدم تكرار الخطأ الذي ارتكبوه من قبل في سماحهم لضرب العراق وأفغانستان حتى لا يُأخذوا دولة بعد الأخرى بعد ما تنتهي إيران.
مخططات شيطانية وتساءل قرقر: ماذا تريد كوندليزا رايس ورؤساؤنا منا؟!, فبعد أن زرعوا الفتن في العراق ودعموا حكومته العميلة المحسوبة زورًا على الشيعة بكل السبل ليقضوا على السنة، والذي كان من الأحرى أن يتحدا لمقاومة المحتل الأمريكي, ثم تأتي أمريكا الآن وتنقلب على الشيعة ونور المالكي التي دعمتهتما من قبل وذلك بهدف تجييش الأنظمة والشعوب السنية لمحاربة إيران ومواجهة الخطر الشيعي الذي صنعته هي بالأساس! وأشار قرقر إلى بعض التقارير الصحفية الأخيرة التي أشارت إلى احتمال توجيه "ضربة نووية تكتيكية" إلى المفاعلات النووية الإيرانية, محذرًا من الاستهانة بها ومطالبًا بأخذها على محمل الجد, فهذا ليس ببعيد عليهم بعد ما قاموا من قبل بضرب مفاعل العراق النووي.
الوضع الداخلي.. ولا أسوأ وتطرق قرقر بعد ذلك إلى الوضع الداخلي, مشددًا على أنه امتداد للمخططات الخارجية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الأمة الإسلامية, حيث أوضح أن مصر الآن تشهد حالة غير مسبوقة من كبت الحريات وتكميم الأفواه وتوسع "هستيري" في الاعتقالات بين صفوف الشرفاء وفي القلب منهم جماعة الإخوان المسلمين والتي ستصب حتمًا في مصلحة أعداء هذا البلد.
التعديلات الدستورية تتناقض مع الدستور وألقى قرقر الضوء على التعديلات الدستورية الأخيرة, مؤكدًا أنها تعديلات فاسدة تستهدف الشعب ككل قبل القوى السياسية بشكل عام, وتقضي على مبدأ العدل بين الأفراد، وأشار قرقر إلى أن التعديلات الأخيرة بها نوع من الانتهازية السياسية والتناقض بين مواد الدستور؛ فما معني أن يقوم النظام بإدراج مادة في الدستور تجرم ممارسة أي نشاط سياسي أو تأسيس حزب على أساس إسلامي على الرغم من أن المادة الثانية من الدستور تنص على أن دين الدولة هو الإسلام, وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع؟!!. وما معني أن يقتصر الترشح على رئاسة الجمهورية على عدد قليل من الأفراد معظمهم يدينون بالولاء للنظام, ويقتصر الترشح لانتخابات مجلس الشعب على الأحزاب القائمة فقط ويحرم منها المستقلون الذين يمثلون غالبية الشعب على الرغم من تشدق الحكومة ليل نهار بالمواطنة والحفاظ عليها؟!! وفي ختام كلمته طالب قرقر الشعوب بالوعي التام وأن يكونوا على علم كامل بالمخططات التي تحاك لهم في الداخل والخارج, وأن يتمسكوا بالحق ويعضوا على الإسلام ويعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا, لتكون لهم الكلمة العليا في نهاية الأمر.