أعلن الدكتور أحمد دياب، الأمين العام للكتلة البرلمانية ل "الإخوان المسلمين" أن الكتلة تعتزم توجيه الدعوة لفريق عمل مسلسل "الجماعة" الذي تم بثه خلال شهر رمضان الماضي على التليفزيون المصري والذي أثار جدلا واسعا حوله، بعدما اعتبرته الجماعة يتضمن الإساءة لها وتاريخها ومؤسسها حسن البنا. وأكد دياب خلال ندوة عقدتها الكتلة البرلمانية ل "الإخوان" أمس بعنوان "الجماعة بين التاريخ والدراما"، أن اقتراحا تدرسه الكتلة بشأن دعوة فريق عمل المسلسل وتكريمه في صالونها السياسي.
ووصف الدكتورة منال أبو حسين أستاذ الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، المسلسل بأنه "كان بمثابة تخلف سياسي أضر بالحكومة، التي لا تجيد استخدام الأعمال الدرامية في خدمة توجهها، حيث أن المسلسل أتاح مجالا للجدل والحوار كان في صالح الجماعة أكثر مما كان ضدها"، على حد قولها.
واعتبرت أن أكبر أنجاز حققته الجماعة حتى الآن وبعد عرض المسلسل الذي تناول تاريخ "الإخوان" هو أنها من أول الألفاظ التي يتداولها الإعلام المصري وبدون قرنها بالمحظورة كما كان متبعا من قبل.
وأضافت أنه على الرغم من الصورة المسيئة التي أظهر المسلسل فيها مؤسس الجماعة حسن البنا إلا أن أصبح هناك عدد كبير من البنات يحبونه ويحبون الممثل الذي لعب شخصيته لرزانتها، برغم أن ضباط أمن الدولة كان أجمل منه، وعللت ذلك بأن عرض شخصيته في الوضع الذي يمر به المجتمع ومهما مارس المسلسل من تشويه للشخصية فسوف يكون أجمل ما يمكن.
وشددت على أنه لا يمكن لا حد أن يلوم وحيد حامد مؤلف العمل على ما جاء بالمسلسل، لأنه "طول عمره يشتغل في الحب والغرام وتشويه صورة المسلمين"، وساقت لذلك مثالا فقالت "وحدة متعرفش تعمل محشي أطلب منها تعمل سفرة كاملة"، على حد تعبيرها.
في حين رأى المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد، وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان أن المسلسل أغفل دور الإخوان في حرب فلسطين وفي تأمين ثورة يوليو ومحاربة الإنجليز، مضيفا: الإخوان أول من دخلوا فلسطين وآخر من خرجوا.
وأشار إلى أن البنا استضاف الزعيم الإندونيسي أحمد سوكارنو واستضاف الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة وكان منفتحا على المصريين بل وعلى المسيحيين أيضا.
من جهته، قال المخرج التليفزيوني مصطفى الشال إنه كان يجب أن يكون هناك تحقيق لمادة المسلسل من قبل الجمعية التاريخية للأعمال الفنية والتي لها أن تجيز النص أو لا تجيزه بالنسبة للحقائق التاريخية الواردة به. واستطرد كان يجب أن تقدم شخصية الإمام حسن البنا بصورة تليق به وبكفاحه.
أما السيناريست أحمد عطا فكذب كلام وحيد حامد بالانفراد بالأحداث دون تدخل من أمن الدولة واصفا الحلقات الثلاث الأولى بالصدمة الكهربائية، ورصد ثلاثة مستويات كانت هدفا للمسلسل، الأول تمثل في أعضاء الجماعة، والثاني وهو الأخطر حسب قوله الجمهور الذي ليست له صلة بالإخوان والذي تعامل معه وحيد بطريقة الراوي، والمستوى الثالث هو المثقف.
وأكد عطا أن الممثل كريم عبد العزيز لم يكن ليقبل الدور الشرفي في المسلسل إلا لتعليمات واضحة من جهات عليا، على حد قوله.
فيما سخر الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس وحدة الترجمة بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" من إشارة القائمين على العمل إلى استخدامهم قائمة 29 كتابا نوهوا عنها في تترات المسلسل، بينما العمل "سلق سلقا"، على حد تعبيره.
وقال إن أحد أهم أسباب ضعف المسلسل هو أن صانعيه هم في الأصل من صناع السينما والذين تعاملوا مع الواقع باستخفاف شديد، مدللا على ذلك بالمشاهد التي ظهر فيها حسن البنا والتي لم تتغير في المسلسل منذ البداية رغم أنه عاش في ثلاثة أماكن حسب المرحلة التي مر بها الخيامية والسبتية والحلمية.
الإخوان المسلمون هم الأقوى وقالت صحيفة الجلوبال بوست الأمريكية أن احتمال تمكن الدكتور البرادعي من إقناع جميع الأحزاب المختلفة بمقاطعة الإنتخابات يبدو ضعيفاً، مشيرة إلى أن محاولة البرادعي القيام بذلك قد تجعله يتسبب في إحداث المزيد من الشروخ في المعارضة المنقسمة بالفعل، قبل موعد الإنتخابات الرئاسية في عام 2011.
و أكدت الصحيفة أن أي تحالف واسع للمعارضة في مصر يجب أن يضم أيضاً الإخوان المسلمين، مضيفة أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بمساعدة البرادعي في جمع أكثر من 700 ألف توقيع على عريضة من أجل التغيير الدستوري في مصر، إلا أن الجماعة تمتلك أجندتها و أيديولوجيتها الخاصة و التي قد تتعارض مع شخصية ليبرالية و علمانية مثل البرادعي.
و نقلت الصحيفة عن ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، قوله أن الليبراليين أو العلمانيين قد تكون لديهم أفكار و إحترام دولي إلا أنهم لا يملكون أتباع، في حين تمتلك جماعة الإخوان المسلمين أعدادا كبيرة من الأتباع و لكنها تفتقد الأشياء الأخرى.
و أكد الخبراء و الأكاديميون على أن البرادعي سيواجه مهمة صعبة، إن لم تكن مستحيلة، لضم الفصائل السياسية المختلفة في البلاد في جبهة موحدة بحلول نوفمبر القادم، بحسب الصحيفة. حيث يرى وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أن البرادعي قد يتمكن من إحداث تأثير جزئي في الإنتخابات البرلمانية، إلا أنه لن يكون قادراً على قيادة مقاطعة تامة من كافة أحزاب المعارضة.
في حين ترى الصحيفة أن جزءا من مشكلة البرادعي تكمن في إبتعاد الناخبين عن المشاركة السياسية فبعد سنوات من سيطرة حزب واحد على الحكم أصبح الناخبون و المعارضة يشعرون بخيبة أمل من العملية السياسية بأكملها. كما أن بعض جماعات المعارضة تعتقد أن المقاطعة قد تضر حركة الإصلاح، و أن المشاركة قد تكون أكثر فعالية.
إلا أن بعض المحللين، و الذين يعتقدون أيضاً بأن البرادعي لا يستطيع تحقيق المقاطعة الشاملة، يرون أن موقفه على الصعيد الدولي يمكنه أن يساعد على الأقل في لفت الإنتباه إلى جهود الإصلاح في البلاد، بحسب الصحيفة.