مجلس الشيوخ يستأنف جلساته العامة اليوم    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 30 أبريل 2024    أسعار الذهب تتجه للصعود للشهر الثالث بفضل قوة الطلب    بايدن يخاطر بخسارة دعم الشباب في الانتخابات بسبب الحرب على غزة    ختام عروض «الإسكندرية للفيلم القصير» بحضور جماهيري كامل العدد ومناقشة ساخنة    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الثلاثاء 30 إبريل 2024    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة حزب العمل.. المؤتمر القومي الإسلامي يدعو الى دعم المقاومة وكسر المشروع الأمريكي
نشر في الشعب يوم 25 - 12 - 2006

اختتم المؤتمر القومي الإسلامي أعمال دورته بفندق الريتزكارلتون- الدوحة بعد مناقشات استمرت يومين شارك فيها نحو 300 شخصية عربية من أبرز السياسيين والمفكرين في التيارين القومي والإسلامي وبمشاركة حزب العمل الذي مثله كل من مجدي حسين الأمين العام للحزب ود. مجدي قرقر الأمين العام المساعد. واختار المؤتمر في ختام أعماله الدكتور منير شفيق الكاتب بجريدة الشرق منسقا عاما عن التيار الإسلامي ليكمل فترة ولاية المنسق العام المستقيل الدكتور عصام العريان التي تنتهي في 2-12-2008.
وقد أثارت استقالة الدكتور عصام العريان جدلا في الجلسة التي خصصت لبحث قبولها وتعيين منسق عام جديد خلفا له.
وأصر المشاركون على الاستماع إلى نص خطاب الاستقالة والذي تلاه الدكتور محمد المسفر ليتأكدوا من أسبابها والتي عزاها العريان إلى تكرار منعه من السفر وعدم استطاعته القيام بمهام المنصب ما دعا المؤتمر إلى قبول الاستقالة وترشيح الكاتب منير شفيق خلفا له بدعم من التيارين الإسلامي والقومي.
واثنى الدكتور يوسف القرضاوي الذي تحدث في الجلسة على منير شفيق قائلا: انه لم ير فيه إلا الرشد في الفكر والصدق في القول وتحمل هذه الامانة على اتساع دائرتها.
وناقش المشاركون في الجلسة الختامية مشروع البيان الختامي للمؤتمر الصادر في ختام أعماله بالدوحة والذي تقدم فيه المؤتمر إلى سمو الأمير ولحكومة قطر وشعبها بالشكر وأعمق مشاعر الود والامتنان لاستضافة المؤتمر وتقديم جميع التسهيلات لانجاح أعماله متمنيا لدولة قطر كل التوفيق والأمان والنجاح في مسيرتها التنموية.
وتطرق مشروع البيان الختامي إلى ما يتهدد مصير الأمة وهويتها من مخاطر تشتد عليها بقوة، وفي ضوء حالة التأزم التي تعيشها الأمة وانعدام المبادرات العربية بغية ايجاد الحلول الناجعة لها، ودعا المؤتمر الى دعم المقاومة في مواقع الصمود والتصدي والمواجهة بسلاح الوحدة مستمدا مناعته من انتصار المقاومة في العراق وتمكنها من كسر المشروع الأمريكي وأرباكه ودفعه إلى التراجع ومن انتصار الانتفاضة في فلسطين وتمكنها من طرد الاحتلال وكسر شوكته وإرادته في حرب الابادة والتهجير ومن انتصار المقاومة في لبنان وتمكنها من اذلال جيش العدو وحققت للامة نصرا تاريخيا واستراتيجيا، وبات المشروع الأمريكي الصهيوني مأزوما في فلسطين ومرتبكا ومتراجعا في العراق ومتهاويا في لبنان.
وأكد المؤتمر دعمه اللامحدود واللا مشروط للمقاومة في كل الساحات العربية والاسلامية مؤكدا ان الامة تعيش بدايات التخلص من هذا المشروع مما يستوجب مزيداً من التفاهم وتوحيد الرؤى بين عناصر الأمة كافة واطلاق طاقاتها الحية للسير قدما في اتجاه الانتصارر النهائي عليه واقتلاعه من ارض العروبة والاسلام.
واكد المؤتمر تمسكه بثوابته القومية والاسلامية التي عمقتها وكرستها دورات انعقاده الخمس السابقة.
لبنان
وفيما يتعلق بالشأن اللبناني دعا المؤتمر الشعب إلى أعلى درجات اليقظة والسعي لصون الاستقرار ومعالجة الوضع في لبنان وفق آليات الدستور اللبناني وثوابت الوفاق الوطني وسجل للمقاومة اللبنانية الباسلة انتصارها التاريخي والاستراتيجي المفصلي على جيش العدو، واعتبره بداية انهزام المشروع الامريكي الصهيوني في لبنان والعالمين العربي والاسلامي.
فلسطين
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد المؤتمر انها قضية الامة المركزية منوها بان دعمها واجب قومي عربي وديني اسلامي ومسيحي. وأكد رفضه لكل اشكال التنازلات متمسكا بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير تراب الوطن. ودعا إلى مواصلة الحوار بين الفصائل الوطنية وصولا إلى تفاهمات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على قاعدة الالتزام بوثيقة الاتفاق الوطني. ودعا القوى الفلسطينية الى تفادي الصدام وان الجميع شركاء مسيرة نضالية واحدة ومصير سياسي واحد وان يرفع السلاح في وجه العدو ولا يستخدم للاقتتال بين ابناء الشعب الواحد.
وأكد مشروع البيان الختامي على الحاجة الملحة لاجراء انتخابات المجلس الوطني في الارض المحتلة وفي الشتات باعتبار ذلك السبيل لبناء المؤسسة الوطنية المعبرة فعلا عن ارادة الشعب الفلسطيني وان اتفاق القاهرة هو القرار السليم لرسم اطار الوحدة الوطنية وتثبيته.
ووجه المؤتمر نداء عاجلا لكل المؤسسات العربية والاسلامية والمسيحية في العالم لوقف الاجراءات الصهيونية العنصرية ضد القدس ومواطنيها.
وإذ يرى المؤتمر ان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو اعترف بشرعية التهويد والتشجيع على جعلها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني الغاصب فإنه يدعو جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي لاتخاذ جميع الإجراءات والقيام بجميع الاتصالات الدولية بغية اجهاض هذا المشروع المناقض لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار القدس ومحيطها منطقة دولية.
أما حق العودة فهو حق شخصي لكل مهجر فلسطيني وهو حق غير قابل للتصرف يتشبث به المؤتمر حقاً طبيعياً من حقوق الإنسان وحقاً وطنياً مشروعاً للشعب العربي الفلسطيني وترجمة لما اعتمدته الأمم المتحدة من حق جميع الذين هجروا من أوطانهم في العودة إليها.
أما حصار التجويع المفروض على مواطني الضفة والقطاع عقاباً لهم على ممارستهم لحقهم الديمقراطي في اختيار ممثليهم في المجلس التشريعي فهو شكل من أشكال جريمة التطهير العرقي، وعليه فإن المؤتمر يحمل المشاركين فيه مسؤولية اخلاقية وسياسية ويدعو الدول العربية إلى تنفيذ قرار مجلس وزراء خارجيتها القاضي بكسر الحصار، وهو يدعو تالياً إلى تحرير القرار الوطني الفلسطيني من الارتهان للتمويل الأمريكي والأوروبي، وفي هذا السياق يبعث المؤتمر بتحية اعتزاز للصامدين في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 ويعلن تضامنه التام معهم ومع رموزهم وقياداتهم في نضالاتهم اليومية وتصديهم اليومي للممارسات الصهيونية العنصرية.
وفي السياق عينه يثمن المؤتمر عالياً نضالات المرأة الفلسطينية ويحيى بصفة خاصة ارواح الاستشهاديات الشابات منهن والجدات مثيلات الحاجة فاطمة النجار.
أما الأسرى العرب في السجون والمعتقلات الصهيونية فينحنى المؤتمر اجلالاً لصمودهم وشموخهم ويطالب بتحريرهم جميعاً قادة ونساء وأطفالاً ونواباً ووزراء فضلاً عن الاسرى اللبنانيين والاردنيين والمصريين وسواهم من أسرى العرب.
أما الاساس في كل ذلك فيبقى الالتزام بحق مقاومة المحتلين وهو حق مشروع دولياً وكفلته جميع المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية بغية تحرير الأرض كل الأرض، فالمقاومة هي السبيل الوحيد للتحرير اما الهرولة للصلح والتطبيع مع العدو فهو انتهاك فاضح ليس فقط للحق الفلسطيني بل لحقوق الأمة العربية، بمسلمييها ومسيحييها وللأمة الإسلامية، لذلك يطالب المؤتمر بالعمل لإلغاء اتفاقيات الصلح وإجراءات التطبيع مع العدو.
العراق
وفيما يتعلق بالقضية العراقية أكد مشروع البيان الختامي للمؤتمر العراقي ان الاحتلال الانجلو - أمريكي للعراق بعد تدميره دولة وهوية وتراثاً ثقافياً ومؤسسات خدمة اجتماعية وصحية وتعليمية انتج عملية سياسية فاشلة، على الرغم من تفاقم ازمة وجوده، صاحبها انهيار كارثي للوضع الأمني كانت له تداعيات خطيرة تجلت في عمليات التهجير القسري وتصفية الكفاءات العلمية وتلاشي مؤسسات الدولة ولجوء المواطن إلى مؤسسات بديلة خارج القوانين والأنظمة لحماية أمنه وصيانة حقوقه.
يواجه هذا المشهد عملاً وطنياً مسلحاً ومقاوماً للاحتلال أسهم في افشال المشروع الأمريكي - الصهيوني في العراق خصوصا وفي المنطقة عموماً.
ازاء هذا الواقع يعلن المؤتمر، مجدداً، رفضه للاحتلال وكل ما نتج عنه من عملية سياسية وقوانين وانظمة وقرارات ودستور ومحاكم غير شرعية وانتخابات مزورة فضلاً عن محاولات التقسيم القسري للعراق وتمزيق وحدة شعبه وانتهاك حقوق انسانه، ويعلن كذلك رفضه للتدخلات الدولية والاقليمية المعبرة عن تلك المحاولات.
أما النظام الذي فرضه الاحتلال والذي تحاول الجامعة العربية وبعض الأنظمة انقاذه من أزمته المتفاقمة فإن المؤتمر القومي - الإسلامي لا يقر بشرعية هذا النظام، وهو يدعو تالياً إلى وقف محاولات دعمه وانقاذه كما يناشد المؤتمر مؤسسات المجتمع المدني في العالمين العربي والإسلامي عدم التعامل مع مثيلاتها العراقية المرتبطة بالاحتلال بأية صورة وتحت اي مبرر.
أما الحكومة العراقية الحالية المشكلة في ظل الاحتلال ووفق ارادته، فهي في رأي المؤتمر حكومة غير شرعية لذلك فهو يناشد الدول العربية والأجنبية فضلا عن المنظمات الدولية بسحب اعترافها بها.
وتعزيزاً لنهج المقاومة الوطنية العراقية يدعو المؤتمر اطرافها إلى التوحد وصياغة برنامج عمل وطني مقاوم مشترك تتبناه قوى سياسية وطنية وقومية ودينية وإعلامية مناهضة للاحتلال وافرازاته، وترفده ببرنامج سياسي اصلاحي اركانه الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والمواطنة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية مما يتطلب من بعض القوى الانسحاب الفوري من العملية السياسية التي اطلقها الاحتلال خدمة لمصالحه والتي انخرط البعض فيها سواء عن قصد أو بدون قصد. وايمانا منه بقدسية الدم العراقي يوصي المؤتمر بتحريمه ويعلن ادانته للعمليات الإجرامية الموجهة ضد ابناء الشعب العراقي كافة.
الساحة المغاربية
وحول قضايا الساحة المغاربية رأى مشروع البيان الختامي ان القضية الرئيسية في الساحة المغاربية هي قضية الضغوط التي تمارس على الهوية العربية الإسلامية للمغرب العربي التي واجهت، على امتداد قرون، الاستعمار الغربي وانتصرت عليه، فها هي ومنذ ما بعد الاستقلال مستهدفة من الداخل ومن الخارج.
ولما كان المؤتمر يرى في الفرنكوفونية مؤسسة فرنسية ذات خطة استراتيجية رامية إلى الهيمنة الثقافية والسياسية والاقتصادية باسم الانفتاح والمعارصر متوسلة اللغة الفرنسية لغة مشتركة لمعظم شعوب المغرب العربي، ينبه إلى مخاطر الاستتباع الثقافي من طرق اللغة، واذ يدعو إلى التمسك باللغة العربية لغة تعلم وتعليم وتواصل معرفي وتكويني إلى جانب دعوته إلى العناية باللغات الأجنبية باعتبارها وسائل انفتاح حضاري، واغناء مع التشديد المطلق على عدم قيامها بأي حال وتحت أي مسمى مقام اللغة العربية التي هي عنوان الهوية ورمز السعادة الثقافية.
وتحسسا منه لخطورة الدعوات التي تطلقها تيارات التغريب بادعاء الانفتاح الثقافي والتفاعل الحضاري يدعو المؤتمر إلى الافادة من مكاسب الحضارة العالمية بوعي وروح نقدية، منعا للتفسخ الحضاري ولتشتت الثقافي وفقدان الهوية العربية الإسلامية أو افراغها من مضمونها المعرفي والقيمي.
ينبه المؤتمر إلى خطورة استخدام الامازيغية ذريعة لمن يبيت مشاريع تجزئة وتفتيت للساحة المغاربية، ويشدد في الوقت نفسه على أن الامازيغية تشكل بعدا اساسيا واصيلا في تاريخ المغرب وحضارته العربية الإسلامية، من هنا يدعو المؤتمر إلى رعاية هذه اللغة وصيانتها وادماجها في المناهج التربوية العربية وغيرها من مناهج اللغات الأخرى.
وفى إطار كلامه على حماية هوية المغرب وتاريخه يولي المؤتمر اهمية خاصة للبعد الافريقي الإسلامي باعتباره رافدا من روافد الثقافة العربية حاضناً لها فضلا عن انه يشكل خلفية استراتيجية للوطن العربي لا يستهان بها.
ان اخطر ما تتعرض له الهوية المغاربية هو استغلال الأوضاع الاجتماعية المتدنية لبعض الشبان والأسر المحرومة بهدف تنصيرها عبر حملات تبشيرية تقودها الكنيستان الأمريكية والاسبانية.
ان المؤتمر القومي الإسلامي الذي يعتبر الوحدة ركنا أساسيا في المشروع النهضوي للأمة يؤكد على رفض كل مشاريع التجزئة والتقسيم بالنسبة لأي بلد عربي أو إسلامي، كما يؤكد على ضرورة حل كل النزاعات البينية بالحوار والاحتكام إلى مبادئ التحرير والوحدة وحقوق الإنسان والشعوب، وعليه، يطالب المؤتمر بضرورة استكمال المغرب لتحرير سبتة ومليلة والجزر المحتلة.
كما يطالب المؤتمر الاطراف المعنية والمهتمة بقضية الصحراء الغربية على ايجاد حل يضمن مبدأ وحدة المغرب العربي ويتجاوز واقع التجزئة الحالي.
دارافور
وحول القضية السودانية «قضية دارفور»:
وانطلاقا من قناعته الثابتة بالأهمية الاستراتيجية التي يحتلها السودان في المنظومتين العربية والإسلامية ينظر المؤتمر القومي الإسلامي إلى قضية دارفور من خلال نظرته إلى وحدة السودان ووحدة الأمة وإلى مخطط التفتيت والتجزئة.
وقال ان للدوائر الغربية هدفين من اشعال الصراع في اقليم دارفور السوداني: الأول هو اثارة النعرات القبلية بما يرسم صورة سيئة للعرب في السودان وافريقيا، واحداث حالة من التقارب بين سكان السودان الشمالي من غير العرب وجنوب السودان ليتطور إلى تحالف استراتيجي يستفاد منه في تبديل هوية السودان العربية الإسلامية وفق مقتضيات ما يسمى بمشروع السودان الجديد ليتم انتزاعه من محيطه العربي ليفقد العرب السودان ودوره الاستراتيجي سواء على مستوى الأمن الغذائي العربي او على مستوى الربط بين العرب وافريقيا.
ويلفت المؤتمر النظر إلى أهمية موقع السودان بالنسبة لمياه نهر النيل وارتباط ذلك بالامن المصري على المستويين الاستراتيجي والغذائي، واضعا في الاعتبار ان المعركة القادمة تشمل مصادر المياه والطاقة، حرب المياه- ومن يتحكم في هذين القطرين يستطيع ان يتحكم في المنطقة بأسرها.
اما الهدف الثاني فيتمثل في ارجاء اية عملية تهدف لاستغلال ثروات هذا الأقليم.
لذلك ينبه المؤتمر القومي - الاسلامي الرأي العام العربي والاسلامي الى المخاطر المحدقة بالسودان جراء المشاريع التقسيمية المرسومة له لا سيما تلك المطروحة تحت مسمى «السودان الجديد» المرتبط حكما بمشروع «الشرق الأوسط الجديد».
وبغية التصدي لمخطط تقسيم السودان يدعو المؤتمر الحكومة السودانية والقوى السياسية لتعميق الحوار الداخلي بما يؤدي الى توافق وطني يقف السلام والاستقرار في ربوع السودان كافة ويمنع التدخل الاجنبي في شؤونه صوناً لهويته واستقلاله وسيادته.
وتأكيدا من المؤتمر لوحدة القضية والمصير يدعو قوى الأمة من احزاب ومنظمات مجتمع مدني لاعلان وقوفها الى جانب السودان تجنيبا له للمخاطر وتعزيزا لهويته العربية بالوفاء بالتزاماتها التي اعلنت في القمة التي عقدت في الخرطوم، ويدعو مؤسسات الاعلام العربية إلى ابراز حقيقة الاوضاع في دارفور تصدياً للتشويه الذي تقوم به وسائل الاعلام الغربي.
ومن منطلق تحسسه بعمق المأساة الإنسانية التي يعاني منها سكان الاقليم يوجه المؤتمر نداء إلى منظمات المجتمع المدني في الساحتين العربية والاسلامية للمساهمة في تلبية ما تتطلبه تلك المأساة من خدمات ومسساعدات انسانية وطبية وصحية وتربوية وغذائية.
الديمقراطية والحريات
وحول قضايا الديمقراطية والحريات أكد مشروع البيان الختامي ان سياسات التغول على حقوق المواطنين وفرض نظم الاحكام العرفية وتوسعها ومصادرة المجتمع والاستيلاء على جميع تكويناته الأهلية والامساك بكل سبل العيش والعمل والمسكن وتأييد هذه النظم وتوريثها كما أن استمرار الاعتقالات والمحاصرات واستعمال القضاء أداة لتنفيذ توجيهاتها.
ازاء هذا الواقع يعلن المؤتمر ما يلي:
- ادانة التجاوزات للدساتير والقوانين التي ترتكبها السلطات في النظم العربية والتي تؤدي إلى هدر حقوق الإنسان وحرية الرأي والكتابة والاحزاب والاعلام والمظاهرات والتجمعات واغلاق الابواب امام عودة المهجرين وانتهاك الحياة الشخصية ومنع مواطنين من السفر.
- الدعوة لإغلاق ملف الاعتقالات السياسية والافراج عن جميع المعتقلين او المحكومين صوريا وتعميق استقلال القضاء تطويراً لحكم القانون والنزاهة.
- اطلاق حرية الاحزاب والاعلام والجمعيات والتعبير لكل قوى المجتمع دفاعاً عن مصالحه وتقدمه بما يكفل تبادل السلطة بالوسائل السلمية.
- محاصرة الفساد والافساد والفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة ومحاسبة المرتكبين.
- ادخال تعديلات دستورية وقانونية بما يكفل ضمان كل ما نصت عليه المواثيق العالمية وقواعد العدل والانصاف وفصل السلطات وتحقيق الديمقراطية السياسية والاجتماعية.
إن الانسان هو القيمة العليا في المجتمع ويجب أن تسخر كل الامكانيات لتلبية حاجاته وضمان حريته وكرامته ومشاركته.
يؤكد المؤتمر القومي - الاسلامي ان النهج الديمقراطي هو السبيل الموضوعي لتحصين الاوطان وتأمين استقرارها وتقوية جبهاتها الداخلية.
التيارات
وفي لجنة ا لعلاقة بين التيارين القومي والاسلامي خلص مشروع البيان الختامي إلى أنه انطلاقاً من وعيه بأهمية تعزيز العلاقة بين التيارين القومي والاسلامي لتشكيل القوة الفاعلة لتأسيس المشروع النهضوي للأمة ولمواجهة المشروع الامبراطورى الاستعماري الذي يرمي الى اعادة رسم الخرائط التي تؤدي الى تقسيم وتفتيت البلدان العربية والاسلامية على اسس عرقية وطائفية ومذهبية يعلن المؤتمر ما يلي:
1 - أن يكون كل تيار من التيارين على يقين بأن التيار الآخر ليس فقط حليفاً لكنه داعم ومكمل له وان اي خطوة نضالية تدعم مسار احدهما هي دعم للمسار الآخر لأنهما على مسار واحد وفي مقطورة واحدة.
2- الوعي بأن المسؤولية الوطنية والقومية لمواجهة الفساد والاستبداد في أغلب البلدان العربية تقتضي توحيد العمل الوطني من أجل احداث التغيير السياسي والديمقراطي وهي مهمة لا يمكن ان يقوم بها تيار واحد دون مشاركة التيارات المخلصة والغيورة الأخرى.
3- تفعيل الأنشطة والمبادرات المشتركة داخل كل الاقطار العربية بين التيارات وتشكل لجان للتنسيق المشترك.
4- مواجهة خطر التقسيم والفتيت الداخلي في الاقطار العربية على أسس عرقية وطائفية ومذهبية وذلك بالتغيير الديمقراطي الذي يخلق المناخ العادل لوأد تفجر النزاعات المحتملة لأن غياب الوعي المعرفي والحكم غير الديمقراطي هما المسؤولان عن تلك الازمات.
5- تشكيل لجان وطنية للحريات ولحقوق الديمقراطية في كل قطر عربي بمشاركة التيارين لتكون مدخلاً للقاء نضالي حقيقي بينهما.
6- التأكيد على أن المقاومة في الأمة كلها ثقافة ومشروعا هي الأسس الحقيقية لفرز المواقف النضالية والوطنية لكافة القوى الوطنية، ومن مهمة التيارين دعم خيار المقاومة فكراً وممارسة بمعناها الواسع ضد المشروع الأمريكي الصهيوني وضد نظم الحكم الموالية لهذا المشروع والمتورطة في مخططاته.
7- وضع برنامج عمل لتعرية وعد بلفور قانونياً وانسانيا بمناسبة الذكرى التسعين للوعد المشؤوم. يدوم عشر سنوات تبدأ من 2 تشرين الثاني 2007 حتى2/11/2017 البرنامج هو اضعاف الأسس الفكرية والدينية والسياسية التي على أساسها صدر الوعد.
ثانياً:
1- التأكيد على وحدة الأمة بكافة مكوناتها الإسلامية والمسيحية والمذهبية والاثنية، ورفض كل الدعوات التي تسعى إلى تفتيت وحدة نضال الأمة وتمزيقها إلى طائفية سياسية لا تخدم غير المشروع الأمريكي الصهيوني.
2- تحريم كل دعوة تروج أو تشارك في احداث أية فتنة مذهبية أو طائفية أو اثنية.
3- رفض اية محاولة أمريكية هدفها ان يتوارى الصراع العربي الصهيوني ليحل محله صراع عربي إيراني تكون ادواته الانقسامات المذهبية «شيعية وسنية» والاصرار على ان إسرائيل هي العدو الاساسي للأمة العربية والإسلامية، والتأكيد على ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي شقيق إسلامي قوي وفاعل يجب التنسيق الكامل معه في مواجهة المشروع الامبراطوري الأمريكي ابتداء من العراق بالحفاظ على وحدته وهويته القومية.
4- تشكيل هيئة قومية إسلامية تنبثق عن هذا المؤتمر لفتح حوار استراتيجي على أعلى المستويات في الدول العربية ومع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوضع تصور مشترك لهزيمة المشروع الأمريكي في العراق والحؤول دون تقسيمه.
5- يطلب المؤتمر من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تنفيذ القرار الذي اتخذته اللجنة الدائمة للتعاون العربي في دورتها العاشرة بانشاء مركز لدراسات الاستعمار الاستيطاني المقارن في العالم علماً بأن هذا القرار قد اتخذ في أغسطس 1989 ولم يتم تنفيذه حتى الآن.
وجدد المؤتمر القومي العربي - الإسلامي تعهده القيام بمسؤولياته كاملة تلك المحددة في وثيقة تأسيسه وفي مؤتمراته السابقة وما صدر عنها من بيانات وتوصيات واجراءات ويعلن للأمة بكل مكوناتها بأنه سيواصل جهوده في تفعيل العمل الوحدوي على الصعيدين القومي العربي والإسلامي وفي مواصلة الجهود لمعالجة كل مظاهر الفتنة لأنها لا تخدم إلا الأعداء، ويدعو الجميع إلى اعتماد الحكمة والاعتدال ومنهج الأمة الوسطى لأن الجمود والتطرف والأطروحات الفئوية والمتعصبة تخلف نتائج لا تقل خطراً عن مؤامرات الأعداء. وسوف يصدر البيان الختامي للمؤتمر اليوم.
زاره عدد من رموز المؤتمر القومي الإسلامي ..معتقل سابق بسجن أبو غريب يقيم معرضا للصور تفضح انتهاكات الاحتلال
محمد فوراتي :
عرض عبدالجبار العزاوي المعتقل السابق في سجن أبو غريب بمناسبة المؤتمر القومي الاسلامي عدداً من الصور التي تكشف حجم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في العراق. وتحتوي الصور على مشاهد من طرق التعذيب المعتمدة في سجون الاحتلال وصور للشهداء الذين سقطوا من جراء القصف أو القتل العشوائي. كما تضمنت صوراً أخرى هي صيحات الفزع والهلع لنساء واطفال العراق من جراء ما ذاقوه من خوف ورعب أو من فقدان حبيب قضى نحبه تحت سياط أو نيران القوات الغازية. ونقلت بعض المشاهد الفوتوغرافية نماذج من تشوهات خلقية لبعض الأطفال أو بعض الشهداء الذين قطعت أطرافهم وظهرت أجسادهم مكسوة بالدماء.
وزار المعرض عدد كبير من الشخصيات المشاركة في المؤتمر القومي الاسلامي الذي استضافته الدوحة. ومن الذين زاروا المعرض الدكتور يوسف القرضاوي والأستاذ خالد مشعل. وقد تأثر جل من شاهد تلك الصور التي تعبر عن حجم المعاناة والانتهاكات التي يقع تحتها رجال واطفال ونساء العراق اليوم تحت الاحتلال.
وقال عبدالجبار العزاوي وهو مستشار في اتحاد الأسرى والمعتقلين العراقيين إن فكرة المعرض ولدت بعد أن ذاق أصنافا من العذاب في سجن أبو غريب لمدة 7 أشهر. وأضاف في تصريح ل الشرق أن المعاناة القاسية التي عاشها في سجن أبو غريب جعلته يعتقد أنه دليل متحرك على هذه الفضيحة ولابد له من المساهمة في كشفها للرأي العام. وقال العزاوي «لقد قررت ان أجعل من أولوياتي اخراج تلك الحقيقة للناس وأن أبلور معاناة الآلاف من السجناء وعائلات الشهداء من خلال إقامة المعارض واللقاءات التلفزيونية لكي ننصف أهل الحق من رجال ونساء أبو غريب ومختلف سجون الاحتلال». وأكد أن هدفه من عرض مثل هذه الصور التي لا تكشف إلا جزءا يسيرا من فظاعات الاحتلال هي فضح الانتهاكات وأساليب المحتل التي تحط من الانسانية وكشفها للعالم، مؤكدا أنه يمتلك صوراً أكثر فظاعة لم يستطع عرضها لبشاعتها التي لا تطيقها عين واحتراما للمشاعر الإنسانية. وكان عبد الجبار العزاوي أقام معارض مماثلة في لبنان واسطنبول والدوحة قال إن الناس تفاعلوا معها كثيرا وزادتهم يقينا بفظاعات الاحتلال التي لايمكن لمن يشاهدها على الورق ان يدرك فظاعتها كمن عاشها لأشهر عديدة.
ويعمل العزاوي ضمن فريق كبير من العراقيين ضمن اتحاد الأسرى والمعتقلين العراقيين وجمعيات حقوقية أخرى على الاتصال بالمنظمات الاقليمية والدولية لإطلاعهم على حقيقة الوضع ودفعهم إلى الضغط على قوات الاحتلال لتطلق سراح المئات من الشبان العراقيين. وقد نجحت بعض الجهود كما يقول عبد الجبار العزاوي في اقناع الكثير من الأوروبيين إلى جانب العرب ومنظمات اخرى بدول إسلامية على مشاركتهم في التعريف بهذه المظلمة. كما أقام اتحاد الأسرى والمعتقلين السياسيين ورشات عمل عديدة مع منظمات حقوقية اوروبية في عدة دول زادت من تعاطف المجتمع الدولي مع معاناة الشعب العراقي.
ويؤكد العزاوي والفريق الذي يعمل معه من العراقيين أنهم سيواصلون عملهم الإعلامي والحقوقي في كشف هذه الفظاعات والتنديد بها حتى يزول الاحتلال، وحتى تعود الكرامة والإنسانية لمن سلبت منهم، مع التعويض لكل المتضررين واهاليهم عن أيام العذاب والمهانة والبطش التي عاشوها.
وسام «القبر المقدس» للقرضاوي
منح المطران عطا الله حنا بطريرك الكنيسة الارثوذكسية بالقدس فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي وسام «القبر المقدس» أعلى أوسمة الكنيسة الشرقية بالقدس تقديرا لدور فضيلته في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.