كانت وما زالت الحجارة والبنادق رفيقة للثائر الفلسطيني المبتلى الأول بالصهيونية العالمية والمتضرر الأول منها وقائمة المتضررين من الوحش الصهيوني طويلة ولا حصر لها, فبعد الفلسطيني الذي افقده هذا الوحش وطنه وشرده في أربع اتجاهات الكون وجعل من تبقى من أبناء جلدته غريبا في وطنه يأتي العربي ثم المسلم وبكلام أكثر شمولا يأتي "الإنسان" كخاسر كبير أخضعته الصهيونية شقيقة الماسونية العالمية والمتحالفة مع الرأسمالية المستشرسة, لمؤامراتها القائمة على إحتكار التقنيات العلمية الرفيعة وعلى وسائل الإنتاج والتجارة الكبرى وهذا "الثالوث الشيطاني" (الصهيونية + الماسونية + الرأسمالية ) مارس هيمنة محكمة امتدت مفاعيلها الى جميع مفاصل الصناعات المتطورة والى مقومات الإقتصاد الدولي وحركة المال فيه وأشاع هذا الثالوث ثقافة الإستهلاك وجعل منها الهم الأوحد لأبناء آدم. لقد نحّى هؤلاء الأشرار الثلاثة المتحالفون, القيم الإخلاقية جانبا ونجحوا بتفوق في إستبدالها بقيم مادية وإستهلاكية صرفة وعلى أياديهم تحول السواد الأعظم من الناس الى مستهلكين شرهين وعبيد للمال والشهوات والمناصب منقادين لغرائزهم وليس لعقولهم وضمائرهم. و"ثالوث إبليس" هذا يقود العالم اليوم لمصير مظلم قد لا "تنتشله" منه إلا قلة من الناس الأحرار المسلحين بالوعي والايمان والإستعداد للتضحية. وعودة للحجارة والبنادق, لقد برز الحجر كرمز للمقاوم الفلسطيني وكان أكبر حضور للحجر فيما سمي "أنتفاضة الحجارة" التي انطلقت في العام 1987 ثم اوقفتها اتفاقية أوسلو المشؤومة المبرمة عام 1993 وكانت انتفاضة الحجارة ابتكارا ابداعيا أتت به عقول وإرادات الشعب الفلسطيني الأعزل والمحتله أرضه. مثلت انتفاضة الحجارة نموذجا ثوريا أخذ به المواطن الضعيف والمستضعف مقابل المستكبر القوي الذي يحتل الارض والذي يملك أشرس آلات الدمار والفتك ومثلت اتفاقية اوسلو أكبر عملية خداع مورس فيها تخدير مدروس لحملة الحجارة وأصحاب الأرض الأصليين ومورس بحقهم ايهام خبيث أشعرهم أن الخلاص بات على الأبواب. وفي العام 2000 جاءت انتفاضة الأقصى بالبندقية بعد انكشاف زيف اتفاقية اوسلو وزيف السلطة التي انبثقت عنها ليبقى الإحتلال هو الإحتلال ولا يمكن أن تجمّله أوسلو وأعمدتها والإحتلال لا يقاوم سوى بالوسائل التي عرفتها البشرية, في البندقية دائما وبالحجروالقبضات والإسنان والأظافرأحيانا والإحتلال الإسرائيلي استيطاني وإحلالي جاء ليبقى ولا يرجى منه رحيلا بالمفاوضات والتسويات لأن فلسطين ليست الجزائر وليست فيتنام أو فرنسا التي لم يرحل المحتل عنها إلا بفعل المقاومة المسلحة وفلسطين ليست كالعراق وأفغانستان المقبلتان على التحرر وكنس المستعمر بفعل أرادة المقاومين المسلحين وليس بفعل المفاوضين والمساومين المستكينين. كنا نشاهد البنادق الفلسطينية مرفوعة دائما في وجه الإحتلال البريطاني أولا ثم الإحتلال الصهيوني الإحلالي ثانيا وسجلت البنادق حضورا دائما في الثورات الفلسطينية التي انطلقت مع بداية القرن الماضي وبقيت مرفوعة حتى العام 1948 وبعده وشاهدنا غابات من البنادق في غزة وفي الضفة الغربية بعد العام 1967 وشاهدنا ثورة الحجارة تنطلق عام 1987 ورأينا غابات البنادق أيضا في انتفاضة الأقصى واليوم ما زالت البنادق حاضرة في غزة المحاصرة والحجارة والبنادق غائبة في الضفة الغربية ولا حضور سوى لتنسيق أمني بين سلطة أوسلو وإسرائيل ولقوات الأميركي دايتون من أجل صناعة الفلسطيني الجديد القابل بالسلام الإقتصادي على طريقة نتنياهو. وأختم بسؤال كبير... هل نمني النفس بمشاهدة قريبة للحجر الفلسطيني في الضفة الغربية ومشاهدة للبندقية فيها لتنضم الى البندقية الغزية ولتطيح مجتمعة بسلطة العار وبتسوياتها المشينة وتنهي الإستيطان وتطيح بقوات دايتون وبسلام نتنياهو الإقتصادي تمهيدا لكنس الإحتلال بالتعاون مع أحرار العالم المتمردين على "الثالوث الشيطاني" الذي أتينا على ذكره ؟؟؟ [email protected]