ألقت مباحث قسم شرطة العريش القبض علي خمسة رجال من بدو سيناء ورجل الأعمال الصهيوني "آفي إبراهام " أثناء قيامهم بتهريب سعف النخيل الأبيض من قرية رمانة بمدينة العريشبسيناء إلي تل أبيب مقابل حصولهم علي مبلغ 75 ألف دولار أمريكي وذلك بالمخالفة لقرار محافظ شمال سيناء ووزير الزراعة المهندس أمين أباظة اللذين أصدرا قرارا بحظر تصدير سعف النخيل إلي سيناء للحفاظ علي ثروة مصر القومية من النخيل. تم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 97 لسنة 2010 إداري العريش وتم إحالة جمميع المتهمين للنيابة العامة التي باشرت التي باشرت التحقيق مع جميع المتهمين حيث اعترف رجل الأعمال الصهيوني "آفي إبراهام " أنه أعطي المتهمين الخمسة من بدو سيناء مبلغا من المال لجلب وتصدير سعف النخيل من قرية رمانة تحديدا لأنها تمتاز بالسعف الجيد والطيب كما يلقبونه في تل أبيب وذلك لتصديره إلي إحدي الدول الأوربية علي حد زعم " إبراهام "
إلا أن تحريات المباحث الجنائية أكدت أن الشحنة كانت متوجهة إلي الدولة الصهيونية بالفعل ولكنهم تحايلوا علي القانون وزعموا أن السعف يتم تصديره إلي دول الإتحاد الأوربي للمراوغة فقط وتضليل الإدارة المحلية ولإغراء بدو سيناء علي سرعة التعامل معهم وأكدت التحريات أن السعف كان سيتم تهريبه إلي الدولة الصهيونية وذلك في إطار استعداد الصهاينة للأحتفال بعيد البهجة في الخامس عشر من شهر أكتوبر الحالي والذي لا تتم طقوسه إلا بالسعف لإحياء ذكري "خيمة السعف" التي أظلت العائلة المقدسة، حسب المعتقدات اليهودية.
جدير بالذكر أن وزير الزراعة كان قد أصدر قرارا بمنع تصدير سعف النخيل إلى الدولة الصهيونية والدول الموالية لها احتجاجا علي اغتيال أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلي غزة ويقدر قيمة السعف المصدر للصهاينة سنويا بنحو 370 مليون سعفة تستخدم في الأعياد وجميع المناسبات اليهودية الدينية وخاصة الصلوات اليهودية التي يقومون بها يوم السبت من كل أسبوع.
وقد أكد أباظة أن الهدف من هذا القرار هو الحفاظ على ثروة مصر من النخيل التي تقدر بنحو 12 مليون نخلة منها 500 ألف نخلة بمحافظة شمال سيناء وتتأثر سلبا بعمليات التقليم الجائرة التي يقوم بها المزارعون من أجل الحصول علي الدولار.
وتتصدر الولاياتالمتحدةالأمريكية قائمة الدول المستوردة لسعف النخيل من مصر حيث تستورد نحو 500 ألف سعفة نخيل من السعف الأبيض الذي يستخرج من قلب شجرة النخيل وليس من السعف الأخضر تليها الدولة الصهيونية التي تستأثر بنحو 450 ألف سعفة خلال مواسم الأعياد تليها فرنسا التي تستأثر بنحو 370 ألف سعفة تليها انجلترا وبلجيكا وكندا وجميع دول أمريكا اللاتينية وباقي دول الإتحاد الأوربي
ويصل سعر سعفة النخيل الواحدة المصدرة إلي الدولة الصهيونية إلي "واحد دولار" للسعفة في المناسبات والأعياد اليهودية التي لا تتم إلا بهذا السعف الذي يتبارك به اليهود بينما تتضاعف هذه القيمة إلي ثلاثة أضعافها عند تصدير السعف إلي أمريكا وأوربا ليصل سعر السعفة إلي 3 دولار خاصة في عدة مناسبات منها "عيد البهجة" و"عيد الغفران" الذي يواكب إحياء ذكرى "خيمة السعف" التي يعتقد اليهود أنها آوت العبرانيين في العراء أثناء رحلة الخروج من مصر
وتعتمد جميع المعابد اليهودية علي سعف النخيل المصري وتتخذه رمزا للبركة والقداسة في جميع المناسبات والأعياد الدينية ويأتي هذا التقديس لسعف نخيل سيناء دون غيرها ظنا منهم أن سيناء هي أرض الميعاد المباركة التي وعدهم بها الرب.
