قتل شخص واصيب سبعة جنود من الاحتلال التابع لحلف شمال الاطلسي بجروح في انفجار وقع الثلاثاء على متن مروحية امريكية من طراز شينوك بعيد هبوطها في شرق افغانستان، كما اعلنت قيادة الحلف الاطلسي في بيان. وقال متحدث باسم الحلف الاطلسي ان "شخصا واحدا قتل واصيب سبعة اشخاص آخرين بجروح". والجرحى السبعة جميعهم جنود في قوات حلف شمال الاطلسي. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل شخصين واصابة عشرة بجروح جراء الانفجار الذي لم تتضح اسبابه بعد.
وقال التحالف الذي يقوده حلف الأطلسي في أفغانستان إن الانفجار في طائرة الهليكوبتر التابعة لحلف شمال الأطلسي الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثمانية الثلاثاء سببه إطلاق المسلحين قذيفة صاروخية بعد هبوط الطائرة مباشرة. وقالت قوات الاحتلال الغربية "كانت الطائرة سي. إتش-47 تشينوك قد هبطت لتوها وتفرغ حمولتها من الخلف حينما أطلقت عليها قذيفة صاروخية".
واعلنت القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) ان 26 شخصا كانوا على متن المروحية التي هبطت في قاعدة صغيرة لحلف الاطلسي.
واواخر سبتمبر قتل تسعة منم جنود الاحتلال الأمريكي في حادث تحطم مروحية في زابل في جنوبافغانستان. واعلنت القيادة الامريكية حينها ان المروحية لم تتعرض لاطلاق نار في حين اكدت حركة طالبان اسقاط المروحية.
وفي حادث منفصل أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الثلاثاء أن جنديا من قوات الاحتلال لقي حتفه إثر انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق فى جنوبأفغانستان كما أصيب أربعة جنود أمريكيين اخرين في إقليم بشمال أفغانستان.
ولم يفصح الحلف عن تفاصيل الحادثة الأولى أو جنسية الجندي حتى إبلاغ أقرب أقاربه. وقال محافظ منطقة شارداراه عبد الواحد عمر خيل إن أربعة جنود أمريكيين أصيبوا في المنطقة الواقعة في إقليم قندز الاثنين حيث اصطدمت سيارتهم بقنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق.
مفاوضات مع طالبان الى ذلك قال عضو في المجلس الاعلى للسلام ان الرئيس الافغاني العميل حامد كرزاي لم يعد يتمسك بالشروط التي وضعها لاجراء محادثات سلام مع طالبان وانه خول المجلس الجديد المكلف ببدء المفاوضات سلطة كاملة.
وشكل كرزاي المجلس الاعلى للسلام بعد ان وافق عليه مجلس أعلى دعاه الرئيس الافغاني للانعقاد في حزيران يونيو. وكلف كرزاي المجلس الاعلى للسلام بالبحث عن سبل لانهاء الحرب التي دخلت الان عامها العاشر وسيجتمع هذا الاسبوع ليضع آلية لبدء المحادثات.
وطالب كرزاي دوما ان تنبذ طالبان والجماعات المتشددة الاخرى العنف وتنبذ القاعدة وان تقر الدستور الافغاني الجديد وتلقي السلاح قبل بدء محادثات السلام.
ويقول محللون ان هذا يرقى الى حد مطالبة طالبان بالاستسلام بعد ان اكتسبت قوة في السنوات القليلة الماضية ومدت عملياتها الى شمال أفغانستان الذي كان ينعم من قبل بسلام نسبي وذلك رغم وجود نحو 150 ألف جندي أجنبي في أفغانستان.
لكن لدى افتتاح المجلس الاعلى للسلام الذي يضم 68 عضوا يوم الخميس الماضي قال كرزاي الذي يرأس أفغانستان منذ الاطاحة بحكومة طالبان اواخر عام 2001 ان حكومته لن تتدخل في قرارات المجلس بينما يسعى لبدء المحادثات.
وفسر عطا الله لودين عضو البرلمان الافغاني وعضو المجلس الاعلى للسلام تصريحات كرزاي على انها تراجع عن مطالبه التي طالما تمسك بها.
وقال لودين لرويترز في مقابلة حين سئل عما اذا كان يعتبر تصريحات كرزاي الاخيرة تنم عن تحول ملموس قال 'الشروط السابقة كانت الى حد ما قاسية وصارمة. لقد أعطى المجلس سلطة غير مشروطة هذه المرة'.
وأضاف "في السياسة يحدث هذا اللين. وهذا الاقتراح من جانب فخامته.. كرزاي هو حكيم جدا ان يعطي المجلس الاعلى للسلام السلطة الكاملة".
ورفض وحيد عمر المتحدث باسم الرئيس الافغاني التعليق على تفسير لودين لتصريحات كرزاي واكتفى بالقول بأن الحكومة تحترم استقلال المجلس لكنها ستعمل على ضمان الا تبدد تحركاته ما انجز في الاونة الاخيرة. وقال عمر "الحكومة ستدرس اي قرار يتخذه لنضمن ان نحتفظ بالمكاسب التي تحققت خلال التسع سنوات الماضية".
وهاجمت طالبان المجلس ووصفت رئيسه برهان الدين رباني وهو رئيس أفغاني سابق بأنه عقبة في طريق السلام.
لكن لودين، الذي شارك من قبل في محادثات مع بعض المجاهدين، قال ان بعض اللين من جانب كرزاي قد يدفع طالبان الى تقديم بعض التنازلات. وصرح بأن القوات الاجنبية ستنسحب في نهاية المطاف من البلاد وطالبان بحاجة الى ان تتفق مع كابول على خطة ما بعد الانسحاب.
وأضاف لودين "نأمل ان تأتي طالبان بشروطها. ونحن في المجلس سنناقشها مهما كانت صارمة بشأن انسحاب القوات الاجنبية". وحذر لودين ايضا من ان المحادثات قد تتعطل اذا أصرت الدول الغربية على الشروط التي كررها دوما كرزاي او اذا رفض اي قرارات للمجلس تتعارض معها.
وقال المبعوث الامريكي ريتشارد هولبروك في برلين الاثنين ان اي محادثات يجب الا تتجاوز "الخطوط الحمراء"، والتي تتماشى بشكل عام مع شروط كرزاي. وصرح لودين بأن تعاون باكستان مهم لانهاء الصراع "حيث ساندت اسلام اباد في أوقات بعض الجماعات المتشددة ووفرت ملاذا آمنا لطالبان"، وفق زعمه.