بقلم: عمر عبد الهادي لا يواجة أبناؤنا الليبيون ما واجهه أبناؤنا في تونس ومصر حيث تصدت هناك الأمواج البشرية الهادرة لجلاوزة الطغاة بصدورها العارية وانتصرت عليهم وخلعتهم الى غير رجعة , في ليبيا طاغية دموي يمتلك أموالا طائلة وآلة عسكرية جبارة ويمعن في قتل أبناء شعبة منذ ما يزيد عن أربعة عقود , في ليبيا أستبيحت دماء وأعراض وأموال جزء غالي من أبناء أمتنا . يتفرج الغرب على ليبيا مدعيا الحرص على حقوق الإنسان الليبي مخفيا حرصه على مصالحة الخاصة وحرصه على الإبقاء على تخلف الأمة ومخفيا معاداته لها ورفضه لنهوضها وصحوتها. لا يسعى الغرب فقط من أجل النفط الليبي والعربي عموما بل قبل ذلك يسعى من أجل حماية إسرائيل ومن أجل شرذمة الأمتين العربية والإسلامية وإبقائهما خارج دائرة الحداثة والتحضر والعلم , أي خارج العصر . لقد ذقنا الويلات من هذا الغرب الظالم والمتغطرس ورأيناه يتحالف مع أنظمتنا القمعية على إمتداد العالمين العربي والإسلامي , فعل ذلك مع نظامي مبارك وبن علي وقبلها مع نظام شاه ايران واليوم يفعلها مع أنظمتنا المستبدة في ليبيا واليمن والبحرين المشتعلة فيها الثورات الشعبية ويدعم سرا وعلنا بقية الأنظمة العربية المستبدة التي تشهد تململا شعبيا مرشحا لأن يتحول لثورات , يذرف الغرب الدموع في العلن تعاطفنا مع شعوبنا المقهورة ويدعم إستبداد أنظمتهم في الخفاء , يخطيء من يظن الغرب مخلصا لشعاراته المنادية بالحرية والديموقراطية وليس أدل على ذلك من دعمه للديكتاتوريات في العالمين العربي والإسلامي , ويمارس هذا الغرب منذ قرون كذبا ونفاقا يفوق الوصف. إن هذا الغرب المتعدد القوميات والطوائف بشقيه الأميركي والأوروبي يتصرف كحزب واحد وملة واحدة فلم لا نكون نحن العرب والمسلمون (سنة وشيعة) حزب واحد وملة واحدة !!؟ لقد تجلت وحدة مشاعرنا كشعوب عربية وإسلامية تجاه الثورتين في تونس ومصر ويتجلى اليوم تعاطفنا بل إنشغالنا شبه الكامل بالثورات المشتعلة في أكثر من قطرعربي , لكن لنقف عند الثورة الليبية التي لايكفيها المشاعر والتعاطف فالشعب الليبي الثائر والمناضل يحتاج لأكثر. دعما للقذافي رست سفينة يونانية محملة بالإسلحة في ميناء العاصمة الليبية طرابلس وهذه رسالة شديدة الوضوح تقول لنا لا تنظروا لدموع الغرب بل أنظروا لإفعاله والى البحرين تقاطرت القوات العسكرية السعودية والإماراتية لتساهم في قهر وإحباط الشعب البحراني المظلوم وهناك أخبار تفيد برسو سفينة سعودية محملة بالمدرعات في موانيء الجنوب اليمني دعما للطاغية علي عبد الله صالح فهل يمكننا القول ان الغرب والأنظمة الفاسدة اتحدت لتصبح ملة واحدة؟ يحتاج أبناؤنا الثوار في ليبيا الى إمداد بالسلاح من عيار السلاح الذي استعملة حزب الله في حربه ضد إسرائيل عام 2006 , يحتاجون لخارق للدبابات وخارق للبوارج العسكرية ومضاد للهيلوكبترات العسكرية ليبطلوا مفاعيل آلة البطش القذافية الموجة ضد شعبه الأعزل وما الإتصال والتنسيق مع المجلس الليبي الوطني الإنتقالي ومع قيادته العسكرية بالأمر العسير. تخضع اليوم القوى الثورية العربية والإسلامية سواء أكانت دولا أم أحزابا لإختبارحقيقي بعد أن بات حقا عليها تقديم الإمداد العسكري للثوار الليبيين لأن هزيمة الشعب في ليبيا (لا سمح الله) ربما تفضي لإطفاء شعلة التحرر العربي -الإسلامي والى سيطرة قوى البغي والقهر الخارجية والداخلية وتكون هزيمة لأحرار المسلمين والعرب في كل مكان.